الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"بناء القدرات" مشروع عالمي في ثوب إماراتي

"بناء القدرات" مشروع عالمي في ثوب إماراتي
20 أغسطس 2006 01:33
خديجة الكثيري: يتجلى الدور الريادي لدولة الإمارات من خلال المبادرات الكبيرة التي تنطلق محليا وتحمل مفاهيم عالمية وتتجسد في مشاريع دولية، لذلك أصبحت المنظمات الدولية تنظر لدولة الإمارات نظرة واسعة وذات بعد حضاري فيما يتعلق بالإنسان، وخاصة في مشاريع المرأة وإدماج قضاياها في المجتمع، بهدف تفعيل دورها وتأهيلها وبناء قدراتها لتساهم بفعالية أكبر في خدمة المجتمع· ومن بين هذه المشروعات مشروع بناء القدرات وإدماج قضايا المرأة في العملية التنموية الذي أطلقه الاتحاد النسائي العام بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبدعم من الحكومة البريطانية، وهو المشروع الأول من نوعه في المنطقة، ومن أهم المشاريع التي تهدف إلى بناء قدرات المرأة وتعزيزها للمشاركة بفاعلية في شتى المجالات· حول هذا المشروع وأهدافه وبرامجه كان التحقيق التالي: تقول سعادة نورة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام: ''يقام هذا المشروع الضخم لأول مرة على مستوى المنطقة، كما أنه يطبق لأول مرة على هذا النحو، حيث سبق ونظمته بعض الدول المتقدمة إلا أنها لم تشمل جميع محاور التنمية المجتمعية، في حين توفرت في دولة الإمارات كافة المقومات والإمكانيات لإطلاق هذا المشروع الذي يعد إحدى الإضافات الكبيرة على مسيرة العملية التنموية الهادفة إلى إشراك المرأة وإدماجها في مشاريع العمل والبناء والمساهمة في التغيير التنموي''· دعم وتشجيع وتضيف: ''مما يمكن الدولة من إنجاز هذه المشاريع، تمتعها بالبيئة الخصبة لنشر مفاهيم النوع الاجتماعي وتعزيز دور المرأة في المجتمع، وذلك بفضل تشجيع أصحاب القرار بالدولة من جهة، واستعداد المرأة الإماراتية وتسلحها بالكفاءة والعزيمة من جهة ثانية''· ويوافقها الرأي الدكتور خالد علوش المنسق المقيم لنشاطات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حيث يقول: ''إن النضال من أجل تمكين المرأة ليس بالأمر السهل، فبالرغم من التقدم الذي أحرزته دولة الإمارات في هذا الصدد، وتمتع المرأة الإماراتية بحظ وافر من دعم وتشجيع القادة على المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية، إلا أن التجارب التي مرت بها بعض البلدان على مر التاريخ علمتنا بأن الحكومات لا يسعها إلا فتح الباب أمام هذه المشاركة وخلق الفرص، ويبقى على الشعوب مهمة انتهاز هذه الفرص المتاحة''· نتائج إيجابية يتضمن مشروع بناء القدرات عدة دورات تقام على مراحل ولمدة سنتين هي مدة المشروع· وفي محاولة لتقييم المرحلة الأولى تلمح ربى الحسن مسؤولة برامج المرأة في مكتب أبوظبي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن الدورات الأولية من البرامج حققت نتائج جيدة، حيث تناولت عدداً من القضايا المتعلقة بالمرأة، والتعريف بالأدوار المختلفة التي تقوم بها، واستعراض المفاهيم المتعلقة بالجندر· ولا تخفي ربى الحسن سرورها من المشاركة الإيجابية للمشاركات في الدورة والتي ظهرت من خلال طرحهن للكثير من الأسئلة والتوصيات· وترى أليسن منسقة العلاقات العامة في السفارة البريطانية لدى الدولة التي تثمن هذا المشروع ''أن التعاون الكبير بين دولة الإمارات والحكومة البريطانية من خلال دعم الأخيرة لبرامج وأنشطة الاتحاد النسائي في هذا المشروع هو إضافة جديدة لمساحة الشراكة والتعاون بين البلدين، لاسيما في مجال دعم المرأة وبناء قدراتها وتعزيز دورها في المجتمع، فهي نصف المجتمع وأهم أركانه''· تدريب القيادات برنامج بناء قدرات الاتحاد النسائي العام والجمعيات النسائية التابعة له، يقوم منذ انطلاقته في مارس الماضي بعمل تقييم شامل لاحتياجات الموظفين، بحيث يتوافق مع برنامج الدولة لتنمية المرأة، كما يتم إخضاعهم لتدريبات متخصصة في 8 قطاعات هي: التعليم، الاقتصاد، الشؤون الاجتماعية، البيئة، صنع السياسات والمشاركة السياسية، الصحة، الإعلام، والتشريعات والقانون· ويتم تدريب متدربات جرى اختيارهن من موظفات المؤسسات النسائية في دورات تراعي قضايا النوع الاجتماعي، بحيث يفتحن الحوار مع المؤسسات الرئيسية في الدولة حول أهمية النهوض بالمرأة لتحقيق التنمية المستدامة في الدولة، وبهدف تسهيل إدراج قضايا النوع الاجتماعي عند وضع استراتيجيات التغيير، وبهدف كسب المعرفة في كيفية إدماج المرأة في البرامج والقوانين والأنشطة على جميع مستويات المؤسسة، والتعاون مع الشركاء في البرامج التنموية والأنشطة الحكومية· ثمار مستقبلية ويحمل هذا المشروع فوائد عديدة، ويتوقع أن يحقق ثماراً إيجابية على أكثر من صعيد، ففي المجال الاقتصادي يمكن لاقتصاد الدولة أن يحقق نهوضاً سريعاً ومستوى عالٍ من الرخاء للرجل والمرأة والمجتمع· وعلى المستوى السياسي يقوم النوع الاجتماعي على فهم أفضل لصنع السياسات مما يؤدي إلى وجود حكم رشيد وشفافية وانفتاح في إجراءات السياسات· واجتماعيا يؤدي إلى رفع نسبة التمثيل النسائي، فالتفاوت يشكل عائقا نحو تطور أي مجتمع لأنه يحد من فرص مشاركة نصف عدد السكان، وفي هذه الحال لن تخسر المرأة وحدها هذه الفرص بل المجتمع كله، إلى جانب أن المشروع يقوم على توفير حقوق الإنسان للجميع، حيث يخلق مجتمعاً يتمتع فيه الرجل والمرأة بنفس الفرص والحقوق والواجبات في جميع نواحي الحياة· تثمين وتقدير وتلقى الجهود الحثيثة التي يقوم بها الاتحاد النسائي العام بتوجيهات القيادة الرشيدة لتطوير أداء المرأة بشكل عام وحرصه المتواصل على تنظيم الدورات التدريبية للارتقاء بمستواها بشكل خاص ترحيباً وارتياحاً من قبل المرأة الإماراتية باستمرار، وقد حظي الاتحاد النسائي بتقدير المشاركات اللواتي أشدن بالمشروع وأهدافه· تقول نادية مدي نائبة مدير منطقة أبوظبي التعليمية لشؤون التعليم الخاص والنوعي: ''إن مثل هذه المبادرات الهادفة والمشاريع التأهيلية طويلة المدى تسير بخطى متوازية مع الخطط الوطنية لرفع كفاءة المرأة ومهاراتها، وبالتالي مع تقدم وتطور الدولة في كافة المناحي التنموية''· وتطالب مدي بتنظيم دورات مماثلة للرجل بهدف رفع مستوى الوعي لديه، وترسيخ المفاهيم التي يتناولها المشروع والتي تتمحور حول أهمية تعزيز المساواة بين الرجل والمرأة دون تمييز، ومنحها الفرصة لإثبات قدرتها، لأن الرجل بحاجة ماسة لفهم حقيقة أدوار المرأة في المجتمع· وتتوقع منى السويدي (من الاتحاد النسائي العام) أن تحقق سلسلة الدورات التدريبية المتواصلة ضمن مشروع بناء القدرات نتائج ايجابية لاسيما وأنها تخلق آلية تطبيق لإدماج قضايا المرأة بشكل منهجي· من جانبها تشير لبنى عبيد (من مؤسسة الإمارات للإعلام) إلى أن دولة الإمارات كانت ولا تزال تساند المرأة وتعزز دورها، وتمنحها العديد من الفرص التي لا تتوفر للنساء في الكثير من الدول· أما المحاضرة عزة كامل فتنوه إلى أهمية هذه الدورات الأولية في توعية النساء حول مفاهيم المرأة والنوع الاجتماعي، كمدخل لتعريف المرأة بأهمية الدمج النظامي في كل الجهود الوطنية من أجل تنمية المجتمع· وترى أن مشروع بناء القدرات مشروع رائد ونحتاجه ليس للمرأة فحسب وإنما للرجل ولكافة المؤسسات الحكومية والقطاعات الخاصة، لما له من أبعاد مستقبلية في خلق بيئة عمل وتأسيس تنموي وحضاري· وتشير أحلام اللمكي نائبة مديرة الاتحاد النسائي لشؤون الأنشطة واللجان، إلى أن المشاركات في مشروع بناء القدرات زاد عن 40 مشاركة من موظفات الاتحاد النسائي والجمعيات النسائية من كافة إمارات الدولة، وقد تبناه الاتحاد النسائي لما له من أهداف ورؤى بإمكانها أن تدفع عجلة التنمية في المجتمع، وذلك بمشاركة المرأة كشريك أساسي لا يقوم الأساس إلا عليه·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©