محمود الحضري (دبي)- تتجاوز الأصول الاستثمارية لمراكز التسوق في دبي 100 مليار درهم، عبر 50 مركزاً تجارياً رئيساً، وتمتد على مساحات تأجيرية متاحة لنحو 30 مليون قدم مربعة، بحسب عيسى آدم الرئيس التنفيذي لمجموعة مراكز التسوق في دبي، المدير العام لمركز برجمان.
وأفاد آدم في تصريحات لـ «الاتحاد»، بأن دبي تضم، ومن خلال مراكز التسوق، أكثر من 90% من العلامات التجارية العالمية في مختلف القطاعات.
وأضاف، أصبحت المراكز صناعة متكاملة، وليست مجرد مواقع تجارية أو مراكز تأجير للبيع، وأضحى القطاع لاعباً رئيساً في الاقتصاد الوطني، ومساهماً في الناتج المحلي الإجمالي، كما تحصد المراكز حوالي 60% من تجارة التجزئة بدبي.
وأشار إلى وجود عدد كبير من مراكز التسوق الجديدة قيد التطوير أو الدراسة حالياً، خصوصاً في نطاق المنطقة المحيطة بموقع معرض إكسبو 2020، ونطاق مطار آل مكتوم في منطقة جبل علي.
وأكد آدم أن العديد من شركات التطوير العقاري تتنافس على الاستثمار في مجال مراكز التسوق، إلى جانب المجالات الأخرى، خصوصاً مع سمة الاستقرار التي تتميز بها الدولة عن العديد من مناطق العالم، موضحاً أن الاستقرار هو حجر الزاوية في استقطاب المستثمرين، ورؤوس الأموال.
ونوه إلى أن عدداً من مراكز التسوق القديمة بدأت مراحل تطوير بمئات الملايين من الدراهم، ما يعكس نمو الطلب الحقيقي على هذا القطاع، مشيراً إلى أن دبي مول يعكف على مشروع توسعة لإضافة مليون قدم مربعة.
وأوضح آدم أن تجربة 20 عاماً في دبي بمجال تطوير قطاع تجارة التجزئة من خلال مراكز تسوق عالمية، أثبتت أنه لا يوجد سقف للتوسعات في هذا المجال.
وعلى الرغم من المساحات المتاحة والكبيرة في دبي، فإن الدراسات حول آفاق نمو السياحة والتجارة تؤكد حاجة دبي المستمرة لمراكز جديدة، ومن كل النوعيات والتخصصات، خاصة مع الاستقطاب المتنوع الذي تشهده البلاد في كل المجالات.
وأشار إلى أن قطاع مراكز التسوق لعب دوراً محورياً في تعزيز القطاع السياحي، خصوصا فيما يتعلق بسياحة التسوق، والتي تمثل المحور الرئيسي للسياحة في دبي حالياً.
وتوقع أن تحقق دبي استقطاب 20 مليون سائح قبل الموعد المستهدف في 2020، لافتاً إلى أن المؤشرات ترجح أن يتم تحقيق هذا الرقم بين عامي 2017 و2018.
كما أشار إلى أن السنوات المقبلة ستشهد توسعات في مراكز التسوق الصغيرة بالمناطق السكنية، ومراكز كبيرة في أطراف المدن، مشيراً إلى أن مدينة محمد بن راشد في دبي أحد أهم التوسعات السكنية والعمرانية التي ستستقطب توسعات في هذا القطاع، ومنطقة «سيتي ووك» الجديدة. وبين آدم، أن قطاع تجارة التجزئة من بين أهم القطاعات المستفيدة من النمو السياحي، كما أنه اللاعب الرئيس في دفع المطورين لمراكز التسوق في توسعات جديدة بالمراكز القائمة أو تنفيذ مشروعات جديدة.
وقال «أثبتت دبي في هذا القطاع أنها المدخل للعلامات التجارية العالمية في المنطقة، ومنها تنطلق إلى بقية دول العالم».
وحول مجموعة مراكز التسوق، أفاد آدم بأن المجموعة ستظل محور فعاليات دبي المختلفة، بما في ذلك مهرجان دبي للتسوق، والعيد في دبي، ورمضان في دبي، إلى جانب مفاجآت صيف دبي، والذي جاء بناء على مبادرة من مجموعة مراكز التسوق عام 1998، بالتعاون مع مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة.
وأشار إلى أن هذا العام، وضمن فعاليات مهرجان دبي للتسوق 2014، خصصت المجموعة حملة خاصة بالمراكز الصغيرة فقط من دون أي منافسة من المراكز الكبيرة، وبمشاركة 26 مركزاً من يبن أعضاء المجموعة، تتضمن حملة على جائزة 15 ألف درهم للمتسوقين في المطاعم بقيمة 100 درهم، وحملة أخرى على جائزة نصف مليون درهم في سحب على مشتراوات المتسوقين في المراكز بمبلغ 200 درهم، إضافة إلى حملات خاصة بالمراكز الكبيرة.وأوضح أن المنافسة في قطاع مراكز التسوق من دول ومدن أخرى لدبي ظاهرة صحية، والمستفيد الأول هو المستهلك، وستبقي لدبي الريادة في هذا المجال، لافتاً إلى أن المنافسة التي تركز عليها دبي تطوير الخدمات للمتسوقين، خصوصاً أن القطاع أضحى اليوم صناعة متكاملة الأركان.
وبين أن مراكز التسوق ساهمت في أن تصبح دبي وجهة سياحية للتسوق في المنطقة، ومن أهم الوجهات العالمية في هذا المجال، مدعومة ببنية تحتية واسعة ومتنوعة.
وأشار إلى أن المنافسة ليست سهلة مع مدن أخرى، ومن المهم أن تكون هناك برامج وخطط ضمن استراتيجية طويلة المدى، لأن رحلة التطوير لا نهاية لها.وأفاد بأن استمرار فتح مراكز التسوق أبوابها 24 ساعة تصلح لمراكز ولا تصلح لأخرى، ولكن إذا ما كانت هناك ضرورة سيتم العمل بها، لافتاً إلى وجود حوار دائم بين مجموعة المراكز والجهات المختصة في دبي حول هذا الموضوع، بما في ذلك دور المجموعة في دعم تأهيل أجيال وكوادر مستدامة في مجال إدارة مراكز التسوق، ويصبح الأمر مهماً في ظل فوز الإمارات باستضافة «إكسبو 2020» في دبي.
عدد اليوم
