الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«يا مال الشام» دراما سورية تجذب المشاهدين بأداء متميز

«يا مال الشام» دراما سورية تجذب المشاهدين بأداء متميز
22 يوليو 2013 22:03
أبوظبي (الاتحاد) - لطالما أبهرت الدراما السورية متابعيها بقدرتها الكبيرة على إنتاج أعمال تكون البطولة فيها لمجموعة من الممثلين، وفرضت نفسها بديلاً عن الأسلوب التقليدي الذي يعتمد بطولة أحد كبار النجوم لمسلسل ما، وإمساكه بالخيوط الدرامية كافة، وارتباط القصص والتطورات كافة بشخصية هذا البطل. محاكاة البيئة السورية وقد استمر هذا النجاح في الموسم الدرامي الرمضاني، وتجلى ذلك في العديد من الأعمال الدرامية السورية، ولكن لعل أحد أبرز هذه الأعمال مسلسل «يا مال الشام» للمخرج باسل الخطيب والكاتب عدنان العودة الذي بدأت قناة أبوظبي الإمارات بث حلقاته مطلع شهر رمضان يومياً في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ويعاد الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً، حيث استطاع العمل استقطاب اهتمام جماهيري كبير بفضل تميز أبطاله الذين يؤدون أدواراً تعكس طبقات وبيئات مختلفة، وحنكة المخرج باسل الخطيب الذي حرص، رغم صعوبة ظروف التصوير، على الخروج بعمل متقن يحاكي البيئة السورية بتنوعها وتناقضاتها أواخر عقد الأربعينيات من القرن الماضي. وقد شكلت الحلقات الأولى من العمل مقدمة واضحة لشخصيات العمل وخلفياتهم وصفاتهم، إضافة إلى تدرج مدروس في شرح الظروف المحيطة بهم، وهي بداية أحداث نكبة فلسطين عام 1948، والتغيرات الكبيرة التي طرأت على المجتمع السوري والتعايش مع الجالية اليهودية المقيمة هناك منذ قرون. واقع المجتمع واستطاعت سلاف فواخرجي التي تلعب دور «وداد» الفتاة اليهودية السورية، خلال الحلقات الأولى تعزيز مكانتها كنجمة درامية سورية متميزة، حيث أتقنت أداء شخصية وداد المحبوبة والعصرية والحيوية في الحي، والتي استطاعت بناء علاقات مع شخصيات عديدة في الحي، بما في ذلك جارتها القادمة من مدينة حلب، وهي النجمة ديمة قندلفت التي تؤدي دور ربيعة، حيث تستمر العلاقة حتى الآن بالتوطد على الرغم من اختلاف البيئات وشخصية وداد المثيرة للتساؤلات، وكذلك الاهتمام المتفاوت بشخصية رأفت «النجم وائل رمضان». بدأ المسلسل أيضاً في حلقاته الأولى برصد حال المجتمع اليهودي السوري، وحالة عدم الاستقرار التي عاشها خلال أزمة فلسطين، بين ما هو مؤيد للبقاء في الوطن الأم سوريا وهم الأغلبية ومتردد أو مقتنع بالهروب والإقامة في فلسطين المحتلة. وقد استطاع المخرج عكس واقع هذا المجتمع بدقة من خلال التصوير في الأماكن الأثرية الملائمة وبعض المتاجر والمهن التي اشتهر بها يهود سوريا في تلك الفترة. التصالح والتضحية وتستمر حلقات المسلسل في طرح زمنين مختلفين، وقصتين متوازيتين، فيرصد الشخصيات في أواخر الأربعينيات، ومن ثم بداية القرن الحالي، عام 2001، ويستطيع المشاهد الآن إدراك الفارق الشاسع بين هاتين الفترتين الزمنيتين، سواء من ناحية فكرة التعايش مع الآخر أو فكرة التصالح والتضحية لإيجاد حل طويل الأمد، حيث اعتمد العمل على مركزية القضية الفلسطينية في المجتمع السوري، ولعل أبرز فارق يمكن للمشاهد إدراكه هو الاختلاف الجذري بشخصية وداد وتقاسيم وجهها، حيث تتحول بين الفترتين من امرأة بشوشة ومرحة إلى امرأة تحمل هموماً كبيرة وذكريات أليمة. وتعد الحلقات القادمة بمزيد من التشويق وخصوصاً مع تسارع الأحداث في فلسطين، وتأثيراتها على المجتمع اليهودي الدمشقي، وظهور شخصيات جديدة يكون لها دور محوري في أحداث المسلسل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©