السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أهلاً رمضان

18 يوليو 2012
كل عام وأنتم بخير ما أسرع انقضاء الأيام، غداً ليلة استطلاع هلال الشهر الكريم، ليهل رمضان بخيره وبركته وجماله، محملاً بالخير واليمن والبركات والأعمال الصالحة إن شاء الله. مع حلول رمضان، يكثر الحديث عادة عن فضائل الصوم وفوائده الصحية. فقد أثار الصيام انتباه ودهشة الأطباء منذ قديم الزمان، فقد عرفه المصريون القدماء، بشهادة هيرودوت “450 ق.م.”، حيث أكد أن المصريين القدماء كانوا يصومون ثلاثة أيام من كل شهر، فضلاً عن الصوم الكبير لأكثر من شهر كل عام. كما عرف اليونانيون القدماء فائدة الصيام فنادى الفيلسوف أبو قراط الناس إلى الصوم لعلاج الكثير من الأمراض الباطنية. ومع إشراق شمس الإسلام على العالمين، فرض الصوم على المسلمين في السنة الثانية للهجرة، ركناً رابعاً من أركان الإسلام، تعبدا لله عز وجل وتقربا إليه، وعبادة روحية وجسدية ترتقي بالإنسان في صحته وروحه وقلبه. كان ابن سينا يفضل الصوم على الدواء ويقول: إنه الأرخص، ويصفه للغني والفقير، وإبان الحملة الفرنسية على مصر في القرن 18 م، اتبعت المستشفيات الصيام كعلاج لمرض الزهري، حيث عدوا الصيام قاتلاً للجراثيم المسببة للمرض. ومع تزايد وتطور أساليب البحث العلمي، فقد حاز الصيام في رمضان على جانب كبير من اهتمام الأطباء والباحثين في القرن العشرين، نظراً لما يتضمنه الصيام في رمضان من تغير وتحول في نمط استهلاك الغذاء خلال فترة زمنية محددة، إذ يستدعي ذلك التغير حصول تحولات في مسارات الأيض والتمثيل في الجسم، وحصول تغيرات حيوية تؤثر على صحة الإنسان وجسمه بشكل واضح وملموس. فصيام رمضان، راحة للجهاز الهضمي المسؤول عن استهلاك الطعام، وبالتالي فالكبد أيضاً يأخذ فرصة استراحة كونه معمل استقلاب الغذاء الرئيسي في الجسم، وخلال الصيام ينقص استهلاك السكريات، مما يجعل الجسم يعتمد على مخزونه من السكر لحرقه وتأمين الحريرات اللازمة للاستقلاب، وكذلك تحطيم الدهون في النسيج الشحمي لتحويلها إلى حريرات وطاقة لازمة، وهذا بالتالي ينتج عنه نقص معتدل في وزن الجسم، وحتى لمرضى السكري المعتدل غير المعتمدين على الأنسولين. وقد أثبتت دراسات عديدة انخفاض مستوى الكوليسترول في الدم أثناء الصيام وانخفاض نسبة ترسبه على جدران الشرايين الدموية، وهذا بدوره يقلل من الجلطات القلبية والدماغية ويجنب ارتفاع الضغط الدموي. ونقص شحوم الدم يساعد بدوره على التقليل من حصيات المرارة والطرق الصفراوية، كما أنه استراحة للجهاز الكلوي: بينت بعض الدراسات أن عدم تناول الماء لحوالي 10-12 ساعة ليس بالضرورة سيئاً بل هو مفيد في كثير من الأحيان، فتركيز سوائل الجسم تزداد محدثة جفافاً خفيفاً يحتمله الجسم لوجود كفاية من مخزون السوائل فيه، وطالما أن الشخص لا يشكو من حصيات كلوية فإن هذا يعطي الكليتين استراحة مؤقتة للتخلص من الفضلات. الصيام بلا شك رياضة نفسية وتدريب صحي وسلوك عملي على كبح جماح النفس، وتربيتها. فلنجعل من صيامنا عبادة سامية نبتعد بها عن كل المنغصات، وأن نحاول جاهدين لوجه الله أن نحافظ على ضوابط سلوكياتنا، وألا نعلق مشاكلنا وتقاعسنا وكسلنا على شماعة الصيام.. وسلامتك ! المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©