الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أولياء الأمور يطالبون بمعايير للعقاب التربوي

أولياء الأمور يطالبون بمعايير للعقاب التربوي
20 يناير 2015 12:21
تحقيق ـ لمياء الهرمودي تعددت شكاوى أولياء الأمور على مدارس «خاصة وحكومية» في إمارة الشارقة، بسبب سوء المعاملة التي يواجهها أبناؤهم سواء من خلال تعرض البعض منهم للضرب من قبل معلمين في المدرسة، أو الإهمال في علاج حالات العنف لديهم. ورفعت ولية أمر على البث المباشر لإحدى الإذاعات المحلية شكوى عن تعرض ابنها للصفع من قبل معلمته، وفي واقعة أخرى رفع ولي أمر قضية على إحدى المدارس بالإمارة، بسبب الإهمال في معالجة ابنه الذي تعرض لنزيف في الأنف، وفي حادثة أخرى اشتكى عدد من أولياء الأمور من تعرض أبنائهم للضرب المبرح في إحدى المدارس الخيرية. وقد أعرب عدد من أولياء الأمور عن استيائهم من سوء التصرف، واستخدام العقوبات التي ليس لها أي مرجعيات تربوية من قبل عدد من إدارات المدارس الخاصة في الشارقة، مشيرين إلى أنها قاسية ولاتمت بأي صلة إلى التربية، مطالبين المناطق التعليمية ووزارة التربية والتعليم بالتدخل السريع لحل مثل هذه المشكلات التي بدأت تتفاقم وتؤثر على نفسية الأبناء في عدد من المدارس الخاصة والحكومية. «الاتحاد» تفتح مرة أخرى ملف العقاب في المدارس الخاصة والحكومية التي تتبعها بعض إدارات المدارس لتأديب الطلبة وتأهيلهم تربوياً، إذ يتفق الجميع على أن تلك الأساليب لابد وأن تحكمها معايير وضوابط يجب اتباعها في حال التطبيق، وألا يترك العقاب لهوى المدرس أو إدارة المدرسة. فرط الحركة تقول أم عبد الله ولية أمر طالب في إحدى المدارس الخاصة: «يشكو ابني من كثرة الحركة وقد يستفز المعلمين أحياناً بسبب حركته المستمرة داخل الفصل، مما قد يثير غضب المعلمين، وفي هذه الحالة أتوقع من المعلم أن يتواصل معي لإيجاد حل مناسب لهذه المشكلة التي باتت تؤرقني من خلال نقلها إلى متخصصين تربويين يستعان بهم من قبل المنطقة التعليمية، أو وزارة التربية والتعليم، لإيجاد حل علمي يضع حداً لهذه المشكلة، ولكن أتفاجأ بأن تتم معاملة ابني بشكل قاسٍ جداً، وغير تربوي خاصة من ناحية تطبيق العقاب، ويصل العقاب إلى إيقافه لمدة 3 ساعات متواصلة من دون راحة، أو رمي كتبه وحقيبته المدرسية على الأرض، فضلاً على رمي ملابسه الرياضية في سلة المهملات بالمدرسة، والسبب أنه لم يلتزم بارتداء اللبس الخاص بالمدرسة واستبداله بقميص رياضي. وتضيف: تعددت أساليب العقاب المطبقة على ابني مما أدى إلى كرهه للمدرسة، وجعلني حائرة في اتخاذ موقف واضح فهل أقوم برفع شكوى على المدرسة، حيث إن أسلوب الحوار والتواصل معهم بات بلا جدوى، أو أنقله إلى مدرسة أخرى، ولكن يظل السؤال حائراً هنا هل سيكون ذلك القرار الحل المناسب لمثل حالة ابني؟!، وهل أساليب العقاب التي يتم تطبيقها في المدرسة تكون ضمن إطار الرقابة من قبل الجهات المعنية؟! تساؤل ما زال يبحث عن حل من قبل الجهات المعنية في وزارة التربية والتعليم. حالات تحتاج إلى دراسة تقول ليلى محمود: إن ابنها البالغ من العمر 9 سنوات بات يعاني من الإهمال في عملية تقويم سلوكه في الفصل، وقالت: «إنه لمن البديهي أن يكون الذكور أكثر نشاطاً وحركة من الإناث، ولكن ما هو من غير المنطقي أن تكون إدارة المدرسة غير ملمة بأساليب التربية ووسائل العقاب المناسبة لمثل هذه الفئة، خصوصاً أن العقاب قد يصل أحياناً إلى رفع يد المعلم على الطالب أو إهانته في الفصل والتقليل من قدره وشأنه، فهل يعتبر من يتبع هذا السلوك في الفصل معلماً وتربوياً». وأضافت: «لابد من تشكيل لجان تربوية خاصة تعنى بوضع أسس، ومعايير مدروسة لأساليب العقاب التربوي المدروسة، تبعاً لشخصية الطالب، بحيث لا تخدش شخصياتهم ويصبحون شخصيات مضطربة في المستقبل، على أن يكون ذلك بالتعاون مع مستشارين تربويين ومتخصصين في علم التربية، مع توعية الأهل بأساليب العقاب التي تؤتي ثمارها في المستقبل عوضاً عن إخفائها عنهم، وعدم التواصل بذويهم لتعريفهم بحالة ابنهم أو ابنتهم والذي يؤدي في النهاية إلى عدم التوصل إلى حل مناسب للمشكلة، حتى يتمكن الطالب من إكمال مسيرته التعليمية من دون معوقات». وقالت نورة علي ولية أمر لطالب في الفصل الخامس إنها تواجه مشكلة مع إدارة المدرسة، حيث إن ابنها يخرج من الفصل أثناء الحصة الدراسية مع طالب آخر من ذوي الاحتياجات الخاصة، من دون أن يتم منعه من هذا السلوك، الذي بات يتكرر من غير داع، وعند توجهها إلى الإدارة لإيجاد حل رادع لهذا التصرف، واكتشاف الأسباب قيل لها: «ليس بيدنا حيلة، فنحن لا نستطيع إيقافه أو منعه من الخروج من الفصل». وذكرت: عجبت من هذا الرد غير المقنع، فمن المفروض أن تكون الإدارة المدرسية هي التي تمتلك أدوات الخبرة والكفاءة في وسائل التربية والتعليم، لكنها هنا تقف مكتوفة الأيدي، في مواجهة موقف مثل هذا، فكيف لمثل هذه الإدارة أن تقوم بحل مشكلات تربوية أكبر، وأعمق قد تواجههم، فمن بين مئات الطلبة في المدرسة لابد من أن هناك مشكلات كامنة تحتاج إلى حلول وإلى أيادٍ أمينة تقودهم إلى بر الأمان. أساليب العقاب وذكرت هبة محمد موجهة خدمة اجتماعية بمنطقة الشارقة التعليمية، أن أساليب العقاب مدرجة في لائحة خاصة صدقتها وزارة التربية والتعليم، وتحت مسمى لائحة الانضباط السلوكي، التي تشمل كافة أساليب التعامل مع الطلبة والطالبات، والطرق المتبعة في حال واجه المعلم أي سلوك يحتاج إلى تقويم من قبله، ولكن وفق شروط وخلفية تربوية. وأشارت إلى أن وزارة التربية والتعليم ومن خلال إدارة الإرشاد الطلابي، أرست دعائم لائحة الانضباط السلوكي التي تتعرض لتعزيز السلوك الإيجابي والمحاسبة على السلوكيات السلبية وفق تدرجات وعلى جميع المدارس تطبيق هذه اللائحة سواء على مستوى المدارس الحكومية أو المدارس الخاصة، حيث إنها مكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية. وأضافت: «على جميع المعلمات والمعلمين أن يكون لديهم وعي وإلمام كافٍ بطبيعة المرحلة التي يمر بها الطالب من الخصائص الجسمية، والنفسية، والاجتماعية بالإضافة إلى ملاحظة الفروق الفردية بين الطلبة ومراعاتها، وبما أن المعلم يعتبر كائناً بشرياً لديه مشكلاته الخاصة، التي قد تمر به خلال محطات حياته، إلا أنه يجب عليه أن يفصل هذا عن ذاك، وان يتعامل بشكل علمي، وتربوي وحضاري مع طلبته»، مشيرة إلى أن الطالب في هذا العصر الذي نعيشه لا يقبل الأوامر والنواهي إلا إذا كانت هناك علاقة طيبة بينه وبين المعلم، بحيث تكون علاقة مهنية وطيدة يسودها الود والحب والاحترام. فرق رقابة وأوضحت موجهة الخدمة الاجتماعية بمنطقة الشارقة التعليمية أن العاملين في الميدان التعليمي أصبحوا لا يتعاملون مع الطلبة من منطلق خبرتهم الذاتية فقط، بل لابد من الاستعانة بواقع الممارسات التربوية وما للمجتمع المحيط بهم من عادات وتقاليد التي على المعلم احترامها والمساهمة في غرسها في نفوس طلبته. وأشارت إلى أن وزارة التربية والتعليم، قد خصصت فرق رقابة متخصصة أو ما يطلق عليها بفرق الدعم والتحسين لإدارات المدارس، والتي تهدف إلى النهوض بالعملية التعليمية والتربوية من الجانب السلوكي والتحصيلي معاً. مواقف الطالب وأكدت ضرورة أن يتعامل المعلم مع الطالب بحرفية ومهنية أكثر، من خلال رصد المواقف ومرات تكرارها من قبل الطالب، وملاحظة شدتها واختلافها في كل مرة، بالإضافة إلى تسجيلها في سجله الخاص، ثم الاستعانة بالاختصاصي الاجتماعي، والنفسي إذا لزم الأمر، وبمعاونة وإطلاع من قبل ولي الأمر، ليتعاونوا معاً لحل المشكلة التي يواجهها الطالب بصورة حضارية وتربوية، بعيداً عن اتخاذ أساليب عقاب غير تربوية لا تجدي بالنفع والفائدة على الطالب، بل قد تؤثر عليه سلباً من خلال تشويه شخصيته أو عرقلة مسيرته الدراسية. وأشارت إلى أن لكل طالب نمط شخصية يختلف عن الآخر، وقبل القيام بعملية المحاسبة على المعلم والإدارة المدرسية احتواء الطالب وغمره بمشاعر الأمان، والحب وفصل سلوكه عن العلاقة الطيبة بينهم وبينه. فرط النشاط وأشارت سميرة شهيل مديرة مدرسة في تعليمية الشارقة إلى أن الطفل المصاب بزيادة النشاط والحركة يحاول لفت الانتباه والأنظار إليه دائماً، لذلك نقوم كإدارة مدرسة بتسليط الضوء عليه، وتكليفه بمهمات متنوعة نستغل من خلالها فرط النشاط بطرق إيجابية. وقالت: «نوجه الإدارة والمعلمات باشراك الطفل في مختلف الفعاليات والأنشطة الإشرافية والتنظيمية، ويتم اعطاؤه جزءاً من المسؤوليات مما يشعره بالتميز، كما يتم دائماً وضع الطفل المصاب بفرط النشاط والحركة في الأنشطة الرياضية والتي يستطيع من خلالها تفريغ طاقاته بشكل وبصورة إيجابية، وبالتالي نستطيع من خلال كل تلك الإجراءات تخفيف فرط النشاط المصاب به، وتحويل الأمر من سلبية يعاني منها الطفل إلى صفة إيجابية يمكن استغلالها في أنشطة وفعاليات المدرسة والتي من خلالها نستطيع إشباع رغبته في لفت الأنظار والانتباه إليه». تكليفات وقالت أمينة يعقوب معلمة رياض أطفال: «نواجه هذه الحالات والتي تنتشر بصورة أكبر بين الذكور عن الإناث حيث يأتينا ذلك الطفل المصاب بفرط الحركة ونلاحظ محاولاته بشتى الطرق لفرض قوانينه، ولفت انتباه جميع الأطفال في الفصل إليه، لذلك نحاول دائماً استغلال النشاط المفرط الذي يغمره من خلال التعاون مع الإدارة المدرسية والأسرة في المنزل فيتم تخفيف السكريات في حميته الغذائية، وإشراكه في الأنشطة والفعاليات بصورة مستمرة، وإعطاؤه مهمات إشرافية، كرئاسة الفريق، أو الإشراف على الحضور والغياب، ونحاول أن نجعل هذا الطالب فعالاً طوال الحصص الدراسية، حتى لا يتحول نشاطه المفرط إلى شغب في الفصل، وإذا ما قمنا بكل تلك الأمور ولكن لوحظ أنه مازال النشاط عنده غير طبيعي، نتواصل مع الاختصاصي الاجتماعي والنفسي واللذين يتواصلان بدورهما مع أسرة الطفل حيث إن حالات فرط الحركة تعتبر مرضية وليست نفسية، ويجب إعطاء العلاج المناسب للطفل، وذلك من خلال عرضه على طبيب متخصص في ذلك». وأكدت هبة محمد موجهة الخدمة الاجتماعية أن حالات زيادة الحركة أو النشاط الزائد لدى بعض الطلبة بالمدارس تعد من العوائق التي تؤثر على سير الحصة الدراسية للمعلم حتى في الأنشطة الخارجية التي يقوم بها الطلاب، وعليه يفترض أن تكون هناك صراحة واضحة من قبل الأهل مع إدارة المدرسة أو الاختصاصي الاجتماعي حتى يتم التعامل مع الحالة بأسلوب علمي وليس بأسلوب عشوائي. وأضافت: «عند ملاحظة المعلم اختلاف حركة الطالب عن أقرانه في الصف لابد له من التواصل مع الاختصاصي الاجتماعي الذي بدوره يتواصل مع القناة الهامة من الاختصاصي النفسي أو موجهي التربية الخاصة، والتعرف إذا كانت هناك بعض العقاقير التي يتناولها الطالب حتى يتم التعامل معه من جانب خاص، ولابد أن يعي أولياء الأمور ما يقوم به ابنهم حتى يتم التعايش معهم بأسلوب حضاري، فليس الحكم عليه من خلال تكرار السلوكيات غير المرغوب فيها، لأنه ليس بطالب عادي بل لابد من التوجيه بهدوء مع الاختصاصي النفسي ويجب أن يعامل بأسلوب خاص». فرط الحركة والنشاط الزائد قال الدكتور خالد بن سبت تخصص أطفال، إن زيادة الحركة والنشاط الزائد عند الطفل يعود لعدة أسباب قد تكون طبية وغير طبية، والأسباب الطبية تندرج تحت نوعية الغذاء الذي يتناوله الطفل خاصة إذا كان يحتوي على السكريات والغازات والكافيين، فهذه الأنواع من الأطعمة تسبب زيادة الحركة وزيادة النشاط عند الأطفال، لذا فلابد من الاهتمام بهذا الجانب عند الطفل، بالإضافة إلى نشاط الهرمونات حيث يتم عمل فحص لهرمون الغدة الدرقية فإذا كان مرتفعاً يكون هو سبب في زيادة النشاط عند الطفل ولابد أن تتم معالجة ذلك طبياً، كذلك قد يكون السبب عصبياً أو نفسياً عند الطفل، وفي هذه الحالة لابد من عرض الطفل على متخصص أعصاب أطفال لمعالجته. معاملة خاصة فيما يتعلق بالجانب غير الطبي، يأتي دور الاخصائي الاجتماعي أو التربوي والنفسي، حيث يمكن أن يكون السبب ذكاء الطفل العالي، فيستوعب الدرس بشكل سريع، ما يصيبه بالملل في الجزء المتبقي من الحصة الدراسية ويحفزه ذلك على القيام بحركة وأعمال تسبب الازعاج للباقين في الفصل.ويفضل أن يعامل الأطفال الذين يعانون من الفرط الحركي والنشاط الزائد معاملة خاصة تناسب الحالة التي يعانون منها. تكليف الطفل المصاب بفرط النشاط بمهام متنوعة لاستغلال طاقته إيجابياً سميرة شهيل ثقافة التأديب التربوي تحتاج إلى تطبيق ميداني هبة محمد ليس منطقياً أن تكون إدارات المدارس غير ملمة بأساليب العقاب المناسب ليلى محمود
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©