السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كامل في علمه وقدرته وجميع صفاته

كامل في علمه وقدرته وجميع صفاته
23 يناير 2014 21:30
أحمد محمد (القاهرة) - «الحي»، هو كامل الحياة، وحياة الله عز وجل كاملة في وجودها وفي زمنها، فهو حي لا أوَّل له، ولا نهاية له، كاملة حال وجودها، لا يدخلها نقص بوجه من الوجوه، فهو كامل في سمعه وعلمه وقدرته وجميع صفاته. والحي، وهو الموصوف بالحياة الدائمة التي لا يعتريها شيء من الآفات وله البقاء المطلق، وهو غير مسبوق بعدم، وهو الفعال الذي لا يموت أبداً ولا يجوز عليه الفناء ولا العدم. والحي في صفة الله تعالى هو الباقي حياً بذاته أزلاً وأبداً، والأزل هو دوام الوجود في الماضي، والأبد هو دوام الوجود في المستقبل، والإنس والجن يموتون، وكل شيء هالك إلا وجهه الكريم، وكل حي سواه ليس حياً بذاته، إنما هو حي بمدد الحي، وقيل إن اسم الحي هو اسم الله الأعظم. خمس مرات واسم الله الحي تحققت فيه شروط الإحصاء، فقد ورد مطلقاً معرفاً محمولاً عليه المعنى مسنداً إليه مراداً به العلمية ودالاً على كمال الوصفية، وقد ورد الحي خمس مرات في القرآن الكريم، قال تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ ...)، «الفرقان: الآية 58»، وقال: (هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ...)، «غافر: الآية 65»، ولم يقترن الحي إلا باسمه «القيوم» لأن جميع الأسماء الحسنى تدل عليهما باللزوم، قال تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ)، «البقرة: الآية 255»، وفي قوله سبحانه: (الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)، «آل عمران: الآيتان 1، 2»، وأيضاً في قوله تعالى: (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً)، «طه: الآية 111». وروى ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت، وبك خاصمت اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون». وعن أنس رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله صلي الله عليه وسلم جالساً ورجل يصلي ثم دعا اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم، فقال النبي صلي الله عليه وسلم: «لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى». مالك السموات والأرض ويقول السعدي، كل من على الأرض من إنس وجن ودواب وسائر المخلوقات، يفنى ويموت ويبيد، ويبقى الحي الذي لا يموت. وقال ابن القيم، فهو الحي القيوم الذي لكمال حياته وقيوميته لا تأخذه سنة ولا نوم، مالك السموات والأرض الذي لكمال ملكه لا يشفع عنده أَحد إِلا بإذنه، فإن الحياة مستلزمة لجميع صفات الكمال ولا يتخلف عنها صفة منها إلا لضعف الحياة، فإذا كانت حياته تعالى أكمل حياة وأتمها استلزم إثباتها إثبات كل كمال وبهذا الطريق العقلي أثبت متكلمو أهل الإثبات له تعالى صفة السمع والبصر، والعلم والإرادة والقدرة والكلام وسائر صفات الكمال. ويقول العلماء إن حياة الله سبحانه لم يسبقها عدم ولا يلحقها زوال، كاملة منزهة من كل عيب أو نقص، وهذا يدل أعظم دلالة على عظم شأن هذا الاسم وجلالة قدره وما يقتضيه. واسم الحي مشتق في اللغة من الحياة، والحياة نقيض الموت، وإن المتدبر في الآيات والأحاديث الواردة عن اسم الله «الحي»، وصفة الحياة له سبحانه، يرى الكثير من المعاني والدلالات. كمال الحياة والله سبحانه وتعالى هو الحي أي الدائم في وجوده، الباقي حياً بذاته، فمعنى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ)، «الإخلاص: الآيتين 1و2» أن وجوده ذاتي أما نحن وجودنا متعلق بإمداد الله لنا، الباقي حياً بذاته على الدوام أزلاً وأبداً «لا تأخذه سنة ولا نوم»، وهذا الوصف ليس لسواه، ولا ينفرد بكمال الحياة ودوامها إلا الحي القيوم، الحي جل جلاله هو الموجود بل هو واجب الوجود. إن الحي هو القيوم الذي لا تأخذه سِنة ولا نوم، فضلاً عن الفناء والموت، فحياته مرتبطة بقيوميته، فهو يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، يحيي ويميت، ويعز ويذل، ويثيب ويعاقب، وينصر ويخذل، يخلق في كل لحظة ما لا يحصى من الأحياء من نبات وحيوان وإنسان، ويتكفل بتدبير معاشهم، ويقدر لهم أقواتهم، ويسوق إليهم أرزاقهم، وتحت أمره بقاؤهم وفناؤهم، وفي كل لحظة يموت بأمر الله ما لا يحصى من الأحياء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©