الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انتشار موضة الشركات العائلية

19 أغسطس 2006 01:41
إعداد - أيمن جمعة: ساد العالم لفترة طويلة مفهوم ان الشركات العائلية أقل نجاحاً من نظيراتها العادية، وذلك بسبب ما يعصف بها من خلافات أسرية ومنافسات لا يمكن حسمها بسبب مراعاة أواصر الدم· لكن التقارير والدراسات الحديثة تؤكد أن هذه الشركات ربما تكون أفضل مجالاً لمن يتطلع للاستثمار الجيد على المدى الطويل· ويضرب راندل كارلوك الاستاذ في مركز ويندل للمشاريع العائلية بفرنسا مثالاً بارزاً للفارق بين هذين النوعين من الشركات قائلاً: ''قررت بروكتل اند جامبل في وقت سابق هذا العام زيادة استخدام الزيوت النباتية المستخلصة من أشجار شرق آسيا بدلاً من المنتجات البترولية في خطوط انتاج مستحضرات التجميل والتنظيف· وفي المقابل فإن شركة كارجيل وهي من كبرى المؤسسات العائلية في العالم رصدت مزايا هذه الزيوت النباتية قبل أكثر من 20 عاماً·'' ويضيف ''الاختلاف في تعامل الشركتين يظهر الميزة التنافسية للمؤسسات العائلية· الشركات التي تدار بشكل محترف تركز أساساً على البيانات المالية وجودتها· أما الشركات العائلية فتهتم أكثر بما ستفعله من أجل تعزيز وضع الشركة لصالح الأجيال القادمة من العائلة· المؤسسات العائلية تهتم بما هو أهم من المال وهو السمعة والقيم العاطفية والخبرة الجيدة·· وهذه عناصر تؤتي ثماراً جيدة على المدى الطويل·'' ولا تطرح غالبية الشركات العائلية أسهمها في البورصات· وحاول الخبراء إلقاء الضوء على أدائها من خلال تقييم تلك الشركات التي تسيطر عليها العائلات أو تمتلك حصصاً كبيرة منها والمدرجة على مؤشر ''ستاندرد اند بورز'' الذي يضم 500 شركة· وأظهرت النتائج أن أداء هذه الشركات يفوق بكثير الشركات العادية· أداء قوي وتظهر نتائج بحث أجرته مؤسسة ''مورجان ستانلي'' الصيف الماضي أن الشركات العائلية المدرجة على مؤشر ''ستاندرد اند بورز'' سجلت أداءً في عام 2004 يفوق الشركات العادية بنسبة 4,4 % خلال عام واحد وبنسبة 19,6 % خلال ثلاثة أعوام، وبنسبة 109,7 % خلال خمسة أعوام· كما خلصت الدراسة الى أن متوسط عائد السهم للشركات العائلية أفضل من منافستها، حيث من المتوقع أن يسجل 20,7 % في عام 2006 مقارنة مع 15,2 % للشركات العادية· وتعزز هذه الإحصائيات دراسة أخرى لرون اندرسون استاذ الاقتصاد في الجامعة الاميركية بواشنطن والتي أظهرت أن عائد الأصول في الشركات التي لاتزال تسيطر عليها العائلات المؤسسة كان أعلى بنسبة 6,65 % على الشركات غير العائلية· ولا يوجد توصيف دقيق لمفهوم ''الشركات العائلية'' لكن إذا قلنا إنها هي الشركات التي تسيطر عليها عائلات او التي يشغل مؤسسوها مناصب إدارية او يشغلون غالبية مقاعد مجالس الإدارة، فإن هذه الشركات تمثل أكثر من 30 % من تلك المدرجة على مؤشر ستاندرد اند بورز، وتضم طائفة من الكيانات العملاقة مثل ''وول مارت'' و''ماريوت'' و''نوردستورم'' وكثيراً من شركات الإعلام بما في ذلك ''ذا نيويورك تايمز''· نفوذ المؤسسين وترتفع نسبة هذه ''الشركات العائلية'' في المؤشرات الاوروبية أكثر وأكثر، وسط تقديرات بأنها تمثل 57 % من أكبر 250 شركة في بورصة باريس، وحوالي 51 % من أكبر 250 شركة مدرجة في بورصة فرانكفورت· ومن أبرز الشركات الاوروبية العائلية ''بي ام دبليو'' و''بورشه'' و''كارفور'' و''ميشيلان''· وفي اليابان، ورغم تغير هياكل الملكية بشكل مستمر فإن العائلات المؤسسة للشركات لا تزال تحتفظ بتأثير يفوق بكثير حصصها الحالية الصغيرة مثل عائلة ''تويوداس'' التي أسست شركة ''تويوتا موتور''· وتظهر هذه الشركات بقوة في دول جنوب شرق آسيا مثل ماليزيا واندونيسيا حيث يتحالف أفراد الأسرة الواحدة أو مع عائلات صديقة لتأسيس مشاريع· ويقول كينن ميلز الاستاذ في كلية هارفارد للاقتصاد: إن أكثر من 70 % من الشركات المدرجة في هونج كونج هي مؤسسات تهيمن عليها عائلات· نصيحة مهمة ولكن قبل أن تقرر استثمار أموالك في شركات عائلية، لابد أن تضع في ذهنك المخاطر المحتملة وفي مقدمتها، الصراعات العائلية وتوارث المناصب بشكل لا يضمن إسنادها للخبرات المناسبة· ويقول رفائيل اميت أستاذ المشاريع في كلية ''وارتون للادارة'' ''التوارث من الجيل الأول الى الثاني يمثل مشكلة كبيرة· قد لا تتوفر لدى الابن او البنت الخبرة الكافية او الشخصية الكاريزمية· وتتلاشى هذه المشكلة في الجيل الثالث أو الرابع حيث تظهر أعداد كثيرة من الابناء والأحفاد الذين يمكن اختيار الأفضل من بينهم· لكن هنا قد تظهر مشكلة أخرى وهي المنافسة على المناصب·'' ولتفادي هذه السلبيات، ينصح الخبراء بالإقبال على أسهم الشركات العائلية التي تحدد جيداً قيمها وأهدافها والتي لها سجل قوي من التقاليد وحسن الإدارة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©