الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البنوك الدولية ترفض الصفقات الإيرانية

20 أغسطس 2006 01:24
من بين كل المشكلات التي تواجه إيران، فإن المراقبين يؤكدون أن نقص التمويل هو المشكلة الأخطر على الإطلاق· فالبنوك الأجنبية وخاصة الأوروبية ترفض الآن القيام بأي أنشطة تقريباً مع طهران ناهيك عن مشاريع التمويل التي تقدر بمئات الملايين من الدولارات· ولا يبدو أن وزارة النفط وأنصارها السياسيين في الحكومة والبرلمان يدركون حجم هذه المشكلة· فكثير من مناقصات المشاريع الكبرى تطالب شركات الهندسة والمشتريات والتشييد المحتمل التعاقد معها بأن توفر التمويل اللازم للمضي قدماً· على الرغم من ارتفاع إيرادات إيران من النفط، فإن كثيراً من مسؤولي المشاريع يطالبون الشركات المتعاقدة معها بتوفير التمويل اللازم للتنفيذ· وتقول ميد ''وهذا طلب مستحيل تقريباً الآن، بل وتسبب في تأخيرات إلى أجل غير مسمى في تنفيذ سلسلة من المشايع الكبرى في الطاقة والصناعة· ومع اعتماد إيران هذه الأيام على النفط أكثر من أي وقت مضى فإن هذه التاجيلات قد تكلف الاقتصاد غالياً·'' ويمكن رصد الاثار المباشرة لهذه المطالب على تراجع وتيرة المشاريع في ايران· فمشروع الخرج للغاز الطبيعي المسال والذي تأجل تنفيذه عدة أعوام بالفعل لا يزال يواجه مشكلات كبيرة عليالرغم من اعادة طرحه للمناقصة في وقت سابق هذا العام· ويعترف مسؤولو وزارة النفط والشركة الايرانية للنفط البحري بأن مشكلة التمويل ستجعل من المستبعد الى حد كبير اجتذاب شركات دولية كبيرة· والتداعيات المباشرة لتأجيل مشاريع مثل الخرج، كبيرة جداً· فهناك مشاريع بتروكيماويات عديدة منها كسارة ايثان حكومية ومنشآت للميثانول، تتطلب كميات كبيرة من الغاز للعمل، وعدم توافر هذه الكميات يعني خسارة مئات الملايين من الدولارات في صورة وقت ضائع· وكان من المتوقع ان يدر مشروع الخرج عشرات الملايين من الدولارات شهريا من صادرات الغاز الطبيعي المسال، عندما يبدأ التشغيل -حسبما تظهر الخطة الاصلية- اوائل هذا العام· لكن المحللين يقولون الان إنهم لن يستطيعوا البدء قبل عام 2010 على أقرب تقدير· وتقول ميد ''ويبدو الآن أن هذه الموعد هو ايضا من باب التفاؤل· فهناك تقارير باحتمال التخلي عن المشروع تماما·'' والى الجنوب من الخرج هناك سلسلة من المشاريع الاخرى التي تواجه المصير نفسه· فجهود تطوير حقل فارس الجنوبي تواجه تأجيلات متكررة على الرغم من طرحها للمناقصة لاول مرة عام ·2003 وكثير من الصفقات مجمدة بسبب خوف الايرانيين من النفوذ الاجنبي الذي قد يجلبه أكثر من ملياري دولار من الاستثمار الاجنبي في كل مشروع· ويقول مسؤول تنفيذي أجنبي بقطاع النفط في طهران ''كل مشروع من مشروعات الغاز الطبيعي المسال سيتطلب تمركز فرق من عشرات المهندسين والاداريين الاجانب في ايران·· ولن ينظر الايرانيون بايجابية لهذا الوضع·'' ويزيد من أزمة التمويل، خوف الشركات الاجنبية من فرض عقوبات على ايران، ولذا تتردد الشركات العاملة في ايران وخاصة التي تتطلع لمشاريع ضخمة تتطلب مبالغ كبيرة وتكنولوجيا فائقة التقدم· كما ان رحيل بعض الشركات المتخصصة في التكنولوجيات خاصة مثل محركات الغاز تقلص المجال امام تقدم بعض المشاريع المهمة· وتقول ميد ''ونجاح الشركات الحكومية والعسكرية يثير هواجس امام الشركات الاجنبية التي تخشى من انها لن تستطيع المنافسة بحرية في المناقصات التي تطرحها الحكومة الايرانية لتطوير قطاع النفط والغاز·'' وتجسدت هذه المخاوف مع فوز مجموعة تقودها ''خاتم الانبياء'' التابعة لفيالق الحرس الثوري بعقد خليج فارس 15-،''16 فقد خلصت الشركات الاجنبية الى انها لن تستطيع مسايرة الاسعار التي تعرضها بعض الشركات الحكومية التي لم يسبق بعضها ان عمل في قطاع النفط والطاقة والتي تقدم على ما يبدو تقديرات غير واقعية· ومشروع الغاز الطبيعي المسال من حقل فارس والذي تطوره شركة توتال الفرنسية بالتعاون مع بتروناس الماليزية بالتعاون مع وزارة النفط الايرانية لم يحقق النجاح المستهدف· وتقول ميد ''اذا لم تبرم ايران اتفاقا ينهي توتراتها مع الغرب فإن الشركات الدولية ستظل مترددة ازاء الإقدام على مثل هذه المشاريع·'' ويتضمن مشروع فارس للغاز الطبيعي المسال الذي تقدر تكلفته بملياري دولار بناء وحدتين لإنتاج خمسة ملايين طن لكل منهما سنوياً من الغاز المسال· وهناك مشروعان اخران للغاز الطبيعي المسال احدهما بين رويال داتش شل وريبسول الاسبانية والاخر تطوره وزارة النفط، وهما ايضا متأخران عن الجدول الزمني المستهدف· كادر ''مشاريع الأنابيب'' ووصلت المصاعب إلى مشاريع أنابيب الغاز أيضاً، وكان أكثرها تضرراً مشروع خط الأنابيب بين إيران وباكستان والهند وذلك لأسباب في مقدمتها التوترات السياسية حيث تعرضت إسلام اباد ونيودلهي لضغوط أميركية حادة لإلغاء المشروع·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©