اندلعت مواجهات دامية بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي امس في ميدان التحرير وسط القاهرة، حيث تحدث التلفزيون الحكومي عن سقوط قتيل وإصابة 26 آخرين بجروح على الاقل، اضافة الى سقوط 3 قتلى وجريحين آخرين في مواجهات مماثلة في قليوب شمال العاصمة، في اسوأ اعمال عنف منذ أحداث دار الحرس الجمهوري التي أسفرت عن سقوط 7 قتلى في 16 يوليو.
وتناثرت بقع الدماء وحطام الزجاج وصور مرسي الممزقة على الأرض عند مدخل ميدان التحرير من جهة كوبري (جسر) قصر النيل. وشوهدت دراجات بخارية تنقل جرحى من موقع الاشتباكات. وقال نائب رئيس هيئة الإسعاف بوزارة الصحة محمد سلطان “إن سيارات الإسعاف نقلت 27 مصابا معظمهم بطلق ناري بالخرطوش وبالحجارة من المكان”، لكنه اضاف لاحقا “أن أحد الجرحى الذي اصيب بطلق ناري وتم نقله الى مستشفى المنيرة بالسيدة زينب لفظ أنفاسه الأخيرة”.
واشار شاهد عيان الى زن الزجاجات الحارقة وطلقات الخرطوش والحجارة استخدمت في الاشتباكات التي قال “إنها بدأت حين اقتربت تظاهرة لمئات من مؤيدي مرسي من الميدان أثناء توجهها إلى السفارة الأميركية”. وأوضح طارق صابر الموظف في شركة وقود الذي اصيب في فخذه بطلقات خرطوش “أطلقوا النار علينا من بنادق خرطوش ومسدسات..حاولوا اقتحام الميدان”.
وقال مسؤول الإسعاف علي حسن “هناك عشرات الاصابات بالخرطوش”. وشاهد مراسل “فرانس برس” عددا من المصابين، بينهم مصاب اصابة خطرة في الرأس مضرجاً بالدم. وقال شهود عيان “إن الإخوان حاولوا اقتحام ميدان التحرير فتصدى لهم المعتصمون فيه من المعارضين، وطاردوهم حتى الشوراع الجانبية”.
وقال شهود آخرون “إنه عند اقتراب مسيرة للإخوان كانت متجهة نحو دار القضاء العالي واجهها متظاهرون من ميدان التحرير بالحجارة والزجاج عند مدخل الميدان من ناحية جامعة الدول العربية”، واضافوا “ان المتظاهرين من انصار الإخوان تراجعوا قبل ان يجمعوا أنفسهم، ويهاجموا بالخرطوش متظاهري التحرير امام السفارة البريطانية، ما دفع قوات الامن الى التدخل عبر استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الجميع”.
وتمكنت قوات الأمن من فض الاشتباك بين الطرفين، وجرت مناوشات متقطعة في محيط التحرير قبل ان يسود الهدوء الحذر قبل اقل من ساعة من موعد الإفطار. وقامت الأجهزة الأمنية بالدفع بعدد من تشكيلات الأمن المركزي والعربات المدرعة والآليات العسكرية بمحيط السفارتين الأميركية والبريطانية لتأمينهما. وقال التلفزيون الحكومي انه تم القاء القبض على 7 من مؤيدي مرسي ومصادرة بندقيتين كانتا بحوزتهما اضافة الى الخرطوش، واضاف نقلاً عن مصدر أمني أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الموقوفين.
وقتل ثلاثة اشخاص وأصيب آخران بجروح في مواجهات عنيفة بين انصار مرسي ومعارضيه في مدينة قليوب (محافظة القليوبية) على بعد نحو 15 كيلومترا شمالي القاهرة. واوضح مصدر أمني “ان القتلى هم محمد يحيى زكريا محمدي (15 عاما) الذي اصيب بطلق ناري بالصدر، ومصطفى عبد النبي عبد الفتاح (18 عاما) الذي اصيب بطلق ناري بالحوض، اضافة الى جثة شخص سقط تحت عجلات القطار اثناء فراره من الاشتباكات واطلاق الخرطوش”.
واضاف المصدر “ان منطقة ميت حلفا بقليوب شهدت اشتباكات عنيفة وحالة من الكر والفر بعد قيام انصار مرسي بقطع الطريق الزراعي، وشل حركة المرور عليه، ما دفع قوات الأمن للتدخل لفض الاشتباكات ومحاولة فتح الطريق من جديد، حيث تبادلت إطلاق الرصاص مع المحتجين وردت عليهم بإلقاء القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. ونقلت “وكالة انباء الشرق الاوسط” عن اللواء محمود يسري مدير امن القليوبية “ان أجهزة الامن بالمحافظة نجحت بالتعاون مع القوات المسلحة والأهالي في اعادة فتح طريق الاسكندرية الزراعي السريع، وإجبار انصار الإخوان على فض تجمهرهم عند مدينة قليوب وعودة الحركة المرورية الى طبيعتها، بعد أن توقفت 7 ساعات متواصلة”.
واصيب 7 أشخاص بإصابات متنوعة أمس في صدام بين انصار ومعارضي مرسي بميدان الساعة في دمياط. بينما عاد الهدوء الى محافظة السويس التي شهدت ميادينها اشتباكات مساء أمس الأول اسفرت وفق محمد العزيزي وكيل وزارة الصحة بالسويس عن اصابة 85 شخصا، معظمهم بالخرطوش وقنابل الغاز المسيلة للدموع.
واتهم العشرات من الجرحى كل من أحمد محمود أمين حزب “الحرية والعدالة” والسلفي علاء سعيد وعدد من قيادات حزب “الحرية والعدالة” وجماعة الإخوان المسلمين بتحريض البلطجية والمسجلين خطر على الاعتداء على المواطنين. وكشفت محاضر محررة للمصابين أن 95 في المئة من جرحى السويس يتهمون قيادات الإخوان بالتحريض للاعتداء عليهم.
واتهم علي أمين المتحدث باسم جبهه الإنقاذ الوطني بالسويس قيادات الإخوان ومؤيدي مرسي باستخدام الأسلحة النارية والبنادق والقنابل المسيلة للدموع في الاعتداء على سكان وتجار ميدان الأربعين، مؤكدا قيامه والمواطنين بالتقدم ببلاغ رسمي لمديرية أمن السويس به أسماء قيادات الإخوان المتورطين. وطالب أجهزة الأمن بضبط المحرضين والمتهمين.
تحذير المقيمين السوريين والفلسطينيين من التدخل
القاهرة (وكالات) - حذر الجيش المصري أمس المقيمين الفلسطينيين والسوريين من التدخل في الشأن الداخلي تحت طائلة التعرض للمساءلة القانونية في أشد أشكالها. كما حذر في بيان لقيادة الجيش الثالث الميداني بمحافظة السويس من وصفهم بـ “مشعلي الفتن” ومن يعتدون على المواطنين من نفاد صبره، وإلا سيكون الرد بكل قوة من أجل الحفاظ على أرواح الأبرياء. وجدد الجيش الدعوة إلى جميع الطوائف بالسويس إلى المصالحة الشاملة، مؤكدا أن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، ومطالبا بالاتحاد في صف واحد من أجل الحفاظ على المدينة. ودعا “الإخوة العرب، الفلسطينيين، والسوريين وأي أجنبي وسط إخوانهم في السويس الى الالتزام بروح الأخوة الصادقة وعدم التدخل في الشأن الداخلي حفاظا على أنفسهم، وإلا سيتعرضون للمساءلة القانونية في أشد أشكالها”.
عدد اليوم
