الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بيروت قلقة وأوروبا حائرة: متى تندلع حرب أخرى ببعد إقليمي؟

22 أغسطس 2006 00:37
بيروت - رفيق نصرالله: كل الدلائل توحي بأن حرباً أخرى قد تندلع في أي وقت· فبيروت تتلقى اشارات متزايدة عن أن إسرائيل تستعد فعلاً لهذه الحرب للأسباب التالية: 1- ان الجيش الاسرائيلي لن يقبل بهزيمته وهو الذي بنى شهرته على انه الجيش الذي لا يقهر، لذلك ينشط ليس فقط صقور هذا الجيش بل كل أركانه من أجل القيام بأي شيء لاستعادة هيبة هذا الجيش سواء عبر اعتماد نموذج غزة في التعاطي مع وقف اطلاق النار أي ابقاء المواجهات مفتوحة في أي وقت بحثاً عن صيد ثمين بخطف أو باغتيال أحد مسؤولي ''حزب الله'' إرضاءً للداخل الاسرائيلي· 2- تدني خبرة القيادة السياسية في إسرائيل في رئاسة الحكومة أو وزارة الدفاع أو الخارجية قد تدفع الى اتباع سياسة القفز نحو الأمام من أجل عدم الانزلاق سريعاً الى موجة عارمة من الانتقادات في الداخل الاسرائيلي والتي بدأت تتسع وتصل الى تشكيل لجان تحقيق· 3- أن شيئاً ما من الاهداف الاسرائيلية لم يتحقق، إن لجهة تصفية ''حزب الله'' أو سحب سلاحه أو حتى تشكيل قوة دولية رادعة أو فرض شروط سلام على لبنان، فيما هدف العملية المبرر بتحرير الجنديين الاسرائيليين لم يتم· 4- ان الجيش الاسرائيلي الذي فقد 40 بالمئة من مخزون ذخيرته وخاصة في سلاح الجو وحوالي 25 بالمئة من مخزون الجيش البري، يحتاج الى اعادة هذا المخزون وهو ما أكدته مصادر أميركية عن أن جسراً جوياً قد بدأ فعلاً لنقل كميات من صواريخ الطائرات الى إسرائيل لتعويض ما رمته هذه الطائرات فوق لبنان· 5- ان التردد الدولي في المشاركة بالقوات الدولية المقترحة لدعم اليونيفل يعكس حقيقة ما تملك هذه الدول من مخاوف لجمت حماسة المشاركة لان هذه الدول تملك معلومات عن ان قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 لم يكن حاسماً وأيضاً أن إسرائيل تريد استكمال حربها بعد أن خسرت الجولة الأولى من هذه الحرب، كما أن أي مغامرة غير مدروسة قد تجعل القوات الدولية في فك كماشة خاصة وأن بعض الدول المشاركة في القوة الدولية غير مرحب بها على أرض الجنوب لاعتبارات عديدة ومنها فرنسا التي يرى بعض اللبنانيين أنها لم تكن محايدة تماماً في تعاطيها مع الملف اللبناني وانها هي من وقف وراء القرار 1559 ومن ثم جنحت تباين قوى لبنانية على حساب قوى أخرى، فيما تبدو الحسابات الفرنسية أنها تتقاطع مع هموم اقليمية ومحاولة البحث عن دور ما على خارطة المنطقة ولكن هذا الطموح يصطدم كما يبدو ببعض الخطوط الأميركية· ان شيئاً من اللاجدية يحكم الآن وضعية القرار 1701 وهذا ما يفسر مجيء كوفي عنان المتوقع الى المنطقة في محاولة للبحث عن أسس واقعية لتنفيذ هذا القرار، لكن بيروت تشعر أن ثمة ملحقات إضافية لهذا القرار سوف يضطر مجلس الأمن الى اقرارها في ضوء المؤشرات التي توحي بأن حرباً ما قد تقع أو أن تبقي إسرائيل على خروقاتها على غرار ما جرى في منطقة بعلبك وهذا قد يقود ''حزب الله'' الى الرد· هذا الرد قد يقود الى اشتباك أوسع وقد يصل الى حدود الاشتباك الاقليمي بين سوريا واسرائيل، حيث بدأت تظهر في الأفق بوادر هذا الاشتباك الذي يراد له ان يمهد لحركة ديبلوماسية على مستوى اعادة تحريك المفاوضات السورية - الاسرائيلية وهو ما يحتاج ربما لتحريك عسكري بعدما سدت كل المنافذ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©