الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نظام قطر مرتبك وأمواله وتهديداته.. جوفاء

29 يناير 2018 23:32
دينا محمود (لندن) مع اقتراب أزمة مقاطعة قطر من الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) من دخول شهرها التاسع من دون أي مؤشرات انفراج، رأى المحلل السياسي المتخصص في قضايا منطقة الخليج العربي بريج شارما أن السياسات التي ينتهجها النظام الحاكم في الدوحة للخروج من مأزقه الراهن قد باءت كلها بالفشل، وأن قطر ما زالت في الوقت الحالي دولةً معزولةً بل وفي طي النسيان. واستعرض في تقرير نشره موقع «نيوزبليز» الإخباري، كيف أخفقت جميع المحاولات المستميتة التي أقْدَمَ عليها النظام القطري على مدار الشهور الماضية، في تغيير الوضع القائم حالياً على الساحة الإقليمية، وإنهاء المقاطعة، والعودة إلى الصفين الخليجي والعربي. وأوضح الكاتب أن اتباع أساليب التبجح والتهديد لم يؤتِ ثماره في حالة قطر، كما لم تفلح أكداس الأموال الموجودة في الصناديق السيادية القطرية، في حمل «الرباعي العربي» على وقف سريان الإجراءات الصارمة التي يتخذها ضد نظام تميم بن حمد، لإجباره على التخلي عن دعمه للإرهاب، وتوفيره المأوى والملاذ للمتطرفين ودعاة الكراهية. وأضاف في مقال بعنوان «قطر المحبطة تلوذ بالبؤس والشقاء»، أن محاولات حكام قطر للاستعانة بالنظام الديكتاتوري الحاكم في إيران للخروج من الأزمة الحالية، لم تُترجم سوى في صورة مزايا أو مكاسب سياسية ضئيلة للدوحة (في إشارة إلى أن الدعم الإيراني لم يؤد إلى حلحلة الطوق الصارم الذي يحيط بالنظام القطري). ولخص الكاتب الصورة في الوقت الحالي بالإشارة إلى أنه بعد كل هذه الشهور والمحاولات «ظلت قطر معزولةً، وفي طي النسيان المؤقت منذ أن قطع «الرباعي» علاقاته كافة معها، وأوقف التبادل التجاري أيضاً، بجانب إغلاقه المنافذ البرية والجوية والبحرية مع هذا البلد. وأبرز الخسائر الاقتصادية التي تتكبدها قطر منذ العام الماضي ويتسع نطاقها شهراً بعد الآخر، مُشيراً في هذا الشأن إلى أن نظام الدوحة سحب 20 مليار دولار خلال أكتوبر الماضي من صناديقه السيادية، وذلك من أجل إنقاذ اقتصاده المتداعي. ولفت إلى أن ذلك لم يحل من دون صدور تقديرات تفيد بأن العجز في الميزانية القطرية للعام الجاري سيصل إلى 7.7 مليار دولار. وأشار الكاتب إلى أن الوضع الخانق الذي تمر به قطر، أجبرها على الإقدام على عدة خطواتٍ من بينها استيراد أبقار حية، للإسراع بسد العجز الحالي الذي تعاني منه في الألبان ومنتجاتها، بجانب استيراد السلطات الخضراوات من إيران التي أكد أن الدوحة تتفاوض معها لإنقاذ كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، بعدما لم يعد في مقدورها الاستفادة من الفنادق ومرافق التدريب الموجودة في البلدان المجاورة لها، والتي كانت قد وُعِدتْ باستخدامها في السابق، قبل اندلاع الأزمة. وعلى قائمة الخسائر كذلك، تآكل مصداقية قطر في الأوساط المصرفية، وفقدانها لاعتبارها على الساحة السياسية العربية، بسبب سياسات حكامها. وشدد شارما في هذا السياق على أن قبول النظام القطري الكأس الإيراني قوّض ما تبقى من سمعته، مؤكداً أن كل ذلك جعل حكام الدوحة حالياً «مرتبكين ومُحبَطين». واعتبر أن من بين علامات حالة الإحباط المُسيطر على قطر وحكامها في الوقت الحاضر، إقدامها على إرسال مقاتلاتها منتصف الشهر الحالي لاعتراض طائرتي ركاب إماراتيتين بعدما أقلعتا من البحرين في رحلتين مدنيتين. وقال شارما إن عمليتيْ الاعتراض اللتين وقعتا في ظرف ساعةٍ واحدة ولّدتا الرعب بين الركاب، الذين كان بعضهم يرقبون أنشطة الطائرات القطرية نظراً لأن الوقت كان نهاراً». وأشار إلى أنه على الرغم من المزاعم القطرية بأن الحادثتين لم تقعا من الأساس، فإن تقارير تتبع مسارات الطائرات فضحت الأكاذيب القطرية، لافتا النظر إلى تقديم الإمارات العربية المتحدة شكوى ضد قطر لمنظمة الطيران المدني الدولية بشأن هذه الواقعة. وربط بين هذين الانتهاكين السافرين للأجواء وحرية الملاحة وبين التصرفات القطرية المتخبطة والمتهورة التي تسارعت وتيرتها في الآونة الأخيرة. وقال إن استقراء الوقائع الماضية تُظهر أن النظام القطري قد انغمس على ما يبدو في الخداع والأكاذيب مراتٍ عدة، فقط لكي يتم فضحه والسخرية منه. وضرب الكاتب العديد من الأمثلة التي تثبت ضلوع النظام القطري في أفعالٍ استهدفت تقويض مصالح الدول الأخرى الأعضاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، من بينها، استغلال قطر ضباطها المشاركين في قوة درع الجزيرة، التي تتألف من قواتٍ من مختلف دول المجلس، في جمع معلومات استخباراتية لصالح إيران التي تقدم الدعم للمتمردين الحوثيين في اليمن. كما أشار إلى لجوء حكام الدوحة إلى تقديم الرشاوى لأعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم، لضمان الحصول على حق استضافة النسخة بعد المقبلة من كأس العالم، رغم وجود مرشحين آخرين أكثر خبرة في تنظيم مثل هذه الفعاليات الرياضية الكبرى. وقال إن ما فعله النظام القطري على هذا الصعيد وافتضح فيما بعد أصبح قصةً خبريةً تهيمن على العناوين الرئيسة لوسائل الإعلام في شتى أنحاء العالم. الأمثلة على السياسات القطرية التخريبية لم تقف عند هذا الحد، فحسب شارما تشمل القائمة السوداء لما اقترفه النظام الحاكم في الدوحة كذلك، ما فعله مع البحرين على مدى العقود الماضية، فيما يتعلق بملف النزاع بين البلدين حول جزر حوار. إذ أشار في هذا الصدد إلى ما قررته محكمة العدل الدولية عام 2001 من رفض لدعاوى قطر بأن لها حق السيادة على هذه الجزر، بل ورفض المحكمة أيضاً لكل الوثائق التي قدمها القطريون بشأن تلك القضية بعدما تبين أنها مزورة. وتطرق شارما إلى الدور التخريبي الذي لعبته قطر في البحرين أيضاً، منذ اندلعت اضطرابات ما يسمى بـ»الربيع العربي»، قائلاً إن النظام الحاكم في الدوحة سعى للتعامل مع زعيم جمعية الوفاق علي سلمان بهدف الإطاحة بالنظام الحاكم. وخلص شارما في نهاية مقاله بالقول «إن قطر بحالتها هذه هي البلد التي يُضطر جيرانه للسجال معه»، في إيماءة لا تخفى للأزمة المستمرة في الخليج بفعل تشبث نظام تميم بالتعنت والعناد. وأشار إلى أنه على الرغم من أن حكام الدوحة ربما يكونون مرتبطين بقوة مع النظام الإيراني على المدى القصير، فإن إيران ستستخدم قطر على الأرجح كأداة وقاعدة انطلاق، لخلق الفوضى والدمار في الخليج، بدلاً من أن تجلب له أي نفع. واستبعد أن يسمح النظام الإيراني لنظيره الحاكم في الدوحة بأن يكبر حجم قطر لكي تصبح قوةً إقليمية، وهو الأمر الذي وصفه شارما بـ»حلمٍ قطري، يشكل مصدراً لكل ما أدى إلى الوضع المعقد الحالي في الخليج».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©