المتتبع للتكنولوجيا الذكية الحديثة خلال هذه المرحلة الزمنية يلاحظ غياب أسماء الكثير من كبريات الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال، والتي طالما أثرت فيه من خلال منتجاتها التكنولوجية والتقنيات التي تطرحها، ولعلَّ من أهم هذه الشركات التي أثرت في الماضي بشكل واضح في عالم التكنولوجيا وتأثرت به بشكل كبير اليوم، هي الشركة الفنلندية العريقة «نوكيا» التي بدأت ومنذ سنتين بمحاولة استعادة مجدها التكنولوجي الضائع ومحاولة العودة للتربع على سوق الأجهزة التكنولوجية الذكية.
تحاول الشركة الفنلندية ومنذ أكثر من سنة المنافسة في سوق الهواتف الذكية، وذلك من خلال طرحها هواتف ذكية جديدة في محاولة منها للفت أنظار المستخدمين لها ولمنتجاتها الجديدة، ولعلَّ آخرها نسخة الهاتف لوميا 1020، الذي سيأتي بكاميرا خلفية ذات وضوح بحجم هائل يصل إلى 41 ميجابكسل، لم يسبقه إليه أي من الهواتف الذكية المنافسة.
الأجهزة اللوحية
واليوم وبعد النجاح والسمعة الطيبة التي تمكنت بعض هواتف نوكيا الذكية من تحقيقها، يبدو أن الشركة الفنلندية ترغب في العودة والدخول في سوق أجهزة الكمبيوتر اللوحي، وذلك بعد انقطاع استمر لأكثر من ثماني سنوات، بعد آخر كمبيوتر لوحي أنتجته الشركة في عام 2005، والذي سمي في ذلك الوقت «نوكيا 770» والمخصص للإنترنت، وحتى إذا كان الوقت قد تأخر بحسب الانتقادات الكثيرة التي تواجهها الشركة اليوم.
حيث كشف تقرير إخباري نية شركة نوكيا طرح كمبيوترين لوحيين قريباً تدخل بهما الشركة الفنلندية رسمياً إلى سوق الأجهزة اللوحية، حيث أوضح التقرير لموقع «My Nokia blog» المتخصص في متابعة أخبار «نوكيا»، أن الشركة الفنلندية قررت دخول سوق الأجهزة اللوحية بكمبيوترين لوحيين، الأول سيأتي بشاشة قياس 10,5 إنش، وذلك لمنافسة الأجهزة اللوحية الأخرى كبيرة الحجم، والثاني لمنافسة الأجهزة اللوحية الأخرى ذات الأحجام الأصغر والذي سيأتي بشاشة قياس 8,0 إنشات.
ميزات ومواصفات
حتى هذه اللحظة لم يتم الكشف عن ميزات ومواصفات جهازي الكمبيوتر اللوحيين الجديدين من نوكيا، واللذين يتوقع أن يتم الكشف عنهما قبل نهاية العام الحالي، إلا أن ذات التقرير الذكي كشف عن حجم شاشات هذه الأجهزة الجديدة، وأشار أيضاً إلى أن كلا الكمبيوترين سيأتي بسماكة لا تتجاوز 8,5 ملم، أي أنه سيأتي بحجم أسمك بقليل من أجهزة كمبيوتر آبل وسامسونج اللوحية.
أما عن هيكل الشكل الخارجي، فقد أكد التقرير أن الكمبيوترين سيصنعان بهيكل خارجي كامل من الألمونيوم، كما أشار إلى أن الشركة الفنلندية ستعمد إلى طرحهما في الأسواق بألوان متعددة ومختلفة مثل اللون الأبيض، والأصفر، والأزرق، والأسود، والأخضر، والوردي والأحمر. وذلك على غرار هواتفها الذكية من فئة لوميا التي تأتي بذات الألوان تقريباً.
كما أشارت بعض التقارير والمواقع الإلكترونية المتخصصة، إلى أن شركة نوكيا ستستخدم المعالجات المركزية عالية القوة والأداء من شركة إنفيديا الأميركية، خصوصاً المعالج المركزي رباعي الأنوية «تيجرا 3»، والذي سيأتي بسرعة تصل إلى 1,3 جيجاهيرتز فقط، وهذا بالنسبة للنسخة الكبيرة، أما في النسخة صغيرة الحجم فلم يتم تحديد ما إذا كانت الشركة الفنلندية ستستخدم نفس المعالج المركزي ونفس السرعة أم لا.
وبخصوص الذاكرة العشوائية، فقد تأتي بحسب الكثير من الشائعات بحجم 2 جيجابايت في كلا الكمبيوترين، اللذين سيتم تزويدهما إلى جانب ذاكرة التخزين التي لم يتم تحديد حجمها بذاكرة تخزين خارجية من نوع «مايكرو إس دي»، لزيادة حجم الذاكرة حسب حاجة المستخدم.
إلى ذلك، أكدت بعض المصادر أن شركة نوكيا ستضيف تقنية الكاميرا الجديدة، الخاصة والحصرية بها «زووم» إلى كمبيوتراتها اللوحية الجديدة، وهي التقنية التي خصت بها الشركة الفنلندية هاتفها الذكي الجديد لوميا 1020، والقادرة على تمكين المستخدم لها من التقاط صور لا يمكن اكتشاف تفاصيلها والنتائج التي تأتي بها بالعين المجردة فقط، حيث تأتي هذه التقنية ببعد ووضوح وتفاصيل جديدة تماماً للصورة لم يعتد مستخدمو الهواتف والأجهزة اللوحية الذكية الحصول عليها.
إلى ذلك، أكد الكثير من الشائعات والمصادر المطلعة أن شركة نوكيا ستجهز جهازها اللوحي الجديد بالكثير من التقنيات والتكنولوجيا الحديثة، التي نراها في أجهزة الكمبيوتر اللوحية الأخرى المنافسة.
كما ذكرت بعض المصادر أن الشركة الفنلندية ستزود أحد كمبيوتراتها بنظام التشغيل ويندوز 8، وقد يكون الكمبيوتر اللوحي الكبير، أما النسخة الصغيرة فسيتم تزويدها بنظام التشغيل ويندوز آر تي، والتي ستأتي في الغالب بمواصفات وميزات تقنية أقل، كما ستأتي كلتا النسختين بتقنيات NFC التي ستمكن الأجهزة من إعادة شحنها عن بعد وبشكل لاسلكي، كما ستزود أجهزة الكمبيوتر بمخرج إتش دي إم أي لتمكينها من الاتصال بالشاشات الكبيرة.
العودة من جديد
رغم محاولات الشركة الفنلندية العريقة المتواصلة والمستمرة العودة والمنافسة في أسواق الهواتف العالمية الذكية، من خلال ما طرحته في الماضي من هواتف ذكية، ورغم ارتفاع نسبة مبيعاتها من هذه الهواتف خلال هذه الأوقات بشكل مطرد، إلا أن هواتف شركة نوكيا ما زالت غير قادرة على جذب الكثير من المستخدمين إليها، وما زالت غير قادرة حتى هذه اللحظة على سحب بساط النجاح الذي حققته كل من هواتف الكورية سامسونج والأميركية آبل.
وتأمل الشركة وبعد طرحها لكمبيوتريها اللوحيين الجديدين أن لا يتكرر هذا السيناريو معها، حيث تعقد الشركة الكثير من الآمال على هذه الأجهزة الجديدة والتي يتوقع لها أن تلفت أنظار الكثير من عشاق هذه الأجهزة إليها، خصوصاً عشاق نظام التشغيل ويندوز، وبشكل أخص إذا ما زودت الشركة هذه الأجهزة الجديدة بكاميرات خلفية تنافس بقوتها ووضوحها والتقنيات المستخدمة بها، هاتفها الذكية القادم قريباً والذي أعلنت عنه الشركة الفنلندية مؤخراً نوكيا لوميا 1020.
عدد اليوم
