الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ثغرات خطيرة في الاقتصاد الإيراني

ثغرات خطيرة في الاقتصاد الإيراني
20 أغسطس 2006 01:18
إعداد ـ أيمن جمعة: تؤكد جميع المؤشرات أن الاقتصاد الإيراني يسير بمعدلات جيدة وآفاق رحبة، فالإيرادات النفطية الضخمة بفضل ارتفاع سعر الخام إلى مستويات قياسية، ساعد على رفع فائض الميزان التجاري إلى 19 مليار دولار وعلى رفع فائض الميزانية 14 مليار دولار خلال السنة الفارسية المنتهية في مارس الماضي· كما تظهر الاحصائيات الحكومية نجاح جهودها في خفض التضخم إلى 12,1 % ليقترب كثيراً من المستويات المستهدفة· ومع ذلك فإن الاقتصاديين يحذرون من خطورة الاعتماد المبالغ فيه على الايرادات النفطية، ومن تراجع وتيرة تنفيذ برنامج إعادة هيكلة الاقتصاد إضافة إلى تراجع الاستثمارات الاجنبية ومشاريع الخصخصة· ويقول محللون ''على الرغم من أن إيران تملك احتياطيات ضخمة من النفط والغاز، فإنها تواجه مشكلات كثيرة قد تكلف الوضع الاقتصادي فيها غالياً·'' وتتعلق هذه المخاوف بشكل رئيسي بضعف القطاع الخاص وتقلص الاستثمارات الأجنبية وهما عنصران رئيسيان لضمان استمرار وتيرة النمو الاقتصادي القوية· وحتى مشاريع الغاز الطبيعي المسال التي تستهدف أسواقاً أجنبية، فإنها تتقدم من الناحية النظرية لكنها تعاني من عدم القدرة على جذب الشركات الدولية القادرة على التنفيذ ودفع المشروع إلى حيز الإنتاج· والشركات التي تريد المشاركة في مثل هذه المشاريع تتردد بشدة خشية فرض عقوبات دولية على إيران، والمحصلة كما تقول مجلة ميد هو ''إصابة مشاريع بمليارات الدولارات بالشلل''· وبالنسبة لأسواق الأسهم فإن البورصة الإيرانية تسير في اتجاه نزولي منذ عام ·2005 ومخاطر هذا التراجع لا تتعلق فحسب بتبخر ثورات المستثمرين في البورصة بل وتوجيه ضربة عنيفة لتقدم مشاريع الخصخصة التي تم تنفيذها خلال الأعوام الأخيرة عبر سلسلة من الاكتتابات العامة· وتقول مجلة ميد في تقرير ''ضعف البورصة سيقلص على الأرجح الإرادة السياسية لتسريع الخصخصة وجهود إعادة هيكلة الاقتصاد·'' وتشير مجلة ''ميد'' في تقرير الى ان الحكومة الايرانية تنفق مبالغ كبيرة على المشاريع الاجتماعية مثل صندوق الامام رضا وعلى مؤسسات دينية ومشاريع بناء المساجد ومنظمات مثل ميليشيا الباسيج الاسلامية المتشددة· وتم تأسيس صندوق الامام رضا لتقديم قروض ميسرة الى المتزوجين حديثا الذين لا يتحملون نفقات الزواج وكان من أول المشاريع التي تبناها الرئيس الايراني احمدي نجاد· وتقول ''ميد'' ان معارضة نواب البرلمان لمشاريع الاستثمار الاجنبي والتي بدأت عام ،2004 لم تهدأ حتى الان· ورغم ان شركة ''ام تي ان'' الجنوب افريقية حصلت على ترخيص لشبكة تليفونات محمولة بنظام جي اس ام، فان المستثمرين يشعرون بالقلق من الطريقة التي تم بها استبعاد شركة ''توركسيل'' من المنافسة· كما تم اجبار القائمين على مشاريع مثل ''رينو لوجان'' على اعادة التفاوض بشان بنود الاتفاق· ويقول المحلل الاقتصادي سعيد لاليلاز ''يجب ان تواصل أسعار النفط ارتفاعها بشكل سنوي مستمر اذا ارادات الحكومة ان تستمر بالانفاق على المنوال الحالي· وهذا امر خطير على المدى الطويل لانك تحتاج للقطاع الخاص وللاستثمارات الاجنبية القوية لكي تحافظ على وتيرة النمو الاقتصادي·'' نقاط ضعف وهناك نقاط ضعف أخرى خطيرة في الاقتصاد الايراني· وتقول مصادر غير رسمية إن مرض ''انفلونزا الطيور'' يمثل خطرا حقيقيا لصناعة الطيور الداجنة، وهي ثاني أكبر قطاع بعد الطاقة ويعمل بها أكبر عدد من القوة العاملة وهو 300 الف شخص· وتقول الحكومة ان مرض انفلونزا الطيور غير موجود في ايران، لكنها أمرت في الوقت نفسه مسؤولي الصناعة بعدم الحديث بشكل مباشر الى وسائل الاعلام··! وتقول مصادر قريبة من الصناعة إنها تعتقد ان المرض موجود بالفعل في عدة مناطق بايران، خاصة شمال غربي وحول اصفهان· وتفشى هذا الوباء في ايران، وهو ما يخشاه بشدة العاملون في صناعة الدواجن قد يقوض بشدة النمو الاقتصادي· ويشير المراقبون الى ان النمو الاقتصادي عام 2003-2004 تباطأ بقوة بسبب ضعف الحصاد وهو ما يبرز اهمية قطاع الزراعة لاجمالي الناتج المحلي· وهناك جدل حاد في ايران حول البنزين ومشتقات الوقود والاعانات الحكومية في هذا المجال· وكان مسؤولون اعلنوا في يونيو انهم سيتوقفون عن استيراد كل منتجات الوقود بداية من سبتمبر· لكن مع تراجع الطاقة الانتاجية لمصافي التكرير، فان الواردات تمثل حاليا حوالي 40 % من البنزين المستهلك في ايران· وتقول ميد ''وهذا يمثل تحديا حساسا للحكومة والبرلمان·'' تداول المحروقات ويؤدي هذ الوضع لتعزيز مقترحات بفرض قيود على تداول المحروقات، وهو خيار غير محبب للايرانيين لكنه ربما يكون الملاذ الاخير· وتقول ميد ''هذا الامر قد يؤدي لظهور وانتعاش السوق السوداء· الحكومة الايرانية تنفق الان مليارات الدولارات سنويا على اعانات المحروقات، التي يقول صندوق النقد الدولي إنها تضر بشدة بمتانة الاوضاع المالية في ايران· وقد اقترح مسؤولون في منتصف الصيف استمرار الواردات حتى الخريف وان يتم تأجيل مشروع توزيع المحروقات بالحصص·'' ويناقش البرلمان أيضا شكاوى بوجود محاباة في توزيع المشاريع لصالح الهيئات الحكومية والجيش· وتشكو شركات القطاع الخاص الايرانية من انها لا تستطيع المنافسة بحرية خاصة بسبب الدعم الحكومي المتزايد للشركات القطاع العام وتلك التابعة للجيِش· وعلى صعيد أسواق الاوراق المالية، فقد تسبب الجدل المحتدم بشان البرنامج النووي الايراني في وضع البورصة في اتجاه نزولي منذ عام 2005 وهو اتجاه لم يتوقف حتى الان· ولان غالبية مشاريع الخصخصة في الاعوام الاخيرة تم تنفيذها من خلال طرح الاكتتابات العامة في البورصة فان ضعف السوق سيقلص على الارجح الارادة السياسية لتسريع الخصخصة· تصريحات دعائية وقال الزعيم الروحي الاعلى ايه الله احمد خامئني في يوليو الماضي إن الحكومة لا تزال ملتزمة ببرنامج اعادة الهيكلة الاقتصادي، لكن محللين رفضوا هذا التصريحات ووصفوها بانها تصريحات دعائية فقط، ويقولون إن برنامج اعادة الهيكلة يتراجع من الناحية الفعلية ''مع تراجع الخصخصة والاستثمارات الاجنبية وجهود القضاء على المركزية وذلك منذ انتخاب حكومة احمدي نجاد·'' كما ألقت الازمة النووية باثار خطيرة على التمويل حيث تتردد غالبية البنوك الاجنبية في تقديم القروض· ويقول مصرفي في طهران ''حتى لو تمت تسوية كل الامور غدا فان الامر سيستغرق 12 شهرا على الاقل قبل ان تثق البنوك الاوروبية في طهران مجددا·''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©