الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات.. «بطل الخليج» من البداية إلى النهاية بكل جدارة

الإمارات.. «بطل الخليج» من البداية إلى النهاية بكل جدارة
19 يناير 2013 00:42
بعد انتهاء كل جولة من جولات «خليجي 21»، وبعد أن تغلق المنتخبات الثمانية ملفاتها استعداداً للجولة التالية، نتوقف في «ستاد الاتحاد» مع قراءة فنية هادئة للمباريات الأربع، وتحليل الأداء الفني لكل فريق بحثاً عن أسباب فوز هذا وخسارة الآخر، وذلك من خلال رؤية تحليلية عميقة للمباريات بوجهة نظر فنية بحتة يقدمها المحلل الفني لـ «الاتحاد» الخبير الكروي والمحاضر الدولي الشهير الدكتور طه إسماعيل، الذي يطل عبر صفحاتنا ليقلب معنا أوراق الجولة بنظرة محايدة مجردة من أي انتماء أو هدف سوى تقديم خدمة مميزة لكل الجماهير الخليجية مهما اختلفت الألوان والانتماءات. أبوظبي (الاتحاد) – لا يمكن لأحد أن ينكر أحقية منتخب الإمارات في الفوز بلقب بطولة «خليجي 21»، لأنه كان الفريق الأفضل في كل شيء منذ الجولة الأولى التي ظهر فيها أمام المنتخب القطري، والذي استمر في مباراتي الدور الأول أمام البحرين وعُمان والحصول على النقاط الكاملة، وبعد ذلك تخطى المنتخب الكويتي في الدور نصف النهائي، بعد أداء هو الأروع في البطولة، ثم الحصول على اللقب بتخطي المنتخب العراقي الكبير في النهائي أمس. تفوق المنتخب الإماراتي على جميع المنافسين، خاصة أن لاعبيه جمعوا بين تحقيق المتعة في الأداء، والالتزام الخططي الكبير بما يقوله المدرب مهدي علي في أداء الواجبات الدفاعية والهجومية، وهو الأسلوب الذي لم يتغير طوال مراحل السباق إلى الكأس، من خلال الانتشار الجيد طولياً وعرضياً، من خلال طريقة اللعب 4-2-3-1 التي تتحول إلى 4-4-2 في حالات كثيرة لتحقيق الكثافة الهجومية دون إخلال بالدور الدفاعي. لعب “الأبيض” مبارياته كلها وآخرها أمام العراق بطريقة السهل الممتنع دون “فلسفة” زائدة من خلال لاعبين ذوي بنية جسدية أقل كثيرا من كل الفرق المنافسة، لكن بوعي أكبر من الجميع، فهم الأكثر مهارة وخفة في الحركة بالكرة ومن دون الكرة والأكثر سرعة في أداء المهام الدفاعية والهجومية، والتحرك إلى الأمام وإلى الخلف مع عدم المجازفة في التمرير، خاصة عمر عبد الرحمن الذي صنع الفارق الفني لفريقه على حساب المنافس، مع تميز كل عناصر الفريق أيضا في بناء الهجمات سواء من العمق أو عن طريق الجناحين، واستخدام المهارة العالية في المرور والمراوغة. ونجحت طريقة الضغط المستمر التي طبقها لاعبو الإمارات في إجبار لاعبي المنتخب العراقي مثلهم مثل الفرق التي سبقتهم على إرجاع الكرة إلى الخلف كثيراً بحثاً عن ثغرة، وهو ما أفقد الفريق القدرة على توصيل الكرة إلى يونس محمود في الأمام، ورغم أن طريقة اللعب كانت عند المنتخب العراقي أيضا 4-2-3-1 إلا أن التنفيذ اختلف تماماً بسبب الفارق بين مهارات وقدرات اللاعبين الفردية، بعد أن ملأ عمر عبد الرحمن ومبخوت وخليل المنطقة أمام الثلاثي خميس وحبيب وعامر مع القدرة على التحكم في إيقاع اللعب. وقد امتلك منتخب الإمارات شخصيته القوية من بداية المباراة، وهي عادته في اللقاءات الخمسة التي خاضها، وذلك بعد أن تفوقت القدرات المهارية لدى لاعبيه على القوة البدنية لدى لاعبي المنتخب العراقي، خاصة أن المنتخب العراقي كان معتمدا على الحماس والقوة في مواجهة فريق منظم في كل خطوطه يعرف ماذا يريد من المباراة، ويقوده مدرب متميز من خارج الملعب، ولاعب بارع من داخله هو عمر عبد الرحمن. وقد تفوق مهدي علي في اختيار التشكيلة التي لعب بها من البداية، التي أكدت ميل المدرب الإماراتي القدير للهجوم مهما كان اسم الفريق المنافس، وربما هو وحده من يمتلك هذه المواصفات بين مدربي البطولة حتى الآن، بدليل أن فريقه احتل قائمة الهجوم الأقوى في البطولة بشكل عام، وكأنه يلعب للهجوم عن طريق «الفطرة» وليس حسب ظروف المنافس، وذلك رغم تميز أداء منتخب العراق في الشوط الثاني. وقد كسب منتخب الإمارات بخلاف الفوز بالمباراة واللقب تأكيد شخصية الفريق وقدراته الكبيرة في أصعب المواقف والظروف وتحت أكبر الضغوط، كما كسب عددا من اللاعبين الجدد واستعاد بعض لاعبيه مستواهم العالي، في مقدمتهم عودة أحمد خليل للتهديف بقوة، وهو قوة هجومية كبيرة مع زميله علي مبخوت والرائع عمر عبد الرحمن والبدلاء إسماعيل الحمادي وسعيد الكثيري وحبوش صالح وغيرهم. وفي الدفاع امتلك الفريق “كتيبة” من اللاعبين المميزين لا يختلفون كثيرا عن بعضهم مثل مهند العنزي ومحمد أحمد وحمدان الكمالي، وعلى الأطراف عبد العزيز صنقور وعبدالله موسى وعبد العزيز هيكل، وفي الوسط خميس إسماعيل وعامر مبارك وحبيب الفردان، ذلك لأن المدرب يعرف قدرات كل اللاعبين، ويثق فيهم لأن لديه قناعة خاصة لم تتغير، ويعرف كيف يوظف كل لاعب في الموقع الذي يحصل منه على أعلى إنتاج من خلال الأداء الفردي الذي يخدم طريقة اللعب الجماعية. «عموري» يخطف الأضواء في ليلة التتويج بهدف على طريقة ميسي أبوظبي (الاتحاد) - شهدت البطولة على مدار مراحلها العديد من الأهداف الجميلة والمؤثرة في نتيجة المباريات، وهي أهداف متنوعة، مثل الأهداف التي جاءت من كرات ثابتة، ومنها هدف عمر عبد الرحمن في مرمى المنتخب القطري في الجولة الأولى الذي أدرك به التعادل سريعاً، ليمهد الطريق بعد ذلك للفوز المتتالي، وأيضاً هدف حسين بابا لاعب البحرين في مرمى المنتخب العراقي في لقاء نصف النهائي بتسديدة رائعة أدرك بها التعادل قبل ضربات الترجيح. وهناك أهداف من اللعب المتحرك مرت على جولات البطولة، وهي كثيرة، منها هدفا أحمد خليل مهاجم الإمارات في مرمى عُمان، وأيضاً هدفه الصعب في مرمى المنتخب الكويتي، الذي نقل الفريق إلى المباراة النهائية، وهدف زميله علي مبخوت في مرمى البحرين، وأيضاً هدف بدر المطوع لاعب الكويت من تسديدة رائعة في مرمى المنتخب البحريني في مباراة المركز الثالث، وهو هدف جميل، لكنه بلا تأثير، وهناك أهداف أخرى تحمل الصفة نفسها. ولكن رغم كل ذلك، جاء عمر عبد الرحمن في مرمى العراق في لقاء نهائي البطولة مساء أمس في شكل هو الأروع، بعد أن تميز “عموري” كالعادة وتلاعب بالمدافعين وسدد في مرمى نور صبري، ليسجل الهدف الأجمل والأهم في البطولة، لأنه كان مفتاح باب الحصول على اللقب الغالي. نقص كبير في «الأهداف الرأسية» واعتماد زائد على الضربات الثابتة أبوظبي (الاتحاد) - من أبرز الظواهر الفنية التي شهدتها بطولة خليجي 21، هي زيادة عدد أهداف الضربات الثابتة التي تمثل ما يقارب 35% من الأهداف في البطولة، وذلك من خلال ضربات الجزاء والركلات الحرة على حدود المنطقة، وهي التي سجل منها العديد من الأهداف المؤثرة. وفي المقابل، ظهر قلة أعداد الأهداف المسجلة من ضربات الرأس في البطولة، وهي تتمثل في ضربة رأس مدافع الإمارات محمد أحمد في مرمى قطر، وواحدة من يوسف ناصر مهاجم الكويت في مرمى اليمن، وسلام شاكر لاعب العراق في مرمى السعودية، وأيضاً ياسر القحطاني في شباك اليمن، وهو عدد قليل من بين أهداف البطولة رغم اعتماد العديد من المنتخبات على الكرات العالية العرضية. سجل المنتخبان الإماراتي والعراقي في كل مبارياتهما قبل أن يلتقيا في المباراة النهائية مساء أمس، وهما الفريقان الوحيدان اللذان حققا ذلك من بين المنتخبات الثمانية، وهو أمر ليس سهلاً، خاصة أن الفريقين أيضاً لعبا على تأمين الدفاع وليس تسجيل الأهداف فقط، وهما الأقل استقبالاً للأهداف من بين كل الفرق في البطولة، حيث دخل مرمى المنتخب العراقي هدف واحد، ودخل مرمى المنتخب الإماراتي هدفان قبل خوض المباراة النهائية. «أسود الرافدين» سقطوا في الشباك عند الخطوة الأخيرة العراق.. الخبرة وحدها لا تكفي أمام المهارة وروح الشباب أبوظبي (الاتحاد) - لعب المنتخب العراقي المباراة النهائية أمام الإمارات معتمداً على خبرات لاعبيه بدرجة أكبر من التركيز على محاولة مجاراة “الأبيض”، وذلك لأن مدربه الوطني حكيم شاكر يدرك قدرات لاعبي المنافس وروح الشباب التي تميزهم في الأداء البدني والفني وتنفيذ تعليمات المدرب، ولذلك كان التركيز الأول على منع المنتخب الإماراتي من تسجيل الأهداف، لأنه صاحب الهجوم الأقوى، وذلك من خلال الدفاع الأقوى في البطولة، لكن ذلك لم يحقق هدف شاكر. وكان اعتماد المنتخب العراقي على خبرات لاعبيه واضحاً طوال مسيرته في البطولة بعد أن نجحت هذه الطريقة في تخطي المنتخب السعودي في أولى جولات البطولة، ثم الفوز على المنتخب الكويتي “العنيد”، وبعد ذلك تخطي المنتخب اليمني بسهولة في ختام الدور التمهيدي، وزاد الاعتماد على الخبرة في مواجهة منتخب البحرين في نصف النهائي، وهو اللقاء الذي امتد حتى ضربات الترجيح التي حسمت بالخبرة أيضاً، لكن ذلك لم يكن كافياً لتحقيق اللقب أمام قدرات لاعبي الإمارات المهارية وروح الشباب في المباراة النهائية. وبشكل عام، كان المنتخب العراقي هو الأعلى خططياً في بعض مبارياته، لكن ذلك تغير في مباراة الإمارات أمس، لأن لاعبو الفريق المنافس يمتلكون وعيا خططياً يختلف عن السعودية والكويت واليمن والبحرين أيضاً، وهو ما جعل مهمة المنتخب العراقي أصعب كثيراً، رغم أن هذه الطريقة تفوقت في مباريات لم يكن المنتخب العراقي هو الأفضل فيها مثل مواجهتي الكويت والبحرين. وظل المدر ب حكيم شاكر يعمل على استغلال كل خبرات لاعبيه في عملية بناء الهجمات، ابتداء من الحارس نور صبري ثم المدافعين ولاعبي الوسط، خاصة علي أرحيمة وسلام شاكر وحمادي أحمد، وتغيير إيقاع اللعب من أجل امتصاص حماس شباب الإمارات، وهو ما كان يحتاج في بعض الأوقات إلى تهدئة اللعب من خلال وعي خططي ومقومات نفسية أخرى امتلكها العراقيون في مواجهة الفرق الأخرى التي لعبوا أمامها طوال مشوارهم في البطولة. ولعب المنتخب العراقي على غلق الدفاع والتحكم في سرعة اللعب مثلما كان يفعل سابقاً، والاعتماد على إرسال الكرات الطويلة إلى يونس محمود وحمادي أحمد، خاصة في ظل مهارة لاعبيه في الوسط والقيام بعملية التمرير في المكان المناسب، وذلك ما فطن له لاعبو الإمارات. وبشكل عام، يمكن القول إن “أسود الرافدين” حقق في البطولة ما يفوق المتوقع منهم، خاصة أن الفريق خاض البطولة دون جاهزية كاملة بعد رحيل المدرب زيكو. كالديرون افتقد من يعرف طريق مرمى المنافسين البحرين.. القوة في غياب القدرات الهجومية أبوظبي (الاتحاد) - لم يمتلك المنتخب البحريني المقومات التي تجعله يحقق حلم جماهيره الكبيرة بالحصول على اللقب لأول مرة في تاريخه، ولم تشفع له استضافته للبطولة على ملاعبه، وذلك لأن الفريق صاحب الأرض لا بد أن يكون الأعلى هجومياً بين فرق البطولة، وهو ما لم يكن موجوداً في أصحاب الأرض، حيث ضل لاعبو البحرين الطريق إلى مرمى المنافسين في 5 مباريات خاضوها في المنافسة كاملة. وعانى الفريق حقيقة واضحة، وهي ظاهرة العجز الهجومي، لأن الفريق لم يسجل في 4 مباريات سوى 3 أهداف بعد التعادل في الأولى أمام عمان سلباً، ثم الخسارة أمام الإمارات 2/1، وبعدها الفوز على قطر 1/صفر بضربة جزاء، ثم التعادل مع العراق في نصف النهائي 1/1، قبل الاحتكام إلى ضربات الترجيح، وكذلك قبل خوض مباراة المركز الثالث أمام منتخب الكويت التي سجل خلالها هدفه الرابع، وهو ما لم يكن كافياً له لتحقيق هدف الصعود إلى المباراة النهائية واللعب على اللقب. والغريب أن منتخب البحرين سجل هدفاً وحيداً من اللعب المتحرك في 4 مباريات قبل أن يودع حلم اللقب، وهو الهدف الذي سجله عبد الوهاب المالود في مرمى الإمارات عندما خسر 2/1، قبل هدف عبد الله يوسف في مباراة الأمس أمام الكويت في اللقاء “الشرفي” قبل الخسارة 6/1، وهو ما يؤكد معاناة الفريق في تنفيذ أي فكر هجومي، لأن الفريق افتقد “القماشة” التي يتعامل معها المدرب لـ “تفصيل” طريقة اللعب. ولم يكن الحماس الكبير والقوة البدنية في الأداء أمراً كافياً لتحقيق الفوز، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى طريقة دفاعية مميزة تمنع وصول المهاجمين الآخرين لمرمى الفريق، لكنها تبقى قوة ناقصة دون وجود من يقوم ببناء الهجمات ثم ترجمة ذلك إلى أهداف في مرمى المنافسين، حيث افتقد الفريق اللاعب “صانع الألعاب” والآخر “الهداف” الذي يشكل خطورة على مرمى المنافسين. «العنابي» بلا أي مقومات مع أتوري «المغرور» قطر.. تجانس «غائب» وخطوط غير مترابطة أبوظبي (الاتحاد) - افتقد المنتخب القطري كل المقومات في مشاركته في منافسات المنامة، وكان الخروج المبكر من الدور الأول أمراً طبيعياً، بعد أن اكتفى بثلاث نقاط حققها من الفوز على منتخب عُمان، والخسارة أمام الإمارات ثم البحرين بسبب اللعب العشوائي والحماس الذي يأتي على حساب الأداء الفني، ويجعل الخطوط مفككة وغير مترابطة في أداء الواجبات الدفاعية والهجومية. ودفع المنتخب القطري ثمن غرور مدربه الذي ظل يتحدث عن نفسه كثيراً في كل مناسبة وأنه يملك العديد من العروض، وكأنه أعلى من تولي مهمة تدريب المنتخب القطري، وذلك دون أن يقدم لنا في مبارياته الثلاث ما يشفع له لهذا الغرور، كما دفع ثمن غياب الروح لدى المدرب، التي انتقلت إلى اللاعبين بدرجة كبيرة، حيث ظهرت في عدم الاهتمام أو الحزن للخسارة، فقد كان المدرب هادئاً في كل المواقف، مكتفياً بالجلوس ومشاهدة ما يجري في الملعب دون تدخل وكأن الأمر لا يعنيه. اليمن.. لم يكن في الإمكان أفضل مما كان أبوظبي (الاتحاد) - لم يكن باستطاعة منتخب اليمن تحقيق هدف التأهل إلى الدور نصف النهائي عن المجموعة التي لعب بها مع العراق والسعودية والكويت، فهو من الناحية الفنية والبدنية الأقل من الجميع بفوارق كبيرة جداً، ولم يكن في الإمكان وفق هذه المقومات تحقيق أفضل مما كان من حيث النتائج، بينما كان من الممكن تقديم الأفضل من حيث المستوى في المباريات لو تغيرت طريقة اللعب. حاول البلجيكي توم ساينتفيت مدرب اليمن اللعب على المضمون والتركيز على الدفاع لتجنب الخسائر الكبيرة، وهو ما حقق الهدف بالفعل بالخسارة أمام الكويت والسعودية والعراق بواقع هدفين في كل مباراة، لكنه أغفل الدور الهجومي الذي من الممكن أن يسبب الضغط على المنافسين، لكن الفريق كان من الناحية الجماعية صيداً سهلاً للمنافسين رغم الحماس الفردي من لاعبيه، ووجود بعض القدرات الجيدة في صفوف الفريق. وبالنظر إلى ظروف المنتخب اليمني، نجد أنه يملك كل العذر، لأن لاعبيه ليس لديهم دوري محلي في الوقت الحالي، ولأنهم الأقل من حيث الاستعداد للبطولة، وهو يشارك فقط من أجل اكتساب الخبرات من الاحتكاك مع الفرق الخليجية الكبيرة، لأنه يلعب بطريقة بدائية “فطرية” أمام فرق تملك الخبرات الكبيرة، وإن كان المنتخب اليمني قد أدى أسوأ بطولة خليجية له في كل مشاركاته من الناحية “الرقمية”. «الأخضر» فقد هويته و«ضاع» مع ريكارد السعودية.. التاريخ العريق وحده لا يصنع الانتصارات أبوظبي (الاتحاد) - فقد المنتخب السعودي هويته خلال خليجي 21، وضاع “الأخضر” تحت قيادة الهولندي ريكارد مدرب الفريق، رغم أن الفريق يمتلك قاعدة كبيرة من اللاعبين المميزين، الذين لم يتمكن المدرب من صهرهم في تشكيلة متجانسة يحقق بها الفوز، خاصة أن لاعبيه يملكون القوة البدنية والقدرات المهارية الفردية وأيضاً الخبرات الكبيرة من اللعب في الدوري السعودي القوي واللعب مع أنديتهم في دوري أبطال آسيا والبطولات الخليجية السابقة. كان أداء المنتخب السعودي “نمطياً” طوال مبارياته، وهو ما جعل مهمة كل الفرق التي واجهته أكثر سهولة، فهو لم يحقق الفوز سوى على المنتخب اليمني فقط، بينما خسر أمام العراق والكويت، وحصل على 3 نقاط فقط، وذلك لأنه لم يكن يملك اللاعب “المبدع” في وسط الملعب، الذي يستطيع قيادة هجمات الفريق، ولم تكن لديه القدرة على اختراق صفوف الفرق المنافسة رغم وجود عدد من المهاجمين. وفي كرة القدم لا يفيد الفريق كثرة اللاعبين المهاجمين في غياب اللاعب القادر على “التمويل” وإمداد اللاعبين بالتمريرات المتقنة، وهو اللاعب الذي غاب عن المنتخب السعودي، وإن كان أحمد عطيف قد أدى هذا الدور قبل أن يبعده ريكارد، الذي ظل “روتينياً” . «الأزرق» أفضل الخاسرين «تكتيكياً» الكويت.. «كبرياء» حامل اللقب يقوده إلى «الثالث» أبوظبي (الاتحاد) - يمكن القول إن منتخب الكويت كان هو أفضل الفرق الخاسرة في سباق اللقب من الناحية الخططية، فهو فريق يملك قدرات فردية جيدة، وأيضاً قدم في مبارياته الخمس مستوى مميزاً من الناحية “التكتيكية”، سواء في مباريات الدور الأول أو أمام منتخب الإمارات في نصف النهائي أو في مباراة المركز الثالث أمام البحرين أمس، التي حسمها لمصلحته بكل جدارة. وعاب الفريق “الأزرق” في مبارياته الأولى وجود ثقة زائدة في الأداء، وهو ما كان سبباً في الخسارة أمام العراق، ثم مواجهة الإمارات في نصف النهائي، وهو ما كان يمكنه تجنبه، خاصة أن برنامج المباريات لم يخدمه لأنه لعب الدور نصف النهائي وهو في حالة إجهاد كبير لا يمكن أن يمر كذلك دون استغلال من لاعبي «الأبيض» الأعلى في القدرات الفردية والأكثر شباباً، ولولا ذلك لسار الفريق الكويتي بنجاح حتى المباراة النهائية. وظل المنتخب الكويتي يدافع عن «الكبرياء» باعتباره حامل اللقب في كل مبارياته، ومنها لقاء الأمس أمام البحرين والحصول على المركز الثالث، وكان الصربي جوران مدرب الفريق من المتميزين خارج الخطوط في قيادة فريقه، الذي لم يكن لاعبوه في مستواهم المعروف خلال معظم فترات مبارياتهم الخمس رغم الفوز في 3 مباريات وخسارة مباراتين في المشوار كاملاً، ولو لعب الفريق بالطريقة الهجومية التي طبقها أمام البحرين أمس لكان له شأن آخر. ويعتبر المهاجم الصاعد عبد الهادي خميس أبرز مكاسب الفريق في البطولة في أول ظهور حقيقي للاعب على المستوى الخليجي، وهو أحد مكاسب البطولة أيضاً، مع استمرار تميز بدر المطوع العقل المفكر في الفريق والمهاجم المقاتل يوسف ناصر، مع أبرز اللاعبين البدلاء في البطولة فهد العنزي، وهو ما يؤكد امتلاك الفريق لمقومات البقاء في “الفئة الأولى” خليجياً لسنوات أخرى مقبلة. عُمان.. انتهاء «العُمر الافتراضي» لجيل الإنجازات أبوظبي (الاتحاد) - تسبب التخبط الخططي الكبير للمدرب الفرنسي لوجوين في سوء نتائج المنتخب العُماني، الذي يملك قدرات جيدة كان من الممكن أن تؤدي إلى نتائج أفضل من الحصول على نقطة واحدة فقط خلال 3 مباريات خاضها في الدور الأول بعد التعادل مع البحرين في الافتتاح ثم الخسارة أمام قطر والإمارات، بل كان ذلك في مقدمة أسباب سوء الأداء والنتائج في البطولة. وكانت قدرات الفريق العُماني الهجومية ضعيفة خلال مسيرته بالبطولة، ويبقى لوجوين أيضاً أحد أسباب ذلك بسبب سوء استخدام المهاجم عماد الحوسني، وذلك بإشراكه في المباريات التي يصعب فيها على لاعبيه إرسال الكرات العرضية إليه أمام فرق تغلق الأطراف جيداً، ثم يبعده في المباريات الأخرى التي يتمكن لاعبوه من إرسال الكرات العرضية فلا تجد من يستغلها أمام المرمى، وهو ما يحدث بسبب عدم وجود قناعات محددة لدى المدرب بشأن قدرات لاعبيه، وعدم الصبر عليهم. ويبدو أن تفوق جيل الإنجازات في الكرة العُمانية الذي حقق لقب الخليج في مسقط قد انتهى عمره الافتراضي بعد أن وصل فوزي بشير وأحمد حديد وأحمد كانو وحسين مظفر وعماد الحوسني إلى مرحلة المعاناة البدنية أمام شباب المنتخبات الأخرى، وهو ما كان سبباً أيضاً في سوء نتائج الفريق “الأحمر”، خاصة أن هؤلاء اللاعبين هم من تدرجوا مع الفريق وعاشوا مرحلة صعوده من الكفاح لتحسين النتائج إلى الصعود على منصة التتويج، ثم جاء التراجع المنطقي لعدم وجود جيل آخر . الميدالية الذهبية منتخب الإمارات قدم منتخب الإمارات أفضل العروض خلال كل المباريات التي لعبها، وكان لاعبوه الأفضل مهارياً، والأكثر التزاماً بالفكر الخططي للمدرب مهدي علي الذي تميز هو الآخر في التعامل مع كل مباراة وفق ما تحتاجه من أسلوب خططي، وتميز لاعبو الفريق جميعاً بشكل واضح، وكانوا نجوماً للبطولة في كل الخطوط، واستحقوا البطولة عن جدارة مع جماهيرهم الكبيرة التي كانت أحد نجوم المنامة أيضاً. الميدالية الفضية منتخب العراق تغلب المنتخب العراقي على كل ظروفه الصعبة ووصل إلى المباراة النهائية بعد الفوز في 4 مباريات متتالية دون خسارة، ودون أن تهتز شباكه سوى بهدف واحد قبل المباراة النهائية، واستحق مركز “الوصيف”، وهو ما يعد إنجازاً للاعبين ومدربهم الوطني حكيم شاكر، الذي تولى المهمة قبل أيام قليلة من بدء البطولة، وقد نجح مع لاعبيه في تخطي كل الصعوبات إلى نيل شرف اللعب في نهائي البطولة. الميدالية البرونزية اللجنة المنظمة استحق التنظيم البحريني للبطولة إعجاب الجميع، وذلك بعد الشكل الرائع الذي خرجت عليه المباريات بفضل جودة أرضية الملاعب، واستيعاب تصرفات الجماهير من كل الدول المشاركة، وأيضا بفضل وجود جماهير البحرين في كل المباريات ودعم منتخبها والمنتخبات الأخرى في شكل حضاري وروح رياضية رائعة، لتستحق المملكة بمسؤوليها الرياضيين، أن تكون أحد نجوم خليجي 21 بجدارة لا تقل عن الفرق المشاركة واللاعبين والمدربين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©