الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اختفاء خدمة الإنترنت من الطائرات

اختفاء خدمة الإنترنت من الطائرات
21 أغسطس 2006 00:23
إعداد - عدنان عضيمة: يقول بعض الخبراء إن خدمة الإنترنت في الطائرات هو ''المشروع الذي لم يتمكن من الطيران''، ويسميه آخرون ''فقاعة الإنترنت الجوية''؛ وهو أيضاً المشروع الذي لم يحظَ بدراسة الجدوى اللازمة قبل إطلاقه· فلقد أعلنت شركة بوينج رسمياً يوم الخميس الماضي إيقاف خدمة الإنترنت الجوية على كل طائراتها بدعوى نقص الطلب عليها· وبمعنى آخر، كان عدد مستعملي هذه الخدمة أقل من أن يغطي تكاليف وضعها قيد الاستعمال على الطائرات· وكان من الطبيعي أن يواجه هذا القرار ردود فعل متباينة تتراوح بين الاستياء والاحتجاج وعدم الاكتراث· ومن ذلك مثلاً أن استطلاعاً سريعاً أجري في شركة لوفتهانزا الألمانية التي تشتهر بأنها الشركة التي سجلت أضخم معدلات الاستخدام لـ''الإنترنت الطائرة''، أثبت أن المسافرين الألمان يعشقون ''البقاء على الخط'' أثناء فترة التحليق في الجو لفترات طويلة· ويقول مارسيل رايشارد المدير الإداري لإحدى الشركات الإعلامية في ميونيخ والذي تقتضي وظيفته الإكثار من السفر بالطائرات إلى الولايات المتحدة، في تعقيبه على هذا القرار: ''أشعر بالحزن الشديد من إيقاف هذه الخدمة؛ فلقد كنت بحاجة إلى الاتصال الدائم بمقر عملي عن طريق برنامج ''Skype'' الذي كان يؤمن لي فرصة مواصلة العمل أثناء الطيران من خلال إرسال واستقبال البريد الإلكتروني''· إحصائيات ويقول الخبراء إن ''الإنترنت الطائرة'' حققت نجاحاً مذهلاً من حيث جودة أدائها التي كانت تضاهي الخدمات المماثلة التي يمكن الحصول عليها من ''الإنترنت الأرضية''؛ ويعود ذلك لكون الإنترنت الجوية ترتبط ''بشبكة لاسلكية عالية السرعة''· وهذا النظام الذي يستخدمه أيضاً رجال الأعمال في الطائرات النفاثة الخاصة، ومدراء ومسيرو المنصات العائمة لاستخراج النفط، والأثرياء من أصحاب اليخوت الفخمة، يحقق الاتصال بشبكة الإنترنت عن طريق مجموعة من الأقمار الاصطناعية· وعمدت بوينج خلال شهر أبريل الماضي إلى إصدار استطلاع للآراء شمل 3200 مسافر جوي عبر المشاركون من خلاله عن اعتقادهم من أن ''الإنترنت الجوية'' سوف تحظى بشعبية كبرى في المستقبل القريب· وقال 83 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع إن توفير خدمات الإنترنت في الطائرات لها تأثير كبير على الخطط والبرامج التي يرسمونها لرحلاتهم الجوية فيما عبر 92 بالمئة من الذين دأبوا على استخدام الإنترنت في الطائرات عن أنهم يعتزمون التقدم بطلبات التماس إعادة الخدمة إلى الطائرات· ويقول توماس كرامبتون في تقرير نشرته صحيفة هيرالد تريبيون إن المشكلة الحقيقية التي تعاني منها ''الإنترنت الطائرة'' تكمن في نقص أعداد من يعشقون استخدامها وليس في مدى حب مستخدميها لها· وعندما تم الإعلان عن المشروع في عام ،2000 توقعت شركة بوينج أن يبلغ إجمالي عوائد سوق خدمة الإنترنت على الطائرات 70 مليار دولار خلال 10 سنوات؛ إلا أن الشركة قالت يوم الخميس الماضي إن أعداد المسافرين الذين يستخدمونها على متن 156 طائرة تابعة لـ12 شركة خطوط جوية تستخدم طائرات بوينج، يعد على أصابع اليد الواحدة في كل رحلة· وبالرغم من إحجام شركة بوينج عن التطرق لتكاليف تشغيل الخدمة على الطائرات إلا أن الخبراء يمكنهم أن يستنتجوا بسهولة أن الإنترنت الجوية هي مشروع فاشل· وهناك شيء آخر لابد من الإشارة إليه في هذا الصدد وهو أن إلغاء الخدمة من طائرات بوينج سوف يقدم فرصة ذهبية جديدة لطائرات إيرباص طالما أنها تعد إضافة مهمة للخدمات التي تقدم على هذه الطائرات· ويبدو أن شركة إيرباص لن تفوت على نفسها هذه الفرصة لتسجيل نقطة تفوق تضاف إلى رصيدها حيث سارع جوستين دوبون الناطق باسم الشركة الأوروبية إلى القول: ''تسعى شركة إيرباص بقوة لاستخدام إنترنت لاسلكية عالية السرعة في كافة طائراتها؛ ونحن ننظر إلى الإنترنت الجوية باعتبارها تمثل أكثر بكثير من مجرد وسيلة لتصفّح الويب''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©