الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هدايا الإجازات

25 يوليو 2011 20:20
قال سيد الخلق، رسول الله صلى الله عليه وسلم “تهادوا تحابوا”، وهذا ما أوصانا به ديننا الحنيف، وحث عليه، لما له من رسائل عاطفية توثق العلاقات الأسرية والاجتماعية، والهدية يدخل في تعريفها أنها رسالة رقيقة تحمل بين طياتها كثيرا من معاني المودة والألفة، وتساعد على تعميق الروابط الاجتماعية بين الأهل والأصدقاء، وهذا ما ذهب إليه بعض مطوري العناصر البشرية، حيث يحثون على كل ما يرجع الروابط الاجتماعية، بعد أن باتت تذوب وتتلاشى شيئاً فشيئاً، وينصحون بانتهاز فرص أي مناسبات لتقديم هدايا للأحباب والأصدقاء والأعزاء، إذ يقال “إذا أردت أن تشعر المحيطين بك بمدى اهتمامك بهم فقدم لهم هدية”، كما يقولون “ليس المهم أن تكون الهدية غالية الثمن لكي تكون جذابة ومؤثرة، فمن الممكن أن تكون هدية بسيطة وتعطي صورة عن مدى تقديرنا لمن سنقدمها له”. على أرض الواقع، يكاد يكون الأمر مختلفاً، خاصة بالنسبة للمسافرين كل سنة لبلدانهم، بحثاً عن الدفء العائلي، فالبعاد يجعل الأفراد يتناسون تلقائياً ما يحبه الآخرون وما يرغبون فيه، بتفاصيله وليس بعمومياته، هكذا نرغب في ابتسامات، ونطوف حول الرضا، وهو غاية لا تدرك أبداً، فيفكر المسافر قبل أن يحزم حقائبه، وقبل أن يقرر ضبط مواعيد الرحلة، في الهدايا، يحاول كسب حب الجميع بإسعادهم، وتحقيق ما يرغبون فيه ولو على مستوى اللحظة. مساع توحد المسافرين، مع أن البعض بات يتغاضى عنها، نظراً لظروف المعيشة الغالية، وما يليها من التزامات مالية، لكن كل من يستقبل مسافراً قادماً من هذا البلد، يدقق في الهدية، ويتفحص نوع القماش وخامته، فالكل بات يعرف الماركات العالمية، فالإعلانات الترويجية قصّرت المسافات، وجعلت العالم قرية صغيرة. هكذا وقبل المغادرة يجب البحث عما يرضي الجميع، خاصة إذا كانت الأسرة ممتدة، فيها الإخوان والأخوات، وأبناؤهم، وأحيانا أبناء أبنائهم، حقاً عندما تسعدهم تحقق السعادة الذاتية، لكن هل الهدية يجب أن تكون رمزية تحمل دلالات الحب وتبعث نسائم الود؟ أم باتت ضرورة، قد تسقطك من عيون الآخرين في حال كانت لا توافق مبتغاهم؟ فالبعض أصبح يطلب الإلكترونيات، والحقائب اليدوية من الماركات، والعباءات الموقعة من مصممين معروفين، وبعضهم يتجاوز ذلك إلى طلب أكثر من هدية، ومنهم من يطلب ذهباً. كل ذلك يحقق السعادة والرضا، ويوثق العلاقات الأسرية، لكن ما لا يعرفه الأحباب أن هذه الأشياء قد لا تكون دائماً في متناول المسافر هو نفسه طوال السنة، ولا يستطيع تحقيقها لنفسه وأولاده، ما دامت هناك أولويات كبرى في حياته. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©