أميركا تنفي سعيها لإقامة قواعد دائمة بأفغانستان

قال ريان كروكر السفير الأميركي الجديد في أفغانستان أمس، إن الولايات المتحدة لم تتعجل الانسحاب، وليس لها مصلحة في الاحتفاظ بقواعد عسكرية دائمة في أفغانستان، ولا تريد استخدام الأراضي الأفغانية كقاعدة للتأثير على الدول المجاورة، وأشاد بنجاح عملية تسلم القوات الأفغانية لمسؤولية الأمن في 7 مناطق، في الوقت الذي أعلن فيه حلف الأطلسي سقوط إحدى مروحياته بنيران المتمردين. وأكد السفير الأميركي الجديد لدى أفغانستان أمس ريان كروكر أمس أن الولايات المتحدة لا تعجل سحب القوات الدولية من أفغانستان. وشدد على ضرورة التعامل بحذر مع المرحلة الانتقالية. ووفقا لبيان، فقد أوضح كروكر خلال مراسم أداء القسم في السفارة الأميركية في كابول أنه "لن يكون هناك استعجال في الانسحاب.. الطريقة التي سيتم بها الانسحاب خلال الشهور المقبلة ستكون لها تبعات لن تقتصر على حدود أفغانستان، وستستمر لفترات طويلة في المستقبل". وأضاف كروكر "ليس هناك أدل على هذا من نجاح الانتقال الأمني الذي حدث الأسبوع الماضي، هذا مؤشر على النجاح الذي حققته أفغانستان خلال الأعوام القليلة الماضية". وكانت القوات الأفغانية قد تسلمت الأسبوع الماضي المسؤولية الأمنية من القوات الدولية في سبع مناطق، وذلك بعد 10 سنوات تقريبا من الحرب في أفغانستان. وتم نقل المسؤولية عن هذه المناطق في إطار نقل المسؤوليات الأمنية كافة إلى القوات المحلية بحلول عام 2014. وتبحث واشنطن مع الحكومة الأفغانية اتفاقا يحدد الدور الأميركي على المدى الطويل في أفغانستان بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي بحلول نهاية عام 2014. ولم يتضح ما إذا كان اتفاق "الشراكة الاستراتيجية" سيشير بوضوح إلى قواعد عسكرية أمريكية محتملة في أفغانستان بعد عام 2014. وكان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قال إن مسألة القواعد الأميركية طويلة الأمد يمكن بحثها فقط بعد إقرار السلام في أفغانستان. وعمل كروكر في السابق سفيرا لبلاده في كل من العراق وباكستان وسورية والكويت ولبنان. وقال أمس "ليس لنا مصلحة في الاحتفاظ بقواعد دائمة في أفغانستان" في رسالة لطمأنة جيران أفغانستان الأقوياء القلقين. واستطرد "سنبقى الفترة التي نحتاجها فقط، ولا يوم واحد أكثر". وأضاف أن الولايات المتحدة ليس لديها أجندة سرية مصلحتنا الوحيدة هي الأمن في أفغانستان وتحقيق استقرار مستدام وضمان ألا تتحول (أفغانستان) إلى ملاذ للإرهاب الدولي". ولكابول علاقة معقدة بجارتيها باكستان وإيران اللتين تريان أن أفغانستان لها دور محوري في الأمن الإقليمي. وتخشيان من أن تقوض الجهود الأميركية نفوذيهما كما تشعر روسيا والصين أيضا بالقلق من طموحات الولايات المتحدة الإقليمية. ويرى محللون أن الولايات المتحدة قد تحرص على الاحتفاظ بقواعد لشن هجمات على المناطق القبلية المجاورة في باكستان التي يعتقد أنها تشكل خطرا إرهابياً، مثل القاعدة التي استخدمتها قوات أميركية خاصة لقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في 2 مايو. وعلى الصعيد الأمني، أعلنت قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" في أفغانستان أمس أن مروحية أميركية تابعة لها تحطمت شرق البلاد قرب الحدود مع باكستان ما أدى لسقوط عدد من الجرحى، في وقت أشارت فيه الشرطة المحلية ومقاتلو طالبان إلى أن المروحية سقطت بنيران المتمردين. وأكد متحدث باسم "الناتو" أن أيا من ركاب المروحية "لم يقتل" و"لم يتم تسجيل سوى إصابات طفيفة". ولم يذكر "الناتو" على الفور أسباب الحادث أو مكان حدوثه ولا جنسية الضحايا أو نوع المروحية، مكتفياً بالإشارة إلى أن الحادث وقع في شرق أفغانستان. من جهتها، أشارت الشرطة الأفغانية إلى أن المروحية تحطمت في مقاطعة مانوجاي بولاية كونار أحد معاقل طالبان على الحدود مع باكستان، وقالت إن التحطم سببه إطلاق نار من المتمردين تبعته مواجهة. وقال رئيس شرطة مقاطعة مانوجاي غول رحمن "الليلة الماضية، أصيبت مروحية شينوك (عسكرية للنقل) بإطلاق نار وتحطمت". وأضاف "يبدو أنها أصيبت بصاروخ". وتابع "أقلعت مروحيات أخرى وفتحت النار على مطلقي الصاروخ. كما قتل جندي إيطالي أمس وأصيب اثنان آخران، خلال هجوم شنته دورية مشتركة مع القوات الأفغانية في وادي مرغاب بولاية بادجيس شمال غرب أفغانستان، حسبما ذكرت رئاسة الأركان الإيطالية، التي أشارت إلى أن أحد الجريحين في حالة خطرة. من جانبها أقرت القوة الدولية للمساعدة في إرساء الأمن “إيساف” في أفغانستان أمس، أن إحدى مروحياتها أصابت 5 أطفال بجروح عندما كانت تستهدف “متمردا معروفا” بولاية هلمند الجنوبية. وأعلنت “إيساف” في بيان عن أسفها للحادث. وأضافت أنه تم نقل الجرحى إلى أحد مراكزها الصحية، حيث يتلقون العلاج حالياً.