الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رابطة أسترالية مهمتها اصطياد «مدعي البطولة»

21 أكتوبر 2010 22:07
لم يدخل الجيش مطلقاً، لم يرتد البزة العسكرية ولم يقاتل في الملايو، ولم يأسره اليابانيون، كما أنه لم يشهد معاناة من زج بهم في سجن أوترام رود بسنغافورة. غير أن جاك كرين83 عاماً نجح في التحايل والتدليس ليصبح رئيس رابطة أسرى الحرب في استراليا، وتقاضي بدل تقاعد حربي جيد طوال المدة الماضية. وقال كرين عندما كشفت جريمته»يبدو أن ماضي أدركني.. أليس كذلك.. دائما ما كنت أعتقد أنني سأقضي نحبي وسينتهي الأمر ولن يلحظ أحد ما حدث». لقد اختلق كرين الذي قضى فترة الحرب العالمية الثانية في امان ودعة في أديليد، سجله العسكري من سجلات مكتبة. الغريب أنه وبالرغم من المخاطر الجمة التي تنطوي عليها مغامرة كهذه ومدى الخزي الذي قد يلحق به إذا ما انكشفت حيلته، فإن هناك كثيرين مثله. البعض يراهم أشخاصاً يثيرون الشفقة، لكنهم حثالة في أعين آخرين. وقال جراهام سميث، وهو محارب قديم حقيقي: «إنهم مدعون من أحقر الدرجات.. الأمر أشبه بسرقة هوية شخص آخر». أن تدعي أنك بطل حرب، فتلك جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن، غير أن قليلين هم من توجه إليهم التهمة، كما أن المحكمة تتعامل معهم ببعض اللين. في وقت سابق من العام، اعترف كولين جيبسون بانتحال شخصية مجند عائد من الحرب، وانه تقلد أنواط شرف دون وجه حق، ولم تتم إدانته لحسن السلوك. لماذا يقدم أشخاص مثل كرين وجيبسون على ما فعلوه؟ عادة الأمر لا يرتبط بعائد مالي.. فقط الحق في التفاخر، كما أن الخدعة ليس لها ضحايا. ربما تبدأ بعمل عسكري لا بأس به، ثم يتحول مع مرور السنين لمبالغة ضخمة. أو قد يكون وهما يبدأ باختلاط الحقيقة بالأكذوبة. وتكونت جماعة حديثاً أطلقت على نفسها «أنزمي» أو مجموعة محتالي الحرب في استراليا ونيوزيلندا، وهي جماعة كرست نفسها لملاحقة المقاتلين المحتالين. الجماعة لا تهاجم أولئك الأشخاص في منازلهم أو تجردهم عنوة من الميداليات والألقاب التي حازوها، لكنها تبلغ الصحف المحلية ومحطات الإذاعة ونوادي قدامى المحاربين. يقوم متطوعو أنزمي بوضع صور وملفات على موقعهم الإلكتروني في حملة تشهير نجحت فى اصطياد أكثر من مئة مدع للبطولة. أنزمي لا تنشر أسماء أعضائها خوفا من التداعيات القضائية، فأولئك الذين تم فضحهم يهددون بأي شيء، ابتداء من قضايا التشهير وحتى التهديد بالانتحار. أما أسلحة الخداع، فهي نفسها التي تستخدمها الشرطة السرية: الانترنت ومواد منشورة، وكما كانت الحاسبات الآلية هبة لمن يريد تزوير سجل حربي أو شراء ميداليات شرف تثبت صدق ماضيهم المختلق، فإن نفس الحاسبات ونفس تكنولوجيا المعلومات يمكن استخدامها لكشف تاريخهم المزور. بدأ كرين هوسه مبكرا، قبل أن تظهر محركات البحث وتبدأ مساعيها لتأييد قصصه البطولية في الحرب أو دحضها. وبمجرد غرس بذرة الشك، لم يتطلب الامر سوى بضع نقرات على لوحة المفاتيح ليفتضح سره الدفين. كان الرجل يأمل أن يذهب لقبره وسره معه، غير أن أنزمي تقول إن عملها لا يقتصر على الحفاظ على تاريخ المقاتلين الحقيقيين المشرف، بل أيضا منع العامة من الانخداع بمظهر المحتالين الذين يستخدمون أنواط شرف اشتروها أو شهادات تقدير مزورة. وإذا كان كرين تمكن من شق طريقه ليصبح رئيس رابطة لها احترامها كتلك التي رأسها، فترى هل هناك آخرون تمكن من خداعهم؟ زوجته، مدير المصرف الذي يتعامل معه، وحتى أطفاله.
المصدر: سيدني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©