الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المرشد الصغير» و «ابن الدار» يؤهلان الناشئة لخوض غمار السياحة

«المرشد الصغير» و «ابن الدار» يؤهلان الناشئة لخوض غمار السياحة
11 أغسطس 2014 22:00
إبحار في عوالم العمارة الإسلامية، وكشف ألوان الفنون التي يضمها جامع الشيخ زايد الكبير، والتعرف على كيفية شرح الموروث الحضاري الإسلامي العريق للزائرين، هي أبرز ملامح البرامج والأنشطة الصيفية التي أطلقها مركز جامع الشيخ زايد الكبير خلال العطلة الدراسية الحالية، حتى يخرج منها الطلاب والطالبات بحصيلة معرفية قوية واكتساب مجموعة من المهارات الحياتية التي تفيدهم في حاضرهم ومستقبلهم، خاصة وأنهم سيكونون بناة المستقبل القادرون على دفع مسيرة التقدم التي تعيشها الإمارات في مختلف المناحي ومنها الجانب السياحي، بحيث أصبحت العاصمة أبوظبي من أشهر المقاصد السياحية العالمية. تأكيداً على الدور الذي يلعبه مركز جامع الشيخ زايد الكبير في الحركة الثقافية والفكرية الإماراتية واستغلال طاقات الشباب وتوجيهها إلى الشكل الأمثل الذي يفيدهم والمجتمع في آن، شهدت أروقة المركز إطلاق مشروع المرشد الصغير، مطلع أغسطس الجاري والموجه إلى طلاب المدارس، بالإضافة إلى مواصلة فعاليات برنامج ابن الدار، الذي يهيئ أبناء الإمارات للعمل في مجال الإرشاد الثقافي والسياحي في كافة المزارات السياحية ومنها جامع الشيخ زايد باعتباره المعلم السياحي الأشهر في إمارة أبوظبي، وثاني أكثر المعالم السياحية في العالم جذباً للزائرين بحسب الإحصاءات الدولية التي صدرت مؤخراً. طلاب متفوقون تقول موزة المنصوري المشرفة على برنامج المرشد الصغير، إن البرنامج أقيم للمرة الأولى هذا العام، وبدأ في الثالث من أغطس الحالي ويستمر حتى نهاية الشهر، وشارك فيه 40 طالباً من مختلف مدارس أبوظبي وتم تقسيمهم إلى مجموعتين، وهم يتلقون البرنامج على مدار يومين من كل أسبوع بالنسبة لكل مجموعة من الساعة التاسعة إلى الواحدة ظهرا أيام الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء. وتم تقسيم الطلاب حتى يتم تركيز العمل معهم ويخرج البرنامج على أعلى مستوى تمهيداً للتوسعة في تطبيقه المواسم القادمة وضم شرائح طلابية أوسع. وتوضح المنصوري أنه تم اختيار الطلاب من 12 إلى 14 سنة، من الطلاب المتفوقين دراسياً بعد عمل مقابلات شخصية معهم بحضور أولياء أمورهم، وبعد الانتظام في البرامج يوزع عليهم كتاب عن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وأنواع العمارة الإسلامية بالجامع، كما يتم توزيع جهاز كمبيوتر لوحي «آي باد»، على كل طالب حتى يسهل التواصل معه أثناء العملية التعليمية التي يتضمنها البرنامج الذي يشمل أيضا جانبا عمليا يقوم خلاله الطلاب بجولات بأنفسهم داخل الجامع بصحبة المرشدة التي تعرفهم على كيفية التعامل الأمثل مع السائحين بشكل عملي حتى يترسخ لديهم ما تعلموه. وتذكر أن الطلاب الذين ينهون البرنامج بنجاح يحصلون على شهادات تكريم من إدارة المركز، ويتعلمون الكثير عن مآثر الشيخ زايد رحمه الله ودوره في بناء دولة الإمارات بكل ما تشهده من ملامح العمران والتقدم، ومنه جامع الشيخ زايد الكبير، وطرق التعامل مع الزوار، والتعرف على المناطق السياحية في الدولة بشكل مبسط حتى يكون المرشد مستعداً للرد على أي سؤال عن معالم الدولة من قبل الزائرين، ويتعلمون طرق إدارة جولات سياحية داخل الجامع والتعامل مع أفراد المجموعات السياحية. وتؤكد المنصوري أن هذا البرنامج يفيد الطلاب على الصعيد الشخصي من حيث الإطلاع على معلومات جديدة عن دولتهم وعاداتهم وتقاليدهم، والمعلم السياحي الأهم في أبوظبي، وهو جامع الشيخ زايد الكبير بما يضمه من روائع العمارة الإسلامية، كما يتهيأ الطلاب ليصبحوا خير سفراء للوطن وفي الوقت ذاته استغلال وقت الفراغ في العطلة الصيفية لعمل خدمي سامي. وفيما يتعلق بمستقبل برنامج المرشد الصغير، تشرح المنصوري، أنه سيتم إضافة الجديد على البرنامج في الأعوام القادمة عبر أنشطة وفعاليات أكثر، حتى يستفيد قدر اكبر من الطلاب وبالتالي يزداد فهمهم لأهم المعالم السياحية في بلدهم وكيفية عرضها بأسلوب حضاري على الزائرين القادمين إلى الإمارات من أنحاء العالم. منتسبو المشروع من منتسبي مشروع «المرشد الصغير»، يقول وليد سالم (14 سنة)، الطالب بالصف التاسع بمعهد العلوم التطبيقية بمدينة محمد بن زايد، إنه عرف عن البرنامج من خلال والدته التي شجعته على الالتحاق به، لما فيه من فوائد متنوعة فهو يعرفه على واحد من أهم معالم الإمارات، ويسهم في توسيع أفقه فيما يتعلق بالمستقبل واختيار مجال يسهم في إبراز المعالم السياحية في الإمارات. ويلفت إلى أنه استفاد من البرنامج في التعرف على أصدقاء جدد، واكتسب روحا جديدة في التعامل مع المحيطين به، والاستمتاع برؤية معالم الجمال في جامع الشيخ زايد وشرحها له من قبل مشرفي البرنامج. زميله فهد أحمد، الطالب بالصف التاسع بمدرسة أشبال القدس الثانوية في أبوظبي، يؤكد أن البرنامج أفاده في التعرف على الآخرين وكيفية التعامل معهم بأسلوب راق ما سيفيده في حياته كلها وليست العملية فقط، كما تعلم أهمية احترام الآخرين مهما كانت جنسيتهم ولونهم ودينهم، مشيرا إلى أنه يخطط للمشاركة في البرنامج خلال الصيف القادم حتى تستمر الفائدة التي يجنيها من المشاركة فيه. ومن الفتيات تحدثت مريم عبدالله (12 سنة)، الطالبة بمدرسة الفتح في الشوامخ، موضحة أن البرنامج أتاح لها طريقة معاملة الزوار واكتسب معلومات قيمة عن الجامع، ومطالعة التصاميم البديعة فيه، والتي ستنعكس على مستقبلها، حيث تتمنى أن تعمل مصممة أزياء وبالتأكيد رؤيتها لنواحي الجمال ستنمي إدراكها بمفاهيم الجمال وتناسقات الألوان وكيفية توظيفها وهو ما سيفيدها مستقبلاً. زميلتها ليلى عبد الرحمن (14 سنة)، الطالبة بمدرسة المها بالفلاح في أبوظبي، تشير إلى أن البرنامج يحفل بكمية معارف ثقافية كثيرة مرتبطة بالإمارات خاصة مركز جامع الشيخ زايد، وحين تكبر تتمنى أن تعمل مهندسة معمارية، ووجودها في الجامع لفترات طويلة ومشاركتها في برنامج المرشد الصغير، عرفها الكثير عن خطوات بناء الجامع منذ أن كان منطقة رملية حتى صار بنيان حضاري جميل يعبر عن الحضارة الإسلامية بشكل مبهر. توسيع المدارك من منتسبات برنامج «ابن الدار» تقول ريم أحمد، الطالبة في قسم السياحة بجامعة زايد، أنها عرفت عن البرنامج من خلال البحث عن تخصص تختاره لدى دخولها الجامعة، حيث قرأت في موقع مركز جامع الشيخ زايد ثم تواصل مع أمينة الحمادي المرشدة الثقافية هناك، حيث شرحت لها عن برنامج ابن الدار وذكرت لها، انه يلائم اهتمامها بالعمل في مجال السياحة، وكان ذلك في مايو الماضي، بعد ذلك قدمت عن طريق الموقع الإلكتروني للانتساب للبرنامج، حيث أجرت مقابلة في يوليو الماضي، اجتازتها لتبدأ فعليا في المشاركة في البرنامج مطلع أغسطس الحالي. وتذكر أن «ابن الدار» أفادها في زيادة معلوماتها عن جامع الشيخ زياد والعمارة الإسلامية قديما وحديثا، واكتسبت مهارات التعامل مع السياح وكيفية الرد على الأسئلة التي تصدر من قبلهم عن المجتمع الإماراتي ومنها ما يتعلق بالزي مثل الشيلة والعباءة والبرقع والكندورة والغترة والعقال، مضيفة «كنا نشرح لهم لماذا ترتدي بعض النساء البرقع وأخريات العباءة ومجموعة ثالثة ترتدي «الغشوة»، التي تشبه النقاب، وقلنا لهم أن ذلك يرجع إلى الشخص وعائلته ويدور في نطاق الحرية الشخصية والعادات والتقاليد التي ورثناها عن الأقدمين». وتذكر بشاير محمد الطالبة في جامعة زايد، بقسم العلاقات العامة بكلية الإعلام، أنها سمعت عن البرنامج خلال زيارتها لجناح جامع الشيخ زايد في معرض أبوظبي للكتاب والتقاءها بإحدى مسؤولات الجناح وهي ليلى القطّاع، التي حدثتها عن البرنامج واقترحت عليها الانضمام له وأعطتها الموقع حيث تابعت عملية التقدم للبرنامج، من خلال التسجيل ثم اجتياز المقابلة الشخصية. وتوضح محمد أنها استفادت من البرنامج في تقوية لغتها الإنجليزية كون كل الجولات الثقافية تتم بها، كما تعرفت على معالم المسجد ومعلومات لم تكن تعرفها من قبل عنه مثل المواد المستخدمة في تزيينه والثقافات المختلفة الموجودة فيه، حيث أن العمارة المستخدمة في بنائه تنتمي إلى أكثر من دولة وأكثر من عصر، وكذلك عرفت المصممين العالميين الذين أسهموا في أعمال هذا الصرح الكبير ومنهم الخطاط الإماراتي الشهير محمد مندي، الذي زينت تصميماته لشكل أسماء الله الحسنى محراب المسجد، والمصمم البريطاني كيفن دين الذي صمم صحن الجامع. كما اكتسبت أساليب العمل الجماعي، وتوصيل رسالة الإسلام الذي هو دين التسامح، وأن الإماراتيين يؤمنون أن البشر كلهم متساوون ويجب أن يسود الحب والاحترام المتبادل بينهم. أهداف شاملة حول أهداف برنامج «ابن الدار»، تقول أمينة جاسم الحمادي، أخصائي إرشاد ثقافي في مركز جامع الشيخ زايد الكبير، إن الأهداف الرئيسة للبرنامج تتمثل في وضع برنامج تدريبي يوفر فرصا لتدريب وتأهيل المواطنين الإماراتيين، وتشجيعهم على الانخراط في مجال الإرشاد السياحي والثقافي، وأداء الجولات السياحية ضمن معايير الأداء والجودة العالمية والمناسبة لأهداف ورسالة مركز جامع الشيخ زايد الكبير، وتقييم أداء المتدرب خلال فترة التدريب وتحفيزه على الوصول إلى أفضل مستوى أداء. وعن تقييم مستوى أداء المتدرب، تذكر الحمادي أنه يتم تقييم مستوى أداء المتدرب واجتيازه لفترة التدريب ومدى استعداده لأداء الجولات السياحية في الجامع في مجال اجتيازه النقاط التالية بنجاح، وهي العرض التقديمي: يتم تحديد موضوع البحث مع المدرب خلال فترة التدريب. والاختبار النظري: قياس مدى معرفة المتدرب بالحقائق والمعلومات المتعلقة بجامع الشيخ زايد الكبير ويؤدي المتدرب هذا الاختبار بعد اجتياز كافة المراحل بنجاح. والاختبار العملي: قياس مستوى أداء المرشد من خلال تقديم الجولات السياحية والتقييم المستمر من قبل المدرب. كما يتم تقييم المتدرب النهائي من قبل لجنة التحكيم حين الانتهاء من البرنامج التدريبي. إلى جانب التزام المرشد المتدرب بحضور البرنامج التدريبي وأداء الأنشطة ذات الصلة ومن ضمنها الأنشطة المنزلية أو المكتبية. فترة البرنامج تتراوح فترة البرنامج التدريبي لـ«ابن الدار» من 4 أسابيع إلى 6 أسابيع متواصلة وابتداء من شهر أغسطس، وينقسم البرنامج التدريبي إلى 5 مراحل تدريبية رئيسة: 1- المرحلة الأولى: ترسيخ أساسيات الإرشاد السياحي. 2- المرحلة الثانية: حضور الجولات السياحية. 3- المرحلة الثالثة: أداء جولات سياحية مشتركة. 4- المرحلة الرابعة: أداء جولت سياحية منفردة. 5- المرحلة الخامسة: الاختبار النظري والعملي وتقديم العروض التقديمية. عناصر تدريبية عن عناصر البرنامج التدريبي لـ»ابن الدار»، فإنه يتوقع من المتدرب استخدام مهارات التوجيه والتعلم الذاتي في مرحلة التدريب من خلال إجراء بعض البحوث والقراءة المستمرة، ويمكنه الاعتماد على مكتبة جامع الشيخ زايد الكبير والمصادر المتوافرة فيها، كما يركز البرنامج التدريبي الخاص بالإرشاد الثقافي على ثلاث نقاط والتي تتمحور حول تعزيز مهارات المتدرب وتأهيله للوصول إلى أفضل مستوى أداء، منها:1-ورش العمل والأنشطة التدريبية: تتضمن المشاركة في الدورات والأنشطة التدريبية الداخلية مع أحد المرشدين الثقافيين المدربين والتي بدورها تمكن المتدرب من التعرف على أهمية دور الإرشاد السياحي الفعال في الجامع وتطلعه على الخبرات والمهارات الأساسية اللازمة في هذا المجال، كما تزود المتدرب بأهم أساسيات ومعايير أداء الجولات السياحية في مركز جامع الشيخ زايد الكبير والتي سيتم تقييم أداء المتدرب بناء عليها. 2- التعلم والتوجيه الذاتي: نتوقع في هذه الخطوة أن المتدرب سيقوم بتوجيه نفسه ذاتياً ويقوم باكتساب القدر الممكن من المعلومات والمهارات اللازمة بنفسه وذلك من خلال استخدام أي من الموارد المتاحة في مكتبة الجامع أو غيرها. ومن هذا الجانب سيزود المدرب المجموعة بأهم المصادر المتاحة في مكتبة الجامع وسيقوم بتعريفهم بمواردها في بداية فترة التدريب. 3- التطبيق العملي: يركز المدرب في التطبيق العملي على تكثيف مشاركة المتدرب في الجولات السياحية والملاحظة ومناقشة أسئلة الزوار المتكررة ويتم تقييم المتدرب بشكل مستمر. 4- الزيارات الميدانية: تنسيق زيارات ميدانية تثقيفية إلى وجهات سياحية وثقافية مماثلة في الدولة والتي بدورها تنمي ثقافة المرشد وتعزز من معلوماته وخبراته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©