الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الإسلام» نعمة يظهر أثرها في الدنيا وعند الموت وفي الآخرة

«الإسلام» نعمة يظهر أثرها في الدنيا وعند الموت وفي الآخرة
22 يوليو 2013 21:59
أنعم الله تعالى علينا بنعم كثيرة مثل نعمة السمع والبصر والعقل والصحة والمال والأولاد والزوجة والأهل وتسخير الكون كله للإنسان، وغيرها من النعم الكثيرة، ولكن كل هذه النعم تنتهي بانتهاء الحياة، أما النعمة الوحيدة التي يمتد أثرها إلى الآخرة فهي أكبر نعمة أنعم الله بها علينا، وهي نعمة الإسلام التي تفرق بين المسلم والكافر، وبين المؤمن والغافل، وبين الطائع والعاصي، فيظهر أثرها في الدنيا وعند الموت وفي الآخرة. فالإسلام، أفضل نعمة على الإنسان منبع كل خير، وأصل كل سعادة، هو النعمة العظمى، والرحمة الكبرى، منّ الله بها على عباده، من أجلّ النعم وأوفاها وأعلاها، دين التوازن جاء لينظم الحياة ليرقى بها في جميع الجوانب. خاتم الأنبياء وقال تعالى: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا..»، «المائدة: الآية 3»، وروى الطبراني في معجمه الكبير عن عمار بن أبي عمار، أن ابن عباس قرأ هذه الآية وعنده يهودي فقال لو أنزلت علينا هذه الآية لاتخذنا يومها عيداً، فقال ابن عباس فإنها نزلت في يوم عيدين اثنين يوم جمعة ويوم عرفة، وروي أيضاً أن هذا حدث مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقال ابن كثير في تفسيره، هذه أكبر نعم الله عز وجل على هذه الأمة، حيث أكمل تعالى لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم، ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء، وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه، كما قال تعالى: «وتمت كلمت ربك صدقاً وعدلاً»، «الأنعام: الآية 115»، أي صدقاً في الأخبار، وعدلاً في الأوامر والنواهي، فلما أكمل الدين لهم، تمت النعمة عليهم، ورضيت لكم الإسلام ديناً، فارضوه أنتم لأنفسكم. دين القيم قال تعالى: «واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم»، «البقرة: الآية 231»، وقال: «لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين»، «آل عمران: الآية 164». ويؤكد العلماء أن الإسلام هو الدين القيم الذي فيه صلاح البلاد والعباد، وهو أعظم المنن التي مّن بها الكريم الوهاب، فيه المبادئ السامية، والأخلاق العالية، والنظم العادلة. نعمة انتشلت البشرية من وادي الحزن ورفعتها إلى قمة الفرح، ومن الغي والضلال والظلمات إلى عالم النور الذي لا ينطفئ، ففي الإسلام العزة والقوة والسعادة والغنى والأمن والأمان، دين يحفظ الروح والعقل، والمال والعرض والنسل. دين القيم والخلق الحسن، دين الرحمة والسماحة والوسطية واليسر والحرية والفطرة والعدل والخير والعطاء، قال تعالى: «قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين»، «الأنعام: الآية 161». الدين الوحيد في العالم الذي لا ينتمي إليه أحد إلا رغبة فيه وحباً له، فهو ليس دين مال ولا جاه ولا سلطان، متميز بالعفاف والطهر والنظافة والحياء. مفهوم شامل وهذه النعمة منة من الله على من شاء من عباده، يقول سبحانه: «يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين»، الحجرات: 17، فنعمة الإسلام أجلّ النعم عظم شأنها، وكبر قدرها، لأن الإسلام هو دين الله الذي رضيه لعباده دينا، ولا يقبل منهم ديناً سواه، يقول جل وعلا: «إن الدين عند الله الإسلام»، آل عمران: الآية 19. والإسلام بمفهومه العام الشامل يشمل العقائد التي تعمر بها القلوب من الإيمان بالله، والإيمان بملائكته وكتبه، ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، يقوم على طاعات زاكية، وعبادات عظيمة، صلاح في الظاهر والباطن، وباطن الإنسان، وهو قلبه يستسلم لله ويذل وينكسر بين يديه. الإسلام نهوض بالهمم وارتفاع بالعزائم، وانشغال بمعالي الأمور، وبعد عن كل ما لا يعني الإنسان في دينه ودنياه، يهذب العقائد، وينقي الأعمال، ويزكي السلوك، ويرتفع بالعبد إلى معالي الأمور، من أعظم نعم الله على البشرية عموماً وعلى المسلمين خصوصاً، قال الله سبحانه وتعالى في وصف نبيه: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). والإسلام هو دين الفطرة كما قال تعالى: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين)، «الأعراف: الآية 172»، قال ابن كثير إن الله تعالى يخبر أنه استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم، وأنه لا إله إلا هو، كما أنه تعالى فطرهم على ذلك وجبلهم عليه. إضاءة حرم كثير من الناس هذه النعمة أما بسبب جهلهم أو ضلالهم أو عنادهم، وسلكوا طرقاً أخرى غير طريق الله وصراطه المستقيم، فضلّوا وحبطت أعمالهم، وخسروا الدنيا والآخرة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©