يتميز الفنان الإماراتي حمد الكبيسي بتلقائيته أمام الكاميرا، وهو ما يجعل المشاهد على يقين بأنه يعيش أدواره وينسجم معها، فتخرج هذه الأدوار من إطارها التمثيلي، لتلتحم بالواقع وتتعايش معه، وعلى الرغم من أنه سجل حضوراً لافتاً في الدراما الخليجية عبر السنوات الماضية القليلة إلا أن بداياته المسرحية صقلت قدراته التمثيلية، ومنحته قدراً كبيراً من الثقة، نظراً لأنه كان يتعامل مع الجمهور بشكل مباشر، ولم يزل الكبيسي يدين بفضل المسرح عليه في تعميق تجاربه الفنية، واتساع نظرته للفن، وهو ما ساعده في النهاية على استثمار شكله البدوي في أداء أدوار درامية تغوص في حياة الصحراء، وتظهر شخصية الإنسان العربي في نخوته وكرمه، ومن ثم مد يد العون لأهله ومحيطه الخارجي.
أشرف جمعة (أبوظبي)- على الرغم من أن البداية الحقيقية للفنان حمد الكبيسي في الدراما الخليجية كانت في مسلسل «صعب المنال»، ومن ثم تجسيده دوراً مركباً بناء على إيمان المخرج الكويتي محمد الطواله الشمري بموهبته، إلا أنه يعتز بالأعمال الدرامية الخمسة التي قربته من المشاهد الإماراتي والخليجي على حد سواء، ويطمح حمد الذي يشارك نخبة من الفنانين في الظهور بشكل يومي على قناة أبوظبي الأولى في مسلسل «واتس أب أكاديمي» إلى التمثيل في السينما المصرية على اعتبار أنه يمتلك كاريزما خاصة تؤهله إلى لعب أدوار كوميدية متميزة.
نقطة تحول
حول بداية ارتباط الفنان حمد الكبيسي، الذي سطع نجمه في الدراما الخليجية في الآونة الأخيرة، بالتمثيل في مرحلة مبكرة من العمر، يقول: منذ سنوات طفولتي وأنا أتابع بشكل مكثف السينما المصرية وبخاصة عادل إمام الذي لم يزل يتمتع بحضوره الخاص وكثيراً ما كنت أميل إلى تقليده بين أصحابي في جلساتنا الحميمية التي كانت تجمعنا خارج نطاق المدرسة، وكذلك الفنان إسماعيل ياسين الذي أسس لطريقة كوميدية غير مسبوقة، وعلى الرغم من أنني كنت عاشقاً للفن الدرامي والسينما في مرحلة مبكرة من العمر إلا أنني لم أضع في بالي أنني سأدخل هذا المجال في يوم من الأيام، لكنني فجأة وجدتني علي عتبات المسرح، ومن ثم أحصل على أدوار بطوله أجسد فيها الواقع المعيش، بحيث تتفاعل مع بسطاء الناس ومشكلاتهم الحياتية، لكني أعترف أن لقائي بالمخرج الكويتي محمد الطوالة الشمري في مطلع عام 2010 غير مجرى حياتي الفنية ونقلني من خشبة المسرح إلى عالم الدراما الواسع الذي من خلاله يحقق أي فنان قدراً من الشهرة ويصبح له جمهوره الذي ينتظره بصفة مستمرة.
«صعب المنال»
ويتابع الكبيسي: أكثر ما لفت نظر الطواله لي هو أنني أتصرف بشكل تلقائي وأن مزاحي خلف الكاميرا كان يأتي بشكل طبيعي دون تكلف، فضلاً عن أنه ببصيرة نافذة استطاع أن يحدد بدقة قدراتي الفنية، ومدى ملاءمتي لتجسيد أدوار مركبة لها مذاق خاص لدى المشاهد الخليجي، تتعلق بالتعرض للحياة في بيئة الصحراء، وأجوائها وسبل العيش فيها، فأسند لي دوراً مهماً في مسلسل «صعب المنال» واستطعت من خلاله أن أبرز طاقتي الحقيقية في مجال الدراما، حيث كنت ألعب دور إنسان يستقبل بعض المغتربين، الذي كان يجسد دوره الفنان الكويتي حمد العماني، ويلازمه ويرافقه بصورة مستمرة بحيث تدور الأحداث بشكل متشابك لتصنع أحداثاً ومفارقات عجيبة، وتم تصوير المسلسل ما بين الإمارات والكويت.
«سعيد الحظ»
ويورد حمد الكبيسي أنه على الرغم من ملامحه الجادة التي ترسم له صورة تنضح بالهيبة في نفس من يراه للمرة الأولى، إلا أن من يقترب منه يعرف أنه يميل إلى الدعابة الحلوة، بما يتفق مع طبيعته الكوميدية، وهو ما جعله يشارك في العمل الكوميدي والثاني في مسلسل «سعيد الحظ» الذي عرض على قنوات أبوظبي وهو من بطولة عبدالناصر درويش، ومنى شداد، وسلمى سليمان. ويلفت الكبيسي إلى أن هذا الدور الكوميدي الذي جسد فيه شخصية «غلوم» رسخ لوجوده على الشاشة الخليجية، وقربه بصورة أكثر من المشاهد لكونه استطاع بمهاره أن يلعب دور الفتي الذي ينصح أحد رجال الأعمال بعمل مشروعات معينة، لكن الطريف أن كل ما اقترحه تمثل في مشروعات مخالفة للقانون، لذا في كل مرة يتم القبض عليه ومن ثم إيداعه في السجن في إطار كوميدي جذاب، ويشير إلى أنه ظهر في جميع حلقات هذا المسلسل التي بلغت ثلاثين حلقة.
الدراما الإماراتية
ويذكر الكبيسي أنه بالفعل يفكر جدياً في المشاركة في أعمال إماراتية كوميدية تلائم طبيعة الناس، وتناقش قضايا جادة في إطار فكاهي محبب للنفس، بخاصة أن الدراما الإماراتية في صعود مستمر وتتبوأ في الوقت الحالي مكانة متميزة في الخليج في ظل الدعم الكبير من قبل المسؤولين، وهو ما منح العديد من الطاقات الإبداعية الإماراتية فرصة لكي تمارس الفن في الوقت الذي ترتبط فيه بوظائفها داخل مؤسسات الدولة وخارجها، فنجد الفنان يذهب إلى عمله في الصباح، وفي المساء يمارس فنه على خشبة المسرح أو أمام الكاميرات، ويؤكد أن الإمارات تعيش طفرة فنية على الصعد كافة، سواء على المستوى الإخراجي أو من خلال الإنتاجات المؤسساتية أو الخاصة، فضلاً عن وجود وجوه جديدة تمتلك الموهبة الحقيقية، وتجد الدعم من قبل جيل الرواد في الساحة الفنية بالدولة.
وبالنسبة لمسلسل «ذيب السرايا»، الذي ضم عددا من الفنانين الخليجيين والأردنيين والذي شارك فيه وجسد دور فارس، فإنه يرى أن المواقف الإنسانية عبر مشاهد العمل التي جمعته بالفنان ياسر المصري كانت مؤثرة حيث ارتبطا معاً بعلاقة صداقة، وفقاً للسيناريو المطروح، وعاشا سنوات الطفولة معاً، ومن ثم كبرا وتزوجا في وقت واحد، وكانا خير من يعيد الحقوق لأهلها، ويوضح أن دوره كفارس في هذا المسلسل أضاف إليه خبايا جديدة في الدراما الخليجية، التي تحتاج إلي ممثل يمتلك مقومات خاصة، لأداء بعض الأدوار الصعبة.
«واتس أب أكاديمي»
يشعر الفنان الإماراتي حمد الكبيسي بسعادة غامرة للمشاركة في مسلسل «واتس أب أكاديمي» الذي يعرض حالياً على شاشة أبوظبي الأولى، ولكونه يشارك نخبة من النجوم في بطولة هذا العمل، حيث يظهر 12 نجماً في كل حلقة من خلال مشاهد كوميدية كثيرة، ويبين الكبيسي أن سعادته اكتملت عندما أثنى على أدائه عدد من النقاد والفنانين في الخليج، حيث يجد نفسه مع زملائه في العمل يتعلمون على يد معلمة تحاول أن تدخلهم العالم الرقمي، واللافت أن كل واحد من أبطال المسلسل يحاول كسب ود المعلمة التي تجسد دورها الفنانة رؤى الصبان عبر تظاهره بأنه استوعب الدروس واستفاد منها بشكل كبير. ويلفت إلى أن تعدد دور كل واحد من نجوم هذا العمل ما بين راعٍ أو تاجر أو ما إلى ذلك يعطي للمسلسل نكهته الخاصة وحضوره الشفيف لدى المشاهد.
أعمال رمضانية
وبخصوص التحضير للموسم الرمضاني، يؤكد الفنان حمد الكبيسي أنه بصدد التجهيز لعمل درامي سيعرض في شهر رمضان المقبل، من خلال مشاركته في مسلسل بدوي مع الفنان ياسر المصري الذي يؤدي فيه الكبيسي دور أحد الفرسان والذي يجنح إلى أخذ الثأر لأحد أصدقائه عبر أحداث درامية متنوعة، ويقول الفنان الإماراتي حمد الكبيسي: في أثناء تصوير مسلسل «ذيب السريا» كنت مضطراً إلى ركوب الخيل من أجل أداء أحد المشاهد، وعلى الرغم من أنني لم تكن لدي خبرة في مجال الفروسية إلا أنني أصررت على أن أعتلى صهوة جواد الفرس وأمضي به، ولكنني تفاجأت بأنني غير قادر على السيطرة على هذا الفرس الذي كان يعدو بي بطريقة مخيفة إلى أن ألقاني من على ظهره بصورة لم أكن أتوقعها، وهو ما جعل الفنانة رؤي الصبان والممثل غازي يتوجهان نحوي ظناً منهما أنني قد فارقت الحياة على إثر هذه الحادث المروع لكنني طمأنتهما وأخبرتهما أنني بخير.
حدث خلف الكواليس
من المواقف الكوميدية التي تعرض لها الفنان حمد الكبيسي، يذكر أنه في أثناء القبض عليه ضمن أحداث مسلسل «سعيد الحظ»، كان يكلم المحقق بلهجة غير مفهومة وهو ما جعل المحقق يحاول ضربه فلم يتمالك الكبيسي نفسه من العصبية التي امتلكت المحقق لدرجة الإتقان، فوقع فريسة لضحك مستمر وهو ما جعل فريق العمل يوقف التصوير. ويلفت إلى أنه بعد استئناف التصوير ضربه المحقق، وبعد ذلك ظل الكبيسي يضحك مرة أخرى من فرط معايشة المحقق للدور وهو ما جعل كل فريق العمل يغرق في ضحك متواصل تأسياً بحمد الكبيسي.
عدد اليوم
