الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مقتل 9 عسكريين بهجوم انتحاري في عدن

مقتل 9 عسكريين بهجوم انتحاري في عدن
24 يوليو 2011 23:20
قُتل تسعة عسكريين ومسلح بهجوم انتحاري بسيارة ملغومة استهدف أمس الأحد رتلاً عسكرياً قبالة قاعدة جوية تابعة للجيش اليمني بمدينة عدن جنوبي البلاد، فيما توقع نائب الرئيس اليمني الفريق عبدربه منصور هادي، الإعلان خلال أيام عن “خارطة طريق” لإنهاء الأزمة السياسية في اليمن، وسط ازدياد مخاوف اليمنيين من حرب عسكرية “وشيكة” بين قوات الجيش الموالية والمناهضة للرئيس علي عبدالله صالح. وقالت مصادر أمنية وطبية يمنية لـ”الاتحاد” إن ضابطاً وثمانية جنود قتلوا وأصيب 21 آخرين في هجوم شنه انتحاري بسيارة ملغومة على رتل عسكري أمام قاعدة الدفاع الجوية العسكرية بمنطقة “بير فضل” في مديرية المنصورة، وسط مدينة عدن الساحلية. وأكدت المصادر أن الانفجار الذي وقع في الساعة الثامنة صباحا أسفر عن مقتل الانتحاري الذي كان يقود سيارة “هايلوكس – بيك آب”، موضحة أن الهجوم الانتحاري استهدف رتلا عسكريا، مكونا من دبابات وناقلات جند، كان في طريقه إلى مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين الجنوبية، التي تشهد معارك عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحين متشددين يسيطرون عليها منذ أواخر مايو الماضي. وقد نقلت جثث القتلى والجرحى العسكريين إلى ثلاثة مستشفيات بمدينة عدن، العاصمة الاقتصادية اليمنية، فيما نقل أربعة جرحى إلى العاصمة صنعاء “بواسطة المروحيات”. وحسب مصادر طبية تحدثت لـ”الاتحاد” فإن مستشفى البريهي الأهلي استقبل خمسة قتلى، أحدهم ضابط برتبة مقدم، و14 جريحاً من الجنود، فيما استقبل مستشفى باصهيب العسكري قتيلين وسبعة جرحى، في حين استقبل مستشفى الجمهورية الحكومي قتيلين. إلا أن وكالة الأنباء اليمنية الحكومية “سبأ” أعلنت مقتل أربعة جنود وإصابة 21 آخرين في الهجوم الانتحاري، الذي استهدف رتلا عسكريا تابعا للواء 31 مدرع. وقال جنود لوكالة فرانس برس إن الانفجار وقع عندما كان رتل عسكري يتأهب للخروج من المعسكر باتجاه محافظة أبين المجاورة للمشاركة في العمليات ضد مسلحي تنظيم القاعدة. وقال أحد الجنود الناجين: “كنا نهم بالخروج إلى محافظة أبين عندما أتت سيارة إلى أمام بوابة المعسكر وحصل انفجار كبير”. وذكر جندي ناج آخر أن “الهجوم انتحاري والسيارة التي انفجرت كانت من نوع بيك آب”، مضيفاً أن الانفجار “كان له تأثير كبير على ناقلة جند كانت تخرج من بوابة المعسكر وكان التأثير أقل على ناقلة جند كانت خلفها مباشرة”. وقال مصدر أمني بمدينة عدن إن “التحقيقات جارية لمعرفة هوية الانتحاري والجهة التي تقف وراءه ووراء هذا الهجوم”. غير أن قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية اتهمت تنظيم القاعدة المتطرف بتنفيذ هذا الهجوم الانتحاري، الذي يعد الثاني بعد مقتل ثلاثة جنود ومدني بسيارة مفخخة كان يقودها انتحاري في 24 يونيو الماضي. كما يعد هذا الهجوم الخامس بسيارة ملغومة، بعد مقتل مسئولين عسكريين اثنين، الشهر الماضي، وبريطاني يعمل في شركة بحرية ملاحية، الأسبوع الماضي. وقال مسؤول بالمنطقة العسكرية الجنوبية إن الهجوم الانتحاري كان يستهدف رتلا عسكريا كان متوجها إلى زنجبار “لدعم قوات اللواء 25 ميكانيكي والوحدات العسكرية الأخرى” التي تخوض منذ نحو شهرين معارك ضد تنظيم القاعدة. وأضاف المسؤول العسكري أن الانفجار “كان قويا جدا نتيجة قوة وشدة العبوة التفجيرية المستخدمة في هذا الاعتداء الآثم”، مؤكداً أن الهجوم “الغادر والجبان” لن يثني “أبطال القوات المسلحة والأمن عن مواصلة أداء واجبهم الوطني في التصدي للعناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة” التي تسيطر حاليا على مدينتي زنجبار وجعار، كبرى مدن محافظة أبين الساحلية. ومن جهة أخرى ، توقع نائب الرئيس اليمني الفريق عبدربه منصور هادي أمس بصنعاء، خلال ترؤسه اجتماعاً مشتركاً لأعضاء الحكومة واللجنة العامة (المكتب السياسي) لحزب “المؤتمر” الحاكم، أن يتم خلال الأسبوع الجاري الإعلان عن “خارطة طريق” لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، المتفاقمة منذ منتصف يناير الماضي، حسبما أفادت وكالة “سبأ” الحكومية. وأوضح أن التوصل إلى هذه الخارطة تم بعد لقاءات عدة أجراها مع أطراف المعارضة اليمنية وموفدين دوليين إلى اليمن وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. وتحدث هادي، الذي يتولى منذ 4 يونيو الماضي مهام الرئيس صالح الذي يعالج في السعودية من إصابته البليغة في هجوم غامض استهدف قصره الرئاسي بصنعاء في الثالث من الشهر الفائت، عن الجهود السياسية الإقليمية والدولية لإنهاء الأزمة اليمنية “ومن ضمنها المبادرة الخليجية وبيان الأمم المتحدة”. وأكد أن تلك الجهود تدعو إلى الحوار بين الأطراف اليمنية المتصارعة، كونه “المخرج الوحيد للأزمة” الراهنة التي قال إن التاريخ اليمني الحديث لم يشهد مثلها من قبل. ووصف نائب الرئيس اليمني الوضع الراهن في البلاد بـ”الصعب والمعقد والخطير” الذي يهدد بانهيار الدولة، معتبرا أن الأزمة الراهنة أكثر خطورة من أزمة صيف العام 1994، التي انتهت بحرب أهلية استمرت شهرين، انتصرت فيها ما عُرف بـ”قوات الشرعية” بقيادة الرئيس صالح، على من أطلق عليهم “الانفصاليين” بقيادة نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض. وفي وقت لاحق ، عرض هادي أمس على السفير الأميركي بصنعاء جيرالد فايرستاين “تصورات” لإنهاء الأزمة اليمنية المتفاقمة منذ مطلع العام الجاري، على خلفية الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام الحاكم.وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية “سبأ” أن نائب الرئيس اليمني استعرض مع السفير الأميركي “العديد من التصورات والأفكار” لإنهاء الأزمة اليمنية الراهنة “بالطرق الديمقراطية والدستورية”. ولفت هادي إلى أن هذه التصورات ترتكز على مبادرة وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وبيان مجلس الأمن الدولي، بشأن الأزمة في اليمن، مشيرا إلى لقاءاته الأخيرة مع مختلف الأطراف اليمنية لإنهاء هذه الأزمة. من جهته، أكد السفير الأميركي أن بلاده تدعم “العمل الجاد والبناء” في سبيل إخراج اليمن من أزمته المتفاقمة منذ منتصف يناير الماضي. يُشار إلى أن المبادرة الخليجية تنص على استقالة صالح خلال 30 يوما من توقيعه على اتفاق نقل السلطة إلى نائبه، مقابل حصوله على ضمانات برلمانية بعدم الملاحقة القضائية. وقد أقر الحزب الحاكم وائتلاف المعارضة في اليمن هذه المبادرة، في مايو الماضي، إلا أن صالح نفسه رفض التوقيع عليها ثلاث مرات. من جانبه، أكد رئيس الكتلة البرلمانية لحزب “المؤتمر” الحاكم سلطان البركاني، أن “جميع القوى السياسية والمنظمات الجماهيرية في السلطة والمعارضة مسئولون عن إنقاذ اليمن من المنزلق الخطير”. كما أكد على ضرورة أن تقدم الحكومة والحزب الحاكم “معالجات موضوعية وطنية ناجعة” لإخراج اليمن من أزمته التي تزيد مخاوف المواطنين من اندلاع حرب عسكرية بين الجيش اليمني الموالي للرئيس صالح، والقوات العسكرية المنشقة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر، قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع، المرابطة غرب العاصمة صنعاء، والتي تتولى حماية المعتصمين في مخيم الاحتجاج الشبابي قبالة جامعة صنعاء. وفي هذا السياق، نزحت أمس بعض الأسر اليمنية، التي تسكن بالقرب من معسكر الفرقة الأولى مدرع، إلى مناطق أخرى من العاصمة صنعاء “تخوفا من اندلاع حرب” بين قوات الفرقة الأولى مدرع وقوات “الحرس الجمهوري” التابعة لنجل الرئيس اليمني، العميد أحمد علي صالح. وتزايدت مخاوف الأهالي مع تشديد الإجراءات العسكرية والأمنية حول محيط معسكر الفرقة، وإجراء تدريبات عسكرية بالأسلحة والمتفجرات داخل المعسكر، بالتزامن مع “استنفار” ملحوظ لقوات الحرس الجمهوري المرابطة في جولتي عمران وعصر، شمال وغرب صنعاء. وكشفت صحيفة الصحوة الالكترونية التابعة لحزب الإصلاح الإسلامي المعارض أمس عن ما وصفته بـ”مخطط إجرامي” يستهدف المعتصمين قبالة جامعة صنعاء، مشيرة إلى أن “قيادات أمنية من عائلة (الرئيس) علي صالح تشرف على تنفيذ هذا المخطط. ونقلت الصحيفة المعارضة، عبر خدمة الرسائل القصيرة، عن من وصفتهم بـ”قبائل اليمن” تحذيراتهم من “الاعتداء” على المحتجين المعتصمين في ساحة التغيير، وأنهم “لن يقفوا مكتوفي الأيادي إزاء أي عدوان” على المعتصمين، الذين يطالبون منذ أكثر من ستة أشهر برحيل نظام الرئيس علي عبدالله صالح. وكان اللواء الأحمر أكد خلال لقائه السفير الأميركي بصنعاء جيرالد فايرستاين أمس الأول، على ضرورة “التسريع بإجراءات نقل السلطة في اليمن للخروج بالبلد من أزمته وفق ما نظمته المبادرة الخليجية”. وطالب الأحمر الولايات المتحدة بالقيام بـ”دور أكثر فعالية” للإسهام في إنهاء الأزمة اليمنية، بصورة تلبي “تطلعات الشعب اليمني في التغيير”، حسب قوله.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©