الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

"الأندلسي" يتحدى "البارسا" في "القمة الكبيرة"

"الأندلسي" يتحدى "البارسا" في "القمة الكبيرة"
20 أكتوبر 2018 00:00

عمرو عبيد (القاهرة)

تترقب وسائل الإعلام الإسبانية والإعلامية موعد كلاسيكو الأرض، ويهتم الجميع بمعركة تكسير العظام في ديربي مدريد، وينتظر عشاق الكرة نتيجة صدام البارسا وأتلتيكو، لكن الواقع يؤكد أن مواجهة برشلونة وإشبيلية في الجولة التاسعة من الليجا، هي القمة الحقيقية في الدوري الإسباني خلال الوقت الراهن، بعد أن اعتلى الفريق الأندلسي الصدارة، بفارق نقطة واحدة عن البلوجرانا والروخيبلانكوس، حيث تسلل الأبيض والأحمر بهدوء ليخطف القمة، بعدما تراجع إلى المركز الثاني عشر في نهاية الأسبوع الرابع من الليجا، لكنه قفز بخطوات واسعة في المباريات الأخيرة، ليتخطى مثلث الرعب الإسباني نحو المركز الأول، الذي يسيطر على البطولات المحلية الإسبانية عبر التاريخ!
وإشبيلية هو الفريق الوحيد الذي نجح في الفوز بأربع مباريات خلال آخر 5 جولات في الليجا، وحقق هذه الانتصارات على التوالي ليحصد 12 نقطة كاملة وضعته فوق القمة، في حين تعثر البارسا بصورة غير متوقعة على الإطلاق خلال هذه الجولات، إذ تعادل في 3 مباريات وخسر الرابعة، ليجمع 25% فقط من نقاط هذه المواجهات، والطريف أن فريق بلد الوليد الذي يملك البرازيلي رونالدو، الظاهرة، 51% من أسهمه حالياً، يتفوق على العملاق الكتالوني، بعدما حصد 10 نقاط من أصل 12 في تلك المباريات.
وتعتقد صحيفة «ماركا» الإسبانية أن بابلو ماشين مدرب إشبيلية، لن يغير من تكتيكه الهجومي عندما يواجه البارسا في قلب كامب نو، لأنه حسب رأي الجريدة تعلم الدرس جيداً، بعد خسارته كأس السوبر في بداية الموسم الجاري أمام المنافس الكتالوني، فهو لن يكرر الخطأ الذي وقع فيه عندما تراجع للدفاع بعشرة لاعبين خلف الكرة، برغم تقدمه المبكر بهدف سارابيا، ولهذا يرى ماشين أنه يجب عليه الحفاظ على الأسلوب الهجومي الذي يمنحه الانتصارات، مهما كان حجم المنافس أو قوته، حتى لو كان برشلونة في عقر داره، وقال ماشين في حديث للتلفزيون الرسمي لنادي إشبيلية، إنه غير طريقة تفكيره الدفاعية بسبب خوان كارلوس أونزوي مدرب حراس المرمى السابق في البارسا، الذي نقل إليه الكثير من الأفكار الهجومية التي تلقاها إبان فترة عمل ريكارد وجوارديولا مع الفريق الكتالوني، وعن سؤاله حول إمكانية إيقاف خطورة ميسي، قال المدرب الإسباني، إنه قد يكرر ما فعله في مواجهة البارسا أثناء قيادته لفريق جيرونا في الموسم الماضي، حيث كلف بابلو مافيو وقتها بمراقبة ليو مثل ظله، وأكد أنه نجح في تعطيل ماكينة الأرجنتيني خلال هذا اللقاء حسب رأيه !
على الجانب الآخر، يدخل أرنستو فالفيردي هذه المواجهة المحفوفة بالمخاطر، وسط الكثير من الانتقادات التي اتهمته صراحة بعدم تطوير أداء البارسا خلال عامين، لدرجة أن بيب سيجورا المدير الرياضي لبرشلونة، قال إن فالفيردي لا يمتلك الحلول الكافية لتغيير الصورة التي ظهر عليها الفريق مؤخراً، خاصة في الليجا، والملاحظ أن القوة الهجومية للفريق الكتالوني بدت معطلة في المباريات الأخيرة، فالبارسا لم يسجل أكثر من هدفين في أي مباراة خلال خمس جولات متتالية، بل إنه أحرز هدفاً واحداً فقط في آخر مباراتين انتهتا بالتعادل، وقبلها لم يكن هدفه الوحيد في شباك ليجانيس كافياً للإفلات من الهزيمة وقتها؟
وعند عقد المقارنة الرقمية بين الثنائي ميسي وسواريز من ناحية، وبين سيلفا وبن يدر على الجانب الآخر، يتضح أن ثنائي البارسا أحرز 9 أهداف، بواقع 6 للأرجنتيني، و3 للأوروجواياني، في حين أحرز الدويتو الأندلسي 12 هدفاً، كان للبرتغالي نصيب في 7 منها مقابل 5 للفرنسي، والغريب أن سواريز صنع لميسي هدفين، بينما لم يمنحه الأخير أي تمريرة حاسمة في الليجا !
المثير للدهشة أن الفارق الهجومي بين الفريقين في نسخة الليجا 2017/‏2018 كان ضخماً للغاية، إذ أحرز رفاق ميسي وقتها 99 هدفاً مقابل 49 لإشبيلية، بفارق 50 هدفاً لصالح البارسا، لكن الموسم الحالي يشهد تقارباً كبيراً بينهما، حيث أحرز صاحب الصدارة الأندلسي 18 هدفاً مقابل 19 للوصيف الكتالوني، بل إن دفاع برشلونة تلقى في العام الماضي نصف عدد الأهداف التي مزقت شباك الأحمر والأبيض، في حين أن الأخير استقبل 8 أهداف في النسخة الجارية مقابل 9 سكنت مرمى برشلونة!
واختفت الفوارق بين الفريقين فيما يتعلق بالإحصائيات الفنية، حيث سجل كلاهما 15 هدفاً من اللعب المتحرك، في حين لجأ البارسا للركلات الثابتة ليسجل 4 أهداف أخرى مقابل 3 لإشبيلية، والأكثر غرابة أن الجماعية المعروفة عن أداء الفريق الكتالوني تراجعت في منافسات الليجا هذا الموسم، إذ أحرز الفريق 73% من أهدافه عبر التمريرات الحاسمة، مقابل 72% لعملاق الأندلس، وظهرت ملامح البطء على أداء برشلونة بوضوح من خلال إحرازه 58% من الأهداف عبر هجمات هادئة الإيقاع وبتمريرات غزيرة للغاية، تعكس صعوبة اختراق الفريق لدفاعات المنافسين بسلاسة مثلما كان يحدث سابقاً، بينما يمتلك إشبيليه ميزة خاصة تتعلق بنجاحه في استغلال المرتدات العكسية السريعة التي أهدته أكثر من ثلثي الأهداف، في حين كانت سرعة إيقاعه غالبة على أكثر من نصف الأهداف، وهذا يعني المزيد من الخطورة المتوقعة على دفاعات البرسا، الذي يدرك جيداً أن هذه المباراة تعتبر مفترق طرق بالنسبة له في صراع القمة المحلية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©