يشكل جنوب شرق تركيا منطقة حيوية قد تؤثر بشكل فعال في الانتخابات التركية البلدية التي ستنعقد في 29 مارس· وديار بكر هي اكبر مدينة في المنطقة الفقيرة التي يغلب على سكانها الأكراد، وهي ساحة معركة مقلقة في الانتخابات المحلية التي ينظر اليها على أنها استفتاء على حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رئيس الوزراء رجب طيب اردوجان·
وتشكل الورقة الكردية عنصرا حاسما في سيطرة حزب العدالة والتنمية على نتائج الانتخابات البلدية، حيث يتوقع أن يحتل المركز الأول على المستوى الوطني بسهولة· ويسعى الحزب الى تحقيق فوز حاسم في الانتخابات المحلية من شأنه أن يقوي قبضته على السلطة ويعطيه دفعة لمواصلة سياساته، بما فيها التعهد بإصلاح الدستور المستلهم من الجيش، وهي مسألة أساسية لمسعى أنقرة للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي·
لكن المخاوف من انزلاق البلد الى الكساد نتيجة للأزمة الاقتصادية العالمية والبطالة المتزايدة ومزاعم بالفساد، تمثل تحديات جديدة للحزب· ولا تتمتع المعارضة بالكثير من المصداقية وتفتقر الى القدرة على الوصول الى المدى الجغرافي الذي يغطيه العدالة والتنمية· والفشل في الحصول على نسبة الـ47% التي فاز بها الحزب في الانتخابات البرلمانية عام ،2007 او في الفوز بمدن مثل أزمير معقل حزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض، قد يصيب الحكومة بالشلل·
وفي ديار بكر يخوض (العدالة والتنمية) صراعا على الأصوات ضد حزب المجتمع الديمقراطي الموالي للأكراد· وتزداد البطالة بين سكان جنوب شرق تركيا الأكراد، وهم يحددون أولوياتهم بـ''المزيد من الوظائف والمزيد من الاستثمارات وبخاصة للشباب''· وقال مستشار لأردوجان ''يجب أن نفوز بديار بكر حيث إن حل المسألة الكردية أساسية لاستقرار تركيا''· وقد حصل العدالة والتنمية على اكبر عدد من الأصوات في الأقاليم الكردية بانتخابات 2007 حين وعد بتوسيع نطاق الحقوق للأقلية الكردية وتحقيق الرخاء الاقتصادي·
عدد اليوم
