هو بلا منازع أشهر مضارب مالي في العالم وبعبع الاسواق طيلة فترة التسعينيات·· ورغم الاجراءات الحمائية التي فرضتها الدول منذ كارثة النمور الاسيوية التي توجهت فيها أصابع اللوم الى جورج سوروس (75 عاما) فان تأثير هذا المستثمر لا يزال قائما حتى الان في حين تراقب الاسواق عن كثب كل ملاحظاته وتصريحاته·
ولد سوروس وهو يهودي، في بودابست بالمجر يوم 12 اغسطس عام 1930 ونجا من الاحتلال النازي الذي غزا بلاده عام ،1944 ثم هاجر الى انجلترا عام 1947 حيث درس الاقتصاد· ومن هناك انتقل الى نيويورك عام 1956 حيث عمل مديرا لصناديق التحوط· وبعد 20 عاما فقط كان سوروس قد جمع أول 30 مليون دولار· ويعتقد سوروس أن السنة التي غزا فيها النازيون المجر، كانت أفضل سنة في حياته موضحا ''نجح والدي في تزوير وثائق هوية أنقذت حياة الاسرة باكملها من القوات النازية·
وتعلمت درسا كبيرا وهو ان هناك أوقاتا لا تنطبق فيها القواعد الطبيعية''· لمع اسم سوروس بقوة في عالم الاعمال يوم 16 سبتمبر عام ،1992 وذلك عندما ضارب بنحو عشرة مليارات دولار على ان بنك انجلترا سيقوم بتخفيض سعر صرف الجنيه الاسترليني· ونجحت المضاربة ليكسب سوروس مليار دولار في ذلك اليوم الذي اتفقت الصحافة البريطانية على تسميته بـ ''الاربعاء الاسود''·· وتسببت تلك الحادثة في سقوط حكومة رئيس الوزراء انذاك جون ميجور وعودة حزب العمال الى السلطة· ويرى المراقبون ان قوة سوروس تكمن في انه محلل ومستثمر ومضارب مالي في نفس الوقت، فهو يركز على الاستثمارات المؤثرة في القطاعات المالية ورؤوس الأموال كما يعزز مكانته سياسيا واجتماعيا من خلال تجميع الناشطين جوله كنسيج العنكبوت· ومع بلوغه سن الخامسة والسبعين فان سوروس يعترف بان لم يعد يستطيع الان التلاعب بالاسواق بالدرجة التي كان يفعلها في السابق، ويقر أيضا بان صندوقه ''كوانتوم'' الذي كان مرهوب الجانب في التسعينيات لم يعد لاعبا دوليا كبيرا· ويبرر سوروس هذا التراجع بانه لم يعد يحب المضاربة والمخاطرة، ويقول ''ولت الايام التي كنت أراهن فيها بكل ثروتي في يوم واحد''·
لكنه ورغم ذلك لا يزال يستطيع ومن خلال شبكة مشاريع خيرية دولية ان يؤثر على الساحة السياسية للدول، وهو يتفاخر بدعم الثورة البرتقالية في اوكرانيا وبانه ساعد على اسقاط رئيس جورجيا السابق إدوارد شيفارنادزه لانه لم يلتزم بوعده بمحاربة فساد أجهزة الشرطة والأمن بجورجيا·
ولسوروس تسعة كتب، قام بتأليف أغلبها خلال السنوات العشر الماضية، وأشهرها ''فقاعة الهيمنة الاميركية·· تصحيح اساءة القوة الاميركية'' و''جورج سوروس في عالم العولمة'' و''أزمة الرأسمالية العالمية'' و''اصلاح الرأسمالية العالمية''· وعندما يسأله أحد عن سر انتقاداته المتكررة للرأسمالية فان سوروس يرد ضاحكا ''لقد حققت نجاحا كبيرا في النظام الرأسمالي فمن يستطيع ان يفوقني في انتقاد هذا النظام؟''·
عدد اليوم
