الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليابان والصين... صيف التوتر

22 يوليو 2013 22:07
جوستن ماك كاري طوكيو إذا كان خيار رئيس الوزراء الياباني المتعلق بزيارة الناخبين في جزيرة قليلة السكان تقع في بحر الصين الشرقي في إحدى محطات حملته الانتخابية هذا الأسبوع، يمثل مؤشراً ما، فإننا نستطيع القول: إن الصيف الحالي، يمكن أن يكون صيفاً طويلًا ومتوتراً، بالنسبة لعلاقة اليابان المضطربة بالفعل مع الصين. قال “آبي” لضباط حرس السواحل في جزيرة “إيشيجاكي” الواقعة على بعد 93 ميلاً فقط من جزر “سنكاكو” المتنازع عليها والتي تطالب بها الصين أيضا: “نحن نواجه اليوم استفزازات لأراضي بلدنا الإقليمية سواء في البر، أو البحر، أو الجو”. وعلى الرغم من أنه كان يتحدث للناخبين قبيل انتخابات الغرفة العليا للبرلمان التي تجرى نهاية الأسبوع الحالي، إلا أنه كان يوجه كلامه في الحقيقة للصين. يوضح هذه النقطة “كريستوفر هيوز” أستاذ السياسة الدولية والدراسات اليابانية في جامعة “وارويك” في المملكة المتحدة الذي يقول:”رسالة آبي للصين بالغة الوضوح فيما يتعلق بكشفها عن تصميم اليابان على عدم الاستسلام أمام الصين في أي نزاع إقليمي بين البلدين”. وكان “آبي” قد قال إن الغارات المتكررة التي تقوم بها سفن المراقبة والرصد الصينية في المياه الواقعة بالقرب من الجزر المعروفة في الصين باسم “دياويو” تمثل تحدياً خطيراً لأمن اليابان الإقليمي. وفيما بعد قال “آبي” للناخبين في جزيرة “إيشيجاكي” إنه لن يقدم أي تنازلات، ولن يتراجع ولو خطوة واحدة بشأن الموضوع الإقليمي. وكانت تصريحاته تذكيراً بأن التهديد البحري الذي تشكله الصين، سيظل له أولوية قصوى في سياسته الخارجية. ومن المعروف أن الصين سعت لأن يكون لها اليد العليا في النزاع بينها وبين اليابان حول الجزر من خلال إرسال سفن المراقبة التابعة لها للمياه المتنازع عليها ما لا يقل عن 52 مرة خلال العشرة شهور الأخيرة. وكان النزاع بين الدولتين الآسيويتين المتنافستين، قد وصل إلى أخطر مراحله في شهر سبتمبر الماضي، عندما قام رئيس الوزراء الياباني آنذاك”يوشيهيكو نودا” بتأميم ثلاثة من الجزر التي تضم سلسلة”سنكاكو” ما أدى إلى إثارة احتجاجات عنيفة في المدن الصينية. والشهور القادمة قد تكون بالغة الأهمية في تحديد المستقبل القريب للعلاقة بين الصين واليابان- ثاني وثالث اقتصاد في العالم على التوالي- التي تربط بينها اتفاقات تجارية مهمة للغاية. وعلى الرغم من الخلفية الدبلوماسية المتوترة للعلاقات بين البلدين، فإن هناك أسباباً تدعو للتفاؤل الحذر كما يقول “تيتسيو كوتاني” الزميل بالمعهد الياباني للعلاقات الدولية. يقول “كوتاني” اليابان والصين تدركان جيداً أنهما يجب أن يجدا أرضية مشتركة بعد سبتمبر المقبل، ويوضح “كوتاني” ما يقصده بذلك بقوله” يرجع ذلك لأن مطالباتهما بشأن جزر سنكاكو متناقضة تمام التناقض، وبالتالي سيكون من الصعب علي أي منهما تغيير موقفه الأساسي”. وتشير تقارير إلى أن مساعدي”آبي” ونظيره الصيني” شي جينبنج” يبذلون جهداً خارقاً للانتهاء من الترتيب للقاء غير رسمي بين الزعيمين على هامش قمة الدول العشرين الكبرى المزمع عقدها في روسيا في سبتمبر المقبل على أمل أن يتمكنا من البدء في عملية تأخرت كثيراً عن موعدها لتذويب جليد العلاقات بينهما- كما يقول “كوتاني”. يقول أيضاً: “ولكن اليابان تدرك أن الوقت الراهن ليس هو الوقت المناسب لإحداث تغيير جوهري في العلاقات مع الصين وكوريا الجنوبية”. ويستطرد: “إن زعيمي الدولتين يواجهان تحديات داخلية بشكل خاص فيما يتعلق بتعزيز سلطاتهما ليس لليابان سوى تأثير ضئيل عليها، ولذلك سيكون من الأفضل بالنسبة لها تطبيق نهج يقوم على الانتظار ورؤية ما يمكن أن يحدث”. يوافق البروفيسور “هيوز” على أن الانتقال السياسي في بكين قد شجع النظام على التركيز على القضايا الإقليمية والقومية، ولكنه يضيف أيضاً أن اليابان من جانبها قد فاقمت التوتر تحت حكم “آبي” من خلال التركيز على “المراجعة التاريخية”، والتغييرات الدستورية وغيرها من المواد الموجودة على قائمة الرغبات القومية لليابان، وهو ما أدى ببساطة إلى تدهور العلاقات مع الصين وكوريا الجنوبية، وأساء إلى جهود اليابان لإظهار موقفها على أنه موقف دولة تقود القوى الدولية والليبرالية في شرق آسيا. مع ذلك يؤمن “هيوز” أن”آبي” الذي لن يكون أمامه استحقاقات انتخابية بعد يوم الأحد المقبل لمدة ثلاث سنوات على الأقل قد يبني على المحاولات الرامية لرأب الصدع مع الصين بشأن كوريا الجنوبية، خصوصا بعد أن قام خلال الآونة الأخيرة بإرسال مبعوثين لبكين وسيؤول. “من ضمن الآمال أن يفوز آبي بانتخابات الغرفة العليا للبرلمان، وهو ما سيعطيه تفويضا كافيا ومتنفسا محليا يمكنه من أن يبدأ الحديث مع الصين دون خشية من معارضة داخلية أو فقدان لدعم ناخبيه” يقول هيوز. ويضيف: “هناك افتراض آخر وهو أن آبي سيصبح أكثر جسارة وقدرة على التركيز على أجندته السياسية الحقيقية والتي لن تتمثل كما يعتقد البعض في سياسته الاقتصادية التي تركز على التقليل من الإنفاق الحكومي الهائل والمراجعة التاريخية وتعزيز القوة العسكرية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة “كريستيان ساينس مونيتور”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©