الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أمينة ذيبان تقرأ «وجع المرأة الشرقية» في أمسية شعرية بأبوظبي

أمينة ذيبان تقرأ «وجع المرأة الشرقية» في أمسية شعرية بأبوظبي
18 يوليو 2012
نظم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، أمس الأول في مقره بالمسرح الوطني بأبوظبي، أمسية شعرية للشاعرة الدكتورة أمينة ذيبان، قرأت فيها منتخبات من شعرها، وحضر الأمسية أدباء وكتّاب وصحفيون. وفي تقديمه للشاعرة أمينة ذيبان، قال الشاعر إبراهيم الهاشمي “عدت بذاكرتي إلى ثلاثة عقود مضت، عدت لأجد حضورها الأخاذ مع الكوكبة الأولى من شعراء قصيدة النثر المبكرة الوهاجة في مجلة الأزمنة العربية، وقصائد من الإمارات ومجلة شعر وشؤون أدبية، وغيرها من الصحف والمجلات، عندها اكتشفت كم كانت ظالمة هذه الأمنية لموهبتها”. وتساءل الهاشمي “كيف كان لها أن استمرأت هذا الغياب، وكيف قبلناه، كيف قبضت على جمر كلماتها وخبأته كل هذا الزمن، كيف لها أن تحبس عصفورها فلا يغرد”. وقال “مفتون أنا اليوم بين غوايتين، غواية الجلوس بينكم والاستمتاع بالإنصات لهذا الصوت الغائب العائد، وغواية التشرف بتقديمه لكم بعد هذا الغياب الطويل، وبين الفترتين اخترت أن أكسب فضيلة الغوايتين، أن أقدمها وأن انصت لها، فمنذ أن كان البحر مداً على لسان “سارة حارب” الاسم الذي توارت خلفه أمينة ذيبان فقالت: “تيممت صدرك والفجر صليت عانقت عينيك حتى التوحد قاومت موتي وخبأت خلف المساء احتراقي وكفي تجتاح كل زواياك تبحث عن موعد للصلاة سيأتي”. وعن صمت الشاعرة أمينة ذيبان التي أطلقت على نفسها في بداياتها اسم “سارة حارب”، يقول الهاشمي “لقد فضلت أمينة ذيبان الجلوس على الشاطئ وتأملنا، كانت تبوح على روح من الزمن شيئاً مما تراه، مرة هنا ومرة هناك .. غابت لكننا كنا نعرف أنها تسكن الشعر ونعرف أنه يسكن روحها، تعشق مفرداته وأجواءه، لذا كنا نعرف أنها ستعود”. وأضاف “الشاعرة أمينة ذيبان أو الدكتورة أمينة ذيبان حرف متصوف، غائص في الذات والذوات، هائم بالمحبة الجذلى والوطن الأشهى، هائمة في لجة حد المحبة القصوى”. واستهلت الشاعرة أمينة ذيبان الأمسية الشعرية وقرأت من قصائدها الأولى ومن قصائدها الأخيرة، من قصائدها الطويلة وأخرى القصيرة، قصائد نثر شعري رقيق وهي “نمو متزن.. عربدات في الداخل” و”في تداعيات النشيد الآخر” و”ذكرى حديث.. مهداة إلى العاشقة في المهد” و”فاطمة تطرق النواقيس” و”في القافية” و”في التماس العلائق وانقطاعها” و”زهرة الدم” وقصيدة “وعد”. وتناولت أمينة ذيبان عوالم صوفية وأسطورية وكونية واسترجاعات لملامح عامة لشخوص عرفتهم، كما أنها وظفت لحظات من حضارات بعيدة. في قصيدتها “ذكرى حديث”، قرأت أمينة ذيبان وجع المرأة، المرأة الشرقية في ترملها وألمها ووجدها، تجارب مرت بها شخوصها، فكانت الشاعرة قد أحاطت بهذه التجارب وشكلت منها رؤية شعرية شفيفة، تلاحقت الصور فيها وتراكبت فوق بعضها بنسج جميل حافظت فيه على وحدة الموضوع ضمن إطار سردي لا يخفى على المستمع لها وهي تتجول في حكايات نسوة عاصرن الألم والوجع، ولا يخفى أن تأثرت أمينة ذيبان بالبنى السردية التي درستها في الجامعات البريطانية في موضوعة الرواية الأوروبية والعربية، قد أدخل شعرها في هذا الباب العميق، وبذلك تخلقت لديها قصائد نثرية فيها سردية ودرامية عالية القيمة. ومن قصيدتها “نمو متزن.. عربدات في الداخل” تقول: اختزن اللهفة في ورق الورد الأبدي المنهمر على قلب امرأة تتلو أوراق الجنة في صمت الشعراء الأبدي الأقسى. وتستمر أمينة ذيبان في تصوير الوجع الأنثوي في عالم الشرق في هذه القصيدة الطويلة، وهي فيها تقرن هذا الوجع مع عالم الشعراء الذي تجده أقرب إلى المرأة في رقتها وشفافيتها، فتقول في قصيدة أخرى بعنوان “في تداعيات النشيد الآخر” أو”في تداعيات النسق الكوني”: “أهمش بعض الدوائر في دائرة متسعة نحن في أبهة أخرى تنشد عبق اللحظة” وتتخيل أمينة ذيبان الألم وحشرجته في قصيدتها “زهرة الدم” فتقول: حشرجة القلب نذكر فيها ومنها هدوء التتار نذكر فيه سر ما يعرفون بلا جهة تتمادى على الغيم أو في مجاهل هذا الربيع المطل على كل هم”. وفي ختام الأمسية الشعرية، تحاور الحضور مع الشاعرة ضمن إعجاب بما قدمته من شعر امتاز بشفافية العبارة ورقة الأسلوب.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©