الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لوحات ومشاهد التراث المحلي محطات تذهل زوار مدينة «مدهش»

لوحات ومشاهد التراث المحلي محطات تذهل زوار مدينة «مدهش»
25 يوليو 2011 20:19
محطات ملتحفة بالماضي، تفوح منها رائحة العود والبخور العالق في حوائطها التي صنعت بدعامات من السعف المشبوك بالحبال، حيث افترشت النسوة أرضيتها ليعدن فتح طيات الماضي بمشغولاته الحرفية التراثية، التي برعن في تنفيذها وتشكيل نماذج منها، فقد كانت وسيلة مهمة لتلبية الاحتياجات اليومية. فكل سيدة تنطلق بفكرها وذكرياتها عبر ما تحيكه يداها وما تقوم به من عمل لترسم لنا وللأجيال صورة عن واقع حياة الأهالي قديماً وأعمالهم اليومية الشاقة، التي علمتهم الصبر و الجلد، والمثابرة على العمل. وقفنا على عتبة الماضي في الركن التراثي بمدينة مدهش لنطل على تفاصيله الغني بالتراث الإماراتي الأصيل. ونظراً لتوافر أشجار النخيل بغزارة حول الواحات تطورت صناعة متكاملة تعتمد على حياكة سعف النخيل لصناعة أدوات مثل، السلال، والمراوح الصغيرة والحصائر، وأغطية الأطعمة، وغيرها من الأدوات الضرورية آنذاك. فجلست الوالدة أم مريم وهي تحيك المكبة وهي عبارة عن غطاء هرمي الشكل يستخدم في تغطية الطعام، وهي ترى أن العمل الحرفي وسيلة مهمة لا يمكن أن نمضي أمامها دون أن تترك أثراً جلياً في نفس الحرفي، الأمر الذي يدفعنا إلى عرض هذه المشاهد الحرفية حتى يتعرف عليها أبناؤنا وأحفادنا الذين نجدهم يجهلون فنيات هذا التراث، وأهمية حفظه وصونه من الاندثار. وعلى مقربة منها جلست أم علي وهي تطحن بالرحى الذي بين يديها، ولم تكن تخلو المنازل قديماً من هذا القطعة، وهي عبارة عن حجرين مستديرين يركب أحدهما فوق الآخر ويكون السفلي منهما ثابتا ويتحرك الحجر العلوي حول محور خشبي أو معدني، وتكون قاعدته مثبتة في أسفل الحجر السفلي، وعندما يدور حجر الرحى فإنه يمر فوق حبات القمح أو الشعير التي توضع في فتحة دائرية صغيرة في وسط الحجر العلوي فتطحن تلك الحبات شيئا فشيئا، كلما دار عليها الحجر حتى تصبح دقيقا ناعما ولا يقتصر استعمالها على عمل الدقيق، بل يمكن أن نجرش عليها القمح وأنواع مختلفة من الحبوب. موضحة أن الرحى عنصر مهم ارتبط بعمل المرأة التي تجلس وقت فراغها لتطحن الحبوب بكمية كبيرة حتى تجهز به الطعام لعدة أيام. وبالرغم من دخول الآلات وأجهزة حديثة في وقتنا المعاصر ما زالت هناك لذة الطحن بالرحى فهي مختلفة تماماً وما زالت بعض النسوة متمسكات بهذه الوسيلة البدائية من الطحن بالرغم من المجهود والوقت الذي يستنزفه. وبدأت أم محمد تظهر براعتها في حياكة التلي وهو عبارة عن شريط مطرز منسوج من خيوط قطنية مع ذهبية أو فضية وأخرى لامعة وملونة، وتستخدم هذه الأشرطة في تزيين أكمام وياقات الأثواب والسراويل النسائية، وهذا العمل يتطلب قدرا من الدقة والتأني حتى يظهر بالنتيجة المطلوبة، موضحة: لقد برعن الأمهات قديما بالمشغولات الحرفية التي كانت وسيلة لسد عوزهن واحتياجاتهن في تلك المرحلة فكن حريصات على أن يمتهن حرفة ما يجدن فيها مردوداً لا بأس به. والوجود في المحافل والتظاهرات الاجتماعية كمحطة “مدهش”، أمر مهم ليطلع الزوار على ثقافتنا وتراثنا الغني بفنونه. كما أبدعت خديجة وهي تزين أكف الأطفال بالزخارف والنقوش الجميلة، وسط أجواء الحناء التي جذبت الأطفال. وهناك العديد من المشاهد والصور الحية التي تتجلى فيها الأعمال الحرفية التراثية بمختلف أشكالها واستخداماتها، حيث استمتع بها الزوار وهم يراقبون عن كثب هذه الملحمة التراثية، الغنية بنشاطاتها المختلفة كالأعمال الحرفية وتذوق الأطباق الشعبية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©