الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

على خفيف - محمد عيسى

19 أغسطس 2006 01:14
الشيطان يعظ عاد المنتخب الوطني من الأردن مظفراً منتصراً، متغلباً ومتفوقاً على النشامى ومتمسكاً ومعززاً لصدارته للمجموعة الثالثة لتصفيات أمم آسيا المقبلة، واعتباراً من يوم أمس بدأ لاعبونا الظافرون مرحلة التقاط الأنفاس السريعة التي لن تتجاوز الخمسة أيام قبل التجمع مرة أخرى لمواصلة التحضيرات للمشوار الذي قطعوا نصفه بامتياز، حاصدين تسع نقاط من ثلاث مباريات، ولعل الاختبار الأخير بلقاء الأردن كان الأصعب والأهم بالنسبة للجميع على اعتبار أنه الخطوة الأولى، و الاختبار الحقيقي و الرسمي الأول للمدرب الفرنسي برونو ميتسو، فكان الجميع يتطلع للتسعين دقيقة التي لعبها الأبيض على ستاد عمان الدولي على أنها بداية مرحلة غاية في الأهمية نظراً لحجم الطموحات التي تتطلع لها الجماهير في الفترة القصيرة القادمة، ولله الحمد انتهت المباراة والاختبار الأول على ألف خير، تجاوز ميتسو الاختبار وحصل ولاعبوه على درجة نجاح عالية، ولم يرسب في الاختبار أحد سوى المراهنون على غير ذلك، فكسب المنتخب النقاط الثلاث وبلغ النقطة التاسعة، وواصل انفراده بالصدارة للمجموعة الثالثة بجدارة واقتدار، وأعاد لاعبونا بمستواهم وبغض النظر عن النتيجة وبأدائهم الجماعي وشخصيتهم بالملعب وهويتهم لنا البسمة الغائبة، والتفاؤل المحظور علينا طوال الأيام والسنين الماضية· وتزامناً مع فترة الراحة والتقاط الأنفاس التي بدأها المنتخب أوجه الدعوة من خلال هذه الزاوية للقلة والفئة التي كانت ولاتزال ضد المدرب ميتسو على اعتبار أنه ليس الاختيار الأنسب لنا، ولم تكن مع توجه وقرار اتحاد الكرة بالتعاقد معه بمراجعة حساباتها، وقراءة الواقع بدقة أكبر، وإعادة حساباتها وتوقعاتها وتخميناتها من جديد بعد الظهور الأول للمنتخب بالصورة والشكل الذي كان عليه في ستاد عمان الدولي، ولا بأس في الاعتراف والتراجع عن الأفكار التي نتبناها بناء على تخمينات وتوقعات وظروف عامة، فالمعطيات على أرض الواقع تجبر من وقف ويقف ضد ميتسو حتى قبل المباراة بدقائق أن يكف عن هجومه وانتقاده غير المبرر، فالمباراة أكدت أن نجاح ميتسو بالتشكيلة التي هوجمت من البعض قبل المباراة واعتبروها تشكيلة غير مناسبة، ولكن ستاد عمان الدولي أكد غير ذلك، والتراجع عن الخطأ من مكارم الأخلاق· إن ما دعاني لتوجيه هذه الدعوة هو ما سمعته في بعض قنواتنا المحلية الرياضية يوم المباراة·· إن التهجم على المدرب وأسلوب عمله وتوجيه الرأي العام ضده ليس من مصلحة المنتخب، وأي محاولة للنيل من المدرب وتشويه صورته بعد أن أعطي الثقة من اتحاد الكرة لن تفيد بل سيدفع المنتخب ثمنها باهضاً، خاصة وأننا في أمس الحاجة في هذا التوقيت بالذات لاستثمار النتيجة والمستوى والأداء الذي ظهر به المنتخب أمام الأردن، وتصدره المرحلة الأولى لتصفيات المجموعة الثالثة، والحالة المعنوية التي يعيشها بعد المباراة الأخيرة، ونجاح ظهوره الأول مع ميتسو الذي ظهرت بصماته وإن كانت بسيطة لكنها ميزت أداء الأبيض· مجرد رأي بالفعل نجاحات البعض تشعل غيرة وحسد البعض الآخر··وهذا ما كان واضحاً على الفطاحل والجهابذة محللي قناة الجزيرة الرياضية في تحليلهم لمباراتنا مع الأردن،فتناسى السادة الخبراء والجهابذة علماء عصرهم فوز منتخبنا بالمباراة، ومقللين من قيمته وأهميته، وكأن بمنطقهم الإعلامي المختل أن الحدث وما يستحق التحليل هو خسارة الأردن ثالث المجموعة، وليس فوز الإمارات أول المجموعة ومتصدرها منذ البداية، بل وذهب بعض الجهابذة للقول بأن هدفنا الثاني لا معنى له على اعتبار أن لاعبنا سبيت كان قد نزل للملعب لتوه· إذا ما كان ذلك عن غيره وكراهية فتلك مصيبة، أما إذا كان عن جهل فالمصيبة أعظم··وأعوذ بالله من ''شيطان يعتلي المنابر ويعظ'' !! محمد عيسى mohdema@hotmail.com
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©