بيروت - ''الاتحاد'' : بدأت الضغوط الدولية تتصاعد على لبنان لتنفيذ القرار الدولي 1701 بالكامل وصولاً الى نزع سلاح ''حزب الله''· وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في اتصال هاتفي ضرورة الالتزام بكل بنود القرار 1701 على الارض لسحب فتيل التفجير نهائياً من الجنوب·
وتبلغ السنيورة من قبل عنان بأن الأخير اوفد على عجل الى بيروت مستشاره الخاص فيجاي نامبيار والموفد الدولي الخاص بمتابعة تطبيق القرار 1559 وما تلاه من قرارات دولية تيري رود لارسن لبحث التفاصيل العملية لتنفيذ القرار 1701 والتمهيد لجولة يعتزم عنان القيام بها الى المنطقة انطلاقاً من بيروت خلال الأسبوع المقبل·
وذكرت مصادر الأمم المتحدة في بيروت ان مهمة نامبيار ولارسن في لبنان هدفها وضع آلية لعملية انتشار القوة الدولية المقترحة في اطار ''اليونيفل'' الى جانب الجيش اللبناني·وكان السنيورة قد تابع اتصالاته امس مع عدد من العواصم الراغبة دولها في المشاركة في القوة الدولية لمعرفة حجم القوات الدولية التي ستنضم الى ''اليونيفل'' وفق الشروط المعتدة، فضلاً عن طلب الضغط على اسرائيل لرفع حصارها المفروض على لبنان جواً وبحراً·
ووصف السفير الروسي في لبنان سيرجي بوكين ارسال الجيش اللبناني الى جنوب لبنان بالحدث التاريخي بالنسبة الى لبنان والعالم، واكد ضرورة تثبيت وقف اطلاق النار بشكل دائم·
وقال بوكين بعد لقائه وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ : إن القرار 1701 يثبت عدم المساس بالاستقرار الداخلي في لبنان ويتضمن منطقاً سليماً في هذا الاتجاه·اما السفير الاميركي جيفري فيلتمان الذي التقى رئيس البرلمان نبيه بري على عجل فلم يدل بأي تصريح·
وذكرت مصادر بري ان السفير الاميركي ابلغ رئيس البرلمان ضرورة تطبيق القرار 1701 بالكامل لأن ذلك من مصلحة لبنان، خصوصاً لجهة نزع سلاح ''حزب الله''·واشارت الى ان واشنطن تربط عملية الضغط على اسرائيل لوقف حصارها البحري والجوي على لبنان بمقدرة الحكومة اللبنانية على تفكيك المقاومة ونزع سلاحها بعد انتشار الجيش اللبناني في الجنوب لتعزيز الأمن والاستقرار على حدود اسرائيل الشمالية·
واكد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق الدكتور سليم الحص في بيان : ان صمود المقاومين الاسطوري في وجه اعتى قوة في الشرق الأوسط هو الانتصار بعينه· واضاف: ان المقاومة بصمودها الاسطوري الخارق ادهشت العالم واستحوذت على اعجاب الأمة العربية جمعاء·
وقال الحص: لقد اثبت المقاومون أن رجلاً يتسلح بالايمان وبروح الاستشهاد يُعادل اي سلاح من اسلحة دمارهم الشامل· فاذا بالمقاوم يقهر الجيش الذي كان يُقال انه لا يُقهر·
هكذا كتبت صفحة جديدة في سفر الصراع العربي الاسرائيلي ولم نكن نغالي عندما قلنا ان لبنان لن يبقى بعد الحرب كما كان قبلها، وكذلك العالم العربي لن يبقى كما كان، لا بل ان اسرائيل لن تبقى كما كانت·
واشار الى ان الحرب انتهت بالقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن، فاذا بيوم 14 اغسطس مفصل تاريخي جديد· ولكن يبدو وكأنما كتب هذا القرار كي لا ينفّذ بحذافيره، لقد ادى الى توقف الاعمال الحربية وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب، فيما عدا ذلك سيكون ثمة اشكال في تنفيذ كل بند من بنود هذا القرار التي صيغت بلغة ملتبسة فاستدعت قراراً اجماعياً من مجلس الوزراء اللبناني بالموافقة على القرار وانما مع تسجيل ملاحظات وتحفظات· ولن يكون هذا القرار اول قرار دولي لا يتم تنفيذه· فهناك القرارات 194 و242 و1559 على سبيل المثال·
وختم الحص: وبعد السجال الذي انطلق في اليوم الأخير من القتال، وكان القتال على اشده، اذ اثير في مجلس الوزراء، ويا للغرابة، موضوع نزع سلاح حزب الله· يُخشى ان يكون لبنان على عتبة مرحلة جديدة ستكون حافلة بالخلافات، ومن المتوقع ان يبقى موضوع السلاح هو الصاعق لتفجير الخلافات·
وقال ممثل ''منظمة التحرير الفلسطينية'' في لبنان عباس زكي بعد لقائه وزير الداخلية اللبناني بالوكالة احمد فتفت امس: انه في ظل الظروف والتواجد الكثيف للفلسطينيين في لبنان، كان لا بد من التشاور مع الوزير فتفت حول جميع الامور·
وطالب تكتل رجال الاعمال من المتضررين في لبنان واصحاب المصانع والمزارعين بتقديم شكوى عاجلة الى المراجع الدولية الصالحة ضد اسرائيل لاجبارها على دفع التعويضات·
واكد التكتل واصحاب المصانع والمزارعون في بيان مشترك بعد اجتماع طارئ امس على ضرورة اسراع الحكومة اللبنانية في اعداد ملف يتعلق بالخسائر والاضرار التي لحقت بلبنان من جراء العدوان التدميري لتقديم شكوى ضد اسرائيل في محكمة العدل الدولية في لاهاي لاجبارها على دفع التعويضات اللازمة·
عدد اليوم
