أصدرت السلطات الصينية أمس أوامر بإجراء دراسة عاجلة عن سلامة وأمان القطارات الفائقة السرعة، التي تعرف بـ”الرصاصة”، بعد ارتفاع عدد ضحايا تصادم قطارين فائقي السرعة السبت إلى 35 قتيلاً و210 جرحى.
وأعلنت السلطات الصينية أمس ارتفاع عدد ضحايا تصادم القطارين في مدينة وينتشو بإقليم تشيجيانج جنوب شرق الصين مساء السبت إلى 35 قتيلاً من بينهم أجنبيان، كما أصيب 210 آخرون في أسوأ حادث تصادم قطارات بالصين منذ عام 2008.
وطرح الحادث الذي وقع بعد أقل من شهر على تدشين خطوط جديدة للقطارات السريعة بين بكين وشنغهاي (1300 كيلومتر) مسألة سلامة شبكة القطارات السريعة في الصين، التي تعد واحدة من أكبر الشبكات في العالم. وهرع وزير السكك الحديدية شينج جوانج تسو إلى موقع الحادث.
وبعد ساعات من الحادث، أعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” أن الحكومة أعطت أوامر بإجراء “تحقيق شامل” حول سلامة السكك الحديدية، التي كانت تشكل مصدر قلق حتى قبل وقوع الحادث.
وحسب الروايات الرسمية، وقع الحادث عندما توقف أحد القطارين بسبب عطل في وحدة الطاقة بعدما ضربه البرق، فلحق به القطار الثاني وصدمه من الخلف.
وقالت وسائل إعلام أخرى إن الصاعقة ضربت السكة الحديدية وليس القطار. وذكرت وكالة الأنباء الصينية نقلاً عن وزارة السكك الحديدية ومكتب إدارة الطوارئ الإقليمية أن الاصطدام أدى لخروج عربتين من عربات القطار المعطل عن القضبان، بينما خرجت 4 عربات من القطار الآخر وسقطت من على الجسر الأسمنتي الذي تسير عليه القطارات السريعة.
وكان على متن العربات الست التي خرجت عن القضبان نحو 600 راكب.
ولكن أحد الركاب قال لوكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” إن “القطار كان يفترض أن يتوقف لمدة دقيقة لكنه ظل واقفاً 25 دقيقة”. وأضاف “بعدما بدأ في التحرك سمعنا صوت اصطدام وشعرنا بما يشبه الزلزال”.
وأكد أحد الركاب الذي طلب عدم الكشف عن هويته أنه ظل عالقا في إحدى العربات مع 60 راكبا “ لأكثر من ساعة قبل أن يكسر 5 منا إحدى النوافذ لنزحف منها للخارج”.
وأضاف أن الـ 5 انتشلوا راكبين آخرين لكن أحدهما توفي بعد ذلك. وكان القطار “دي 3115” فائق السرعة الذي تعرض للصدمة في رحلة إلى هانجتشو عاصمة الإقليم قادما من مدينة فوتشو عاصمة إقليم فوجينان المجاور. وكان القطار “دي 301 “ الذي صدم القطار الأول في طريقه من بكين إلى فوتشو .
ويذكر أن الصين تنفق مليارات الدولارات على بناء شبكات للقطارات فائقة السرعة التي أصبحت مبعث فخر قومي.
وتشهد خطوط القطارات السريعة ازدهارا في الصين ويتوقع أن يزداد طولها من 8358 كيلومترا هذا العام إلى 13 ألف كيلومتر العام المقبل، و16 ألف كيلومتر في 2020.
ويعتمد ملايين الصينيين على سكك الحديد في الصين وأي مشكلة تثير اهتماما كبيرا في بلد ما زالت فيه الرحلات الجوية تكلف اكثر من قدرة الجزء الأكبر من الشعب رغم الطفرة الاقتصادية المستمرة منذ 3 عقود. وأثارت تكلفة الشبكة الجديدة مخاوف من فساد.
وقالت هيئة مراقبة الدولة إن شركات البناء وأفرادا اختلسوا 187 مليون يوان (29 مليون دولار) من أموال مشروع خط بكين شنغهاي.
عدد اليوم
