السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

برامج تراقب تحركاتك على الإنترنت

22 أغسطس 2006 00:51
إعداد - عدنان عضيمة: عندما نبحر في محرك بحث شهير مثل ''ياهو'' أو ''جوجل''، فإننا لن نشعر أبداً أن هناك برنامجاً تطبيقياً ذكياً يتابع كل تحركاتنا على الشبكة حتى يحصل من ذلك على معلومات بالغة الأهمية بالنسبة للمعلنين· ولو طلب شخص ما من محرك البحث ''جوجل'' الاستعلام عن أحدث وأقوى أنواع الحواسيب المحمولة ''اللاب توب''، فسوف يتم تسجيله من حيث لا يدري وبطريقة آلية بحتة في قوائم زبائن الشركات المنتجة لهذه الحواسيب· وبهذا تمتلك هذه الشركات معلومات إحصائية مهمة حول معدلات الطلب على السلع والخدمات المختلفة، كما تتعرف على أهم شريحة من الناس يهمها استهدافها من خلال الإعلان على الخط· وعمد محرك ''ياهو'' هذا العام إلى ابتداع نظام حاسوبي يستخدم النماذج الإحصائية الرقمية المعقدة لتحليل سجلات دخول 500 مليون متصفح إليه، وهو يحدد سلوكهم المفصل خلال إبحارهم فيه· ويمكن للنظام الجديد أن يحلل بالضبط ما الذي بحثوا عنه، وأي صفحات قرأوا، وعلى أي إعلانات ضغطوا زر الفأرة؛ ويعرض عليهم الإعلانات التي تتفق مع توجهاتهم ورغباتهم بعد أن يكون قد اطلع عليها من خلال هذا السلوك· ويفضل خبراء ومسؤولو تشغيل محركات البحث أن يطمئنوا زبائنهم إلى أنهم لا يعمدون من خلال هذا النظام إلى الانتقاص من هامش حريتهم، وبأنهم ولا يهتمون بالحصول على بعض المعلومات الشخصية المتعلقة بهم كأسمائهم أو تواريخ ميلادهم وأرقام بطاقاتهم الائتمانية· وينقل تقرير نشرته صحيفة ''وول ستريت جورنال'' عن أسامة فياض مدير قسم البيانات في شركة ياهو قوله: ''لقد آثرنا دائماً أن نكون أكثر تحفظاً مما يظنّ الناس فيما يتعلق بخصوصيات مستعملي خدماتنا''· ويبدو بوضوح من خلال سياق الأحداث أن الشركات المتخصصة بترويج المواد الإعلانية على الخط وجدت في النظام الجديد فرصة جديدة لنجاح خدماتها· ودليل ذلك ما يشير إليه التقرير من أن العوائد الإجمالية لصناعة الإعلان على صفحات محركات البحث تبلغ 14 مليار دولار سنوياً؛ ويتوقع الخبراء أن يتضخم هذا الرقم أكثر وأكثر طالما أنه يفرز الاهتمامات الاستهلاكية للناس ويعرّف المنتجين على أفضل شريحة من الزبائن التي ينبغي استهدافها بالإعلان· ويعمل محرك البحث ''إيه أو إل'' AOL بطريقة مشابهة؛ حيث يعرض الإعلانات المتعلقة بمنتوجات معينة على صفحاته بعد أن يحرص على توجيهها إلى مستخدميه بحسب سلوكهم ذي المغزى التجاري· ومثال ذلك أنك لو أكثرت من البحث عن أنواع السيارات الرياضية أو رباعيات الدفع، فسوف تصبح هدفاً لإعلانات منتجي هذه الأنواع من السيارات دون غيرها· وسرعان ما استفاقت شركة ''مايكروسوفت'' إلى الفوائد الإعلانية والتجارية الجمّة التي ينطوي عليها هذا النظام وراح خبراؤها يعملون بكل الجد على تحميل محركها للبحث ''إم إس إن'' MSN بتكنولوجيا مشابهة· ومن المنتظر أن تعلن هذه الشركة التي كانت ذات يوم سباقة إلى طرح مثل هذه الابتكارات، عن إضافة التقنية الجديدة إلى محرّكها ''إم إس إن''· وهناك بعض الشركات الأخرى التي فضّلت التخصص بتأسيس قاعدة معلومات وبيانات حول السلوكيات الرقمية لمستخدمي الإنترنت ومحركات البحث بهدف بيعها لشركات محركات البحث لاستغلالها كأدوات موجهة في الإعلانات التجارية· ويعلق بعض الخبراء على هذا التطور الكبير بالإشارة إلى أن التعرف على السلوك الاستهلاكي لمستخدمي محركات البحث يفتح آفاقاً إعلانية رحبة ومؤثّرة أمام منتجي السلع والخدمات؛ ويقول أحد الخبراء في هذا الشأن إن التعرف على أسلوب الناس في التعامل مع هذه المحركات أثبت أنه ينطوي على أهمية كبرى بالنسبة للمعلنين تفوق تلك المعلومات الفارغة التي تتعلق بإحصاء أعمارهم وأساليبهم في العيش· ويقول جيف مارشال نائب المدير العام التنفيذي لشركة ''ستاركوم'' الأميركية: ''يمثل السلوك البحثي عبر المحركات العنصر الأكثر أهمية للاطلاع على اهتمامات الناس· وعندما يحرص شخص ما على جمع معلومات موسعة عن سلعة معينة من خلال محرك البحث، فهذا يعني بوضوح أنه جاهز لدفع المال لشرائها''· ويشير التقرير أيضاً إلى أن معظم مستخدمي الإنترنت يجهلون تماماً أن هناك من يتولى تسجيل كل حركة يقومون بها أثناء التعامل مع محركات البحث· ولا شك أبداً أن هذه التقنية التي لا يفوقها من حيث درجة التعقيد إلا أهميتها التجارية، ينبغي أن لا تصيب مستخدمي محركات البحث بأي قلق؛ لأنها ابتدعت من أجلهم ولمصلحتهم التجارية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©