تامر عبد الحميد (أبوظبي)
«كن موجوداً في مكانك.. السينما تأتيك».. هذا هو الشعار الجديد الذي أطلقه عبد الحميد جمعة، مدير مهرجان دبي السينمائي، في دورته الـ 14 لهذا العام، والتي تنطلق في الفترة بين 6 إلى 13 ديسمبر المقبل، كاشفاً أن برنامج المهرجان يضم أكثر من 120 فيلماً من أكثر من 50 دولة، لافتاً إلى أن دورة هذا العام مليئة بالمفاجآت لضيوف وزوار وجمهور الحدث خصوصاً أنهم سيتعرفون للمرة الأولى إلى تقنيات سينمائية جديدة هي الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي، وأفلام العالم الافتراضي التي عددها 10 أفلام.
تطورات العصر
يستعد عبد الحميد جمعة للكشف عن تفاصيل الدورة الجديدة من مهرجان «دبي السينمائي»، في مؤتمر صحفي يعقد غداً في مينا السلام، دبي، مؤكداً في حواره مع «الاتحاد» أن شعار «السينما تأتيك» تم اختياره لقناعته بأن عهد الذهاب إلى السينما لمشاهدة الأفلام، انتهى وفي العصر الذي نعيش فيه أصبحت السينما تأتي للجميع في الروح، والعقل، والتلفزيون، والهواتف الذكية، وكذلك الواقع الافتراضي، ومع هذا التطور الكبير الذي يعيشه العالم، يجب أن يواكبه «دبي السينمائي» ويرفع شعار «السينما تأتيك». وقال: نحن مطالبون دائماً بالتجديد والتطوير وتقديم المختلف بين عام وآخر، لمواكبة تطورات العصر في جميع المجالات.
وأوضح جمعة أن الاستمرارية في النجاح الذي حققه «دبي السينمائي» منذ دورته الأولى وحتى الآن، أتت بدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وكذلك بدعم طاقم عمل المهرجان الذي لا يكل ولا يمل من تقديم المساعدات بشكل دائم لإظهار المهرجان بشكل يليق بإمارة دبي، وعلى رأسهم مسعود آمر الله المدير الفني للمهرجان وفريق عمله الذين يبذلون مجهوداً كبيراً في اختيار الأفلام التي تعدت هذا العام أكثر من 3000 فيلم.
أهم المهرجانات
وعن ترتيب «دبي السينمائي» بين المهرجانات العالمية الأخرى، قال: لا يوجد مؤسسة فنية أو جهة سينمائية رسمية مختصة بإعطاء أي مهرجان يقام بصفة سنوية ترتيب معين، فهناك 3000 مهرجان تقريباً، يختلف أهمية كل واحد منهم بحسب ما قدمه في دورته، ومن خلال الكتاب والنقاد وما يكتب في الصحف والمجلات يتبين تفوق مهرجان عن غيره.
وأضاف: هناك 5 مهرجانات كبرى، هي «تورنتو» و«برلين» و«كان» و«ساندانس» و«فينيس».. ولكي نكون واقعيين، حتى الآن لم يوضع «دبي السينمائي» بجانب هذه المهرجانات، بل نتصارع معهم وننافسهم، وذلك بحكم السنوات الطويلة لعمر هذه المهرجانات التي تتراوح أعمارها بين 50 و70 عاماً، لكننا استطعنا أن نلفت أنظار العالم حولنا وعلى ما نقدمه كل عام في «دبي السينمائي»، وهذه الأهمية التي اكتسبها هي الأهم بالنسبة لي في الوقت الحالي، والدليل على ذلك أن المهرجان اُختير من بين أهم 22 مهرجان عام 2006، واُختير أيضاً من أهم 15 مهرجاناً في عام 2014، وفي الثلاث سنوات الماضية اُختير من أهم 10 مهرجانات، وهذا يكفيني.
الفيلم الإماراتي
وحول إمكانية اختيار فيلم إماراتي ليكون في افتتاح المهرجان، قال: الفيلم الإماراتي لا يزال جديداً وحديث الصناعة، ومن الخطأ أن نستبق الأحداث أن تكون لدينا قرارات مرتبطة بالعاطفة، فحلمي أن افتتح المهرجان بفيلم إماراتي، فنحن سنظل نساعد الفيلم الإماراتي وندعمه في جميع الدورات، لكن الاستعجال ليس في صالحنا، فلا أحد ينكر أن الفيلم الإماراتي شهد تطوراً كبيراً في الآونة الأخيرة والدليل على ذلك أن هناك أفلاما عرضت في مهرجانات عالمية، فالنص جيد والإخراج مميز والفكر مختلف، ولكن لا نزال نحتاج إلى الأفضل ليذهب العالم كله لمشاهدة فيلم إماراتي، واعتقد أن هذا العمل سيتم إيجاده قريباً.
حضور ضعيف
حول تعرض المهرجان للنقد في دورته الماضية بسبب الحضور الضعيف للنجوم، قال: المهرجان ليس للنجوم، ولا أعني هنا أن وجود النجوم في المهرجانات ليس بالمهم، ولكن لا يجب التركيز على هذه النقطة بقدر ما يجب التركيز بشكل أكبر على عروض الأفلام والبرامج الخاصة بالمهرجان نفسه.
وتابع: متطلبات النجوم صعبة، فهناك مهرجانات تدفع أموالاً، وهناك بعض النجوم الذين لا يحضرون إلا بمبالغ ضخمة، وهناك طلبات أخرى من نجوم آخرين بتوفير طائرات خاصة لهم، فكل هذه الأمور ترهق إدارة المهرجانات مالياً، مصرحاً أن المبالغ التي يطلبها النجوم لحضور المهرجانات تتراوح ما بين 15 ألف دولار إلى 3 ملايين دولار، والمبلغ الأكثر تداولاً هو 300 ألف دولار، فلا يعقل أن أدفع هذه المبالغ لكي يسير النجوم على السجادة الحمراء والتقاط صور «سيلفي» مع الجمهور من دون المشاركة في أي فعاليات.
ّسوق تلفزيوني
كشف عبد الحميد جمعة عن تأسيس سوق تلفزيوني هذا العام ضمن أنشطة المهرجان، خصوصاً أن التلفزيون أصبح يقترب كثيراً من السينما، لذلك تم التركيز على هذه السوق، لتوليد الأفكار وتبادل الخبرات، مصرحاً بأنه وجه دعوة للكثير من نجوم التلفزيون لحضور هذه الدورة من المهرجان.
«ملك السيناريو»
أشار عبدالحميد جمعة، إلى أن المهرجان يعتمد على أبطال الأفلام المشاركة، كما يسلط الضوء على نجوم في مجالات مختلفة وليس ممثلين فقط، فهنا نجوم في السيناريو والإخراج والتمثيل لا يعرف أحد عنهم شيئاً، لذلك نسلط الضوء عليهم بشكل أكبر، كما أننا لا نكرم الممثلين فقط، بل نكرم كل ما وضع بصمة له في أي مجال فني، والدليل على ذلك أننا نكرم هذا العام «ملك السيناريو» وحيد حامد.
عدد اليوم
