حرائق في تركيا والجبل الأسود وإسبانيا والبرتغال

شهدت خمسة دول أمس حرائق ضخمة. وتمر جميعها بمناخ حار وجاف ورياح عاندت جهود الإطفاء، خاصة في الغابات. لكن رجال الإطفاء نجحوا في إطفاء النيران أو السيطرة عليها. واندلع حريق كبير في برج “بولات” الفخم المكون من 42 طابقا وسط مدينة أسطنبول أمس، قبل أن يتمكن رجال الإطفاء، الذين أشادت بهم وسائل الإعلام المحلية، من إخماد الحريق. ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى. وأظهرت لقطات حية بثها التلفزيون التركي في وقت سابق دخانا أسود يطوق المبنى وتساقط للركام على الأرض، بينما كانت فرق الإطفاء تعمل على إخماد الحريق، وإجلاء السكان الذين زودوهم بأقنعة لمساعدتهم على التنفس. كما تم إخلاء محطة وقود قريبة ومبان أخرى. ودمرت النيران واجهة المبنى بشكل كبير. وقال قادر توباس رئيس بلدية إسطنبول “لم يتضح بعد سبب اندلاع الحريق أو المكان المحدد الذي شب منه. سنرى هذا عند إتمام تقرير فريق الإطفاء. سيجري تحري السبب”. وأضاف “كان من الممكن أن نشهد كارثة لأن 1500 شخص على الأقل يسكنون المبنى”. وقال عدنان بولات صاحب البرج إنه تم إنقاذ كل من كان به. وأضاف “جميعهم تركوا المبنى في حالة صحية جيدة. وأنقذنا عددا من الحيوانات الأليفة. ومكافأتنا الكبرى هي عدم وجود خسائر في الأرواح. في هذا المبنى نظام للإنذار المبكر وأظهر الحادث أهمية هذا للجميع”. وكانت ألسنة اللهب تمتد فيما يبدو من قاعدة البرج وتستعر في أحد جانبي المبنى ما أدى إلى تفحمه. ونقلت قناة “تي.آي.تي هابر” عن رئيس بلدية إسطنبول حسين عوني قوله إن الحريق اشتعل أولا في وحدات تكييف الهواء في قاعدة البرج. وفي جمهورية الجبل الأسود تمكنت قوات مكافحة الحرائق من السيطرة على حرائق غابات على مشارف العاصمة بودجوريتشا.وقال رادومير بجيسيتش رئيس هيئة الحماية والإنقاذ لصحيفة “فيجيستي” إن الوضع أصبح مستقرا وأنه تم تطويق الحريق. وبدأت قوات الإطفاء أمس محاولات السيطرة على حرائق الغابات التي ساعدت درجات الحرارة المرتفعة التي وصلت إلى 40 درجة على انتشارها. وقال بجيسيتش إن الحريق نتج عن قطع في أحد خطوط كهرباء الجهد العالي في منطقة جوريتشا الجبلية القريبة من غابة صنوبر على مشارف العاصمة. وهددت النيران العديد من المباني في المنطقة ومن بينها مقار سفارات بريطانيا وفرنسا واليونان ورومانيا وسلوفينيا والعديد من مقار إقامة الدبلوماسيين. وذكرت تقارير محلية أن الحرائق هددت منتجعا يطل على البحر الأدرياتيكي واضطرت السلطات إلى إجلاء السياح ومعهم أمتعتهم إلى الشاطئ. وهدد الحريق الذي وقع في بلدة سوتومور المطلة على الجزء الجنوبي من ساحل الجبل الأسود عدداً من المنازل وفندق، قبل أن يتمكن رجال الإطفاء من وقف انتشاره. وذكرت وكالة الأنباء الصربية “بيتا” أن الحريق هو الأحدث، ولا تزال حرائق الغابات تتأجج في أماكن أخرى بينها وادي تارا، فيما تم إغلاق طريق رئيسي. وساعدت الرياح القوية وطقس شديد الحرارة والجاف في الأسابيع الأخيرة الحرائق على الانتشار من الرماد المشتعل من منطقة لأخرى في الغابات. كما تتعرض جزر البليار والكناري وفي إسبانيا لحرائق هائلة، وجرى إجلاء مئات الأشخاص من منازلهم الأسبوع الجاري. وأتى حريقان على نحو 60 هكتارا من الأراضي الزراعية في الجزء الغربي من مايوركا، إحدى جزر البليار، وترددت تقارير عن السيطرة على أحد الحريقين. وكانت حرائق جزر الكناري أكثر ضراوة، لكن رجال الإطفاء في “لا جوميرا” تمكنوا من احتواء أحد الحرائق، ما سمح لنحو 60 شخصا تم إجلاؤهم من العودة إلى منازلهم. وفي جزيرة لا بالما، أجبر حريق نحو 100 شخص على إخلاء منازلهم أمس الأول. ويكافح رجال الإطفاء لإخماد حريق في تينيريف أيضا حيث أجبر 100 شخص على مغادرة منازلهم. وبحسب تقارير إعلامية فقد احترق أكثر من 2000 هكتار في تينيريف ولا بالما. تعيق درجات الحرارة المرتفعة والرياح جهود إطفاء النيران. وفي البرتغال المجاورة، جرى الإبلاغ عن خمسة حرائق هائلة. لكن تم السيطرة بشكل كبير على أكبر ثلاثة فيها بشمال البلاد في بوفوا دي سانتا اريا قرب لشبونه، حسبما قالت سلطات الحماية المدنية. ولم ترد تقارير بوقوع ضحايا أو خسائر.