الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العلماء الضيوف: الصبر دعامة حضارية وأساس رقي الفرد والمجتمع

العلماء الضيوف: الصبر دعامة حضارية وأساس رقي الفرد والمجتمع
23 يوليو 2013 16:08
إبراهيم سليم (أبوظبي) - وصف العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، رمضان المبارك بأنه شهر الصبر، واعتبروه فرصة لتحرير الإنسان من العبودية. ولفتوا إلى احتواء شهر رمضان على الصبر الذي يعد دعامة حضارية وأساساً لرقي الفرد والمجتمع، داعين إلى استغلال الشهر في الامتثال لأوامر الله في أداء الواجبات والتكاليف، والسمو عن اتباع الهوى والشهوات، مشيرين إلى أهمية مواجهة الفتن والمغريات خلال وبعد رمضان. وقالوا إن أعظم المقامات وأشرف الدرجات وأسمى الأمنيات تكون في طاعة الله، مؤكدين أن عجائب شهر الصوم لا تنقضي، ونفحاته الربانية لا تنتهي، فهو شهر الهبات والنعم، كما أنه مدرسة عظيمة لتربية النفوس، وتهذيب القلوب. وأكدوا أن مشروعية رمضان جاءت لرفع مقدار أمتنا الإسلامية بين سائر الأمم، حيث أراد الله لها أن تتعاظم عن حطام الدنيا، وتتسامى على الصغائر، وتكون أمة مجاهدة، وقائدة، وربانية، حيث لن يتحقق ذلك كله إلا بشهر الصوم والصبر، الذي شهد العديد من إنجازات الأمة الإسلامية، ومنها غزوة بدر. صور بداية، أشار الداعية الإسلامي الدكتور أسامة الأزهري إلى أن الصبر في رمضان يشمل العديد من الصور، فالامتناع عن المفطرات، صورة من صور الصبر،، كما أن صلاة التراويح والقيام، وإمساك اللسان عما لا يليق عن الكلام بعض صور الصبر. وخلال الدرس الذي ألقاه في مسجد أبو عبيدة بن الجراح في بني ياس، قال الأزهري: أُمرنا أن يتحول الصبر من خُلق مؤقت مرتبط بنهار رمضان، إلى عادة، ليكون الشهر أشبه بدورة تدريبية مكثفة يستفيد فيها طبع الإنسان بالصبر في صوره المختلفة ليخرج بعد شهر رمضان وقد صار واسع الصدر، والأفق. وتساءل: ما ثمرة هذا الصبر، وكيف يستطيع الإنسان القيام بذلك، مجيباً: بأن الإنسان يقوم بذلك ويعوِّد نفسه عليه إذا أضاف إليه معنى المحبة وتعظيم شعائر الله، لأن ثمرة الصبر والمحبة تكمن في أن يمن الله على الإنسان بنور البصيرة وصفاء الذهن وتمام التوفيق في حركة حياته كلها. بغير حساب إلى ذلك، أكد الشيخ أحمد مارش أحد علماء اليمن الشقيق خلال درسه بمسجد فاطمة بنت جمال أن عاقبة الصبر دوما حميدة، وأجره لا حد له، مستدلاً على ذلك بمعى الآية الكريمة التي تشير إلى أن الصابرين يوفون أجورهم بغير حساب، أي لانهاية للأجر فيه من رب العالمين. وأكد على المعاني التي يضمها شهر الصيام، ومن أبرزها الصبر والذي يعد من أعظم الأخلاق، وأجل العبادات، لافتاً إلى أن أعظم الصبر وأحمده يكمن في امتثال أمر الله، والانتهاء عمّا نهى الله عنه، لأنّه به تخلص الطاعة، ويصح الدين، ويستحق الثواب، فليس لمن قل صبره على الطاعة حظ من بر ولا نصيب من صلاح. واستدل على خلق الصبر بعدد من الآيات والأحاديث، مضيفاً: أن رمضان مدرسة الصبر، والصوم تعويد وتمرين عليها، ولهذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمى شهر رمضان شهر الصبر، وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم قال: «الصوم نصف الصبر». مفاضلة إلى ذلك، تناول الدكتور أحمد شرحبيلي خلال درسه في مسجد الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان بالسمحة، المعاني التي يجب أن يتحلى بها الصائم، وأنه فرصة كبيرة للمسلمين أن يعتادوا التمهل في أمورهم ليحصلوا على أفضل النتائج. وقال: إن من حكمة الله سبحانه أن فاضل بين خلقه زماناً ومكاناً، ففضل بعض الأنبياء على بعض، وبعض الناس والشهور على بعض، فرمضان من أفضل الشهور. أنواع ومن جانبه، تناول الدكتور إبراهيم الحفناوي خلال درسه في مسجد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بأبوظبي فضائل الصبر وأجره والمطلوب من المسلم كي يكون صابراً، وأنواع الصبر وأرفعها، وأوجه الاستفادة التي يمكن أن تتحقق للصائمين في رمضان، وتلك التي تقوي من عزيمة المسلمين على الصبر، مستدلاً على ذلك بأدلة من الكتاب والسنة. الباقوي يدعو الجالية الهندية إلى الوفاء للإمارات أبوظبي (الاتحاد) - استهدف برنامج العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة لهذا العام جمهور الجالية الهندية، حيث تحدث باللغة المليبارية فضيلة الشيخ بوكات حمزة، مقدماً الشكر إلى صاحب السمو رئيس الدولة على هذه الاستضافة الرمضانية المميزة والمفيدة لتفقيه المجتمع بأحكام الدين وآدابه وزيادة الجرعة الإيمانية لدى الصائمين. ووصف الإمارات بالدولة العربية الرائعة بنهضتها وازدهارها واحتضانها للضيوف والوافدين بكل الكرم التي تجسد القيم الإسلامية الأصيلة، الأمر الذي جعلها تستحق كل التقدير والإعجاب، وأن يكافئها الناس بالالتزام بقوانينها وتقاليدها وأعرافها والوفاء لقيادتها الرشيدة التي أرست دعائم التعاون والتضامن والتعايش الاجتماعي المثالي؛ ما جعلها قدوة لكل الدول في احترام حقوق العمال والموظفين، وحقوق الإنسان. وقال إن دولة الإمارات تعطي المثال المعاصر للدولة وللإنسان الذي يعيش في كرامة ورعاية واهتمام، مضيفاً: وهكذا يكون الوطن الذي يجتذب القلوب لاحترامه واحترام قوانينه، وهو من مقاصد إسلامنا الحنيف الذي جعل حب الوطن من الإيمان، إننا كلما زرنا الإمارات أو عشنا فيها فترة من الزمن تنطبع في وجداننا كل هذه الأصالة والقيم والدين وننقلها إلى مختلف بلدان العالم كمثال حي واقعي رائد فاللهم زد هذا البلد أمنا وأمانا ورخاء وكل بلاد المسلمين. ثم فصل فضيلته كيف ينبغي أن يكون احترام الأوطان وبذل الولاء والوفاء لها، داعياً الحشد الكبير الذي جاء لسماع محاضرته في المقر الهندي الإسلامي في أبوظبي إلى أن يحبوا الوطن ويبذلوا له كل جهد بناء ليزداد رخاء وازدهاراً. كما ألقى فضيلته بعد صلاة الجمعة محاضرة في مسجد عبدالخالق الخوري في العاصمة أبوظبي حضرها حشد كبير تجاوز ألفين. وتناول فضيلته فيها المضامين السابقة مكرراً شكره للقيادة الرشيدة، التي أتاحت لجميع بني البشر الاستفادة من مواسمها الثقافية والوعظية والإيمانية في رمضان خاصة وفي غيره عامة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©