الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بُسُط وأقمشة وأخشاب ومعادن تنطق بأحوال الشعوب في «اللوفر أبوظبي»

بُسُط وأقمشة وأخشاب ومعادن تنطق بأحوال الشعوب في «اللوفر أبوظبي»
20 نوفمبر 2017 21:20
فاطمة عطفة (أبوظبي) تعود فنون الزخرفة بأنواعها الهندسية والتشكيلية إلى أقدم العصور، سواء تلك التي وجدت على الجدران والأبواب أو على الأقمشة والمفروشات والأواني المعدنية والخزفية والخشبية، والتي تتغير أشكالها وفق تطور المجتمعات والمراحل التاريخية. وازدادت هذه الفنون جمالاً وتنوعاً مع الحضارة العربية الإسلامية، وأصبحت تغطي مساحات كبيرة من المعالم المعمارية والقطع الأثرية. وفي متحف «اللوفر أبوظبي» يجد الزائر نماذج وأنواعاً كثيرة من هذه الفنون، سواء على الحجر أو النحاس والسيراميك والخشب، أو في الحياكة. ومن بين المعروضات جدارية كبيرة هي عبارة عن بساط من الصوف والحرير يعود تاريخه إلى العصور الوسطى، نحو 1520م، ويحمل صوراً لشخصيات كثيرة أبرزها دانيال ونبوخذ نصر، ويظهر فيه الملك البابلي مرتدياً ثياباً زرقاء، والشخصيات الأخرى ترتدي أزياء من القرن السادس عشر، ويعتبر هذا البساط نموذجاً لتلك المصنوعات في شمال أوروبا. وهناك أيضاً بساط صوف «أوشاك»، وهو مزين ومزركش بميداليات الإمبرطورية العثمانية، ويعود لحوالي سنة 1480م. وفي القاعة رقم (8) يجد الزائر أنواعاً جديدة من جماليات الزخرفة المشغولة على السيراميك والأبواب الخشبية، التي تعود إلى سنة 1500م، كما يجدها محفورة على المعادن، ومنها: حوض نقش عليه اسم هيو لوزينيان، يعود إلى ملك قبرص (الدولة المملوكية سوريا أو مصر)، إضافة إلى أسد «ماري ـ تشا» وهو من البرونز، وتاريخه يعود إلى نحو 1000 ـ 1200. ويعتبر هذا الأسد من أهم الأعمال الفنية الإسلامية في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وخلال جولة «الاتحاد» التقينا العميد الطيار موسى الأنصاري من السعودية الذي قال: «من عشر سنوات كنت أتابع أخبار «اللوفر أبوظبي»، لأنه يشكل لمنطقة الخليج معلماً تاريخياً وحضارياً مهماً لا يوجد ما يماثله». وأوضح أن الاهتمام بالآثار في منطقة الخليج كان ضعيفاً، وأضاف: «هذا عمل جبار عملت عليه أبوظبي لحفظ الآثار ودراستها». وتقول الصيدلانية ديمة قصوعة: «شيء جديد يعيدنا إلى الاهتمام بالتاريخ ومعرفة تراثنا، وتراث العالم، في ظل هذه التكنولوجيا التي نعيش فيها وتتحكم بنا بما تقدمه من فوضى المعلومات. من المهم جداً أن نعرف عن الحضارات القديمة من خلال هذه الكنوز التي تشير لحقب عالمية وإنسانية متعددة، هذا غنى ثقافي لكل من يزور المتحف». وركّزت المهندسة المعمارية السورية رنيم المعمار على البناء الهندسي الذي أبدعه المهندس جان نوفيل وقالت: «اللوفر أبوظبي» تحفة معمارية مميزة جداً، والقبة السماوية الداخلية مبهرة في تصميمها. قائد عام شرطة دبي: المتحف جسر للتواصل الحضاري دبي (وام) أكد اللواء عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، أن متحف اللوفر أبوظبي يعد صرحاً ثقافياً رائداً، وأيقونة معمارية زاخرة بالقطع الأثرية والفنية العريقة التي تدلل على المستوى الريادي الذي وصلت إليه دولتنا، باعتبارها جسراً للتواصل بين الحضارات الإنسانية وبوتقة تلتقي فيها الثقافات العالمية. وتقدم اللواء المري بأسمى آيات التهاني إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بمناسبة افتتاح متحف اللوفر في العاصمة أبوظبي؛ هذا الصرح الحضاري التاريخي الذي يضيف للإمارات معلماً عالمياً جديداً ومتميزاً. وقال: إن متحف اللوفر أبوظبي مركز للثقافة والعلم والتسامح وتقبل الثقافات الأخرى، ومركز تعليمي عالمي، وهذا ما أكد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بقوله: «متحف اللوفر رمز للتلاقي الفكري والإنساني وعنوان للتسامح والتواصل وندعو ليس فقط للحوار والتواصل بين الحضارات بل للتحالف بينها .. تحالف يحمي الحضارة الإنسانية من أعدائها» . كما استشهد بما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بأن «متحف اللوفر هدية من دولة الإمارات إلى العالم»، مشيراً إلى أن المتحف أقيم على أرض دولة الإمارات، وضمن بيئة متفردة تستقي دعائمها من المبادئ الإسلامية السامية والقيم الإماراتية الأصيلة القائمة على الاحترام والاعتدال والتسامح والانفتاح وقبول الآخر، وباعتبارها نموذجاً يحتذى به في إرساء أسس التقارب بين الشعوب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©