الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أسواق الحب» في فيتنام تكافح للبقاء

10 أغسطس 2014 21:10
يلجأ سكان البلدات الجبلية المعزولة في فيتنام إلى ما يعرف بـ”سوق الحب” للعثور على شريك الحياة، لكن هذا التقليد بات يضمحل شيئاً فشيئاً في ظل توافد السياح وانفتاح المنطقة على الحداثة. فمنذ أجيال، يمضي شباب من أقليات إثنية متعددة تعيش في شمال البلاد ليالي السبت في مدينة سابا، وهم يرقصون ويعزفون على الآلات الموسيقية بحثاً عن حب حياتهم. ومن الأمسية الأولى قبل 30 عاماً، لفتت فانغ تي كزو نظره. وبادلته الشابة المشاعر وبات الحبيبان يلتقيان في “سوق الحب”، حيث كان يعزف على الكمان، وهي تخرج بوساطة ورقة بين الشفتين أنغاماً تقليدية تشتهر بها أثنية همونج. وهما لا يزالان متزوجين بعد 30 عاما على أول لقاء لهما. لكن خلال السنوات الأخيرة، باتت مدينة سابا المعروفة بمزارع الأرز الشاسعة تستقطب السياح من داخل البلاد وخارجها، على الرغم من المسافات الطويلة التي ينبغي قطعها للوصول إليها؛ ففي سنة 2013 زار نحو 1,2 مليون شخص منطقة لاو ساي، التي تعد سابا أبرز معالمها، في مقابل 360 ألفاً قبل 10 سنوات، بحسب الأرقام الرسمية. وأسهمت السياحة في تعزيز النمو الاقتصادي في المنطقة، غير أنها أثرت سلباً على التقاليد المحلية، على حد قول فانغ تي كزو، التي أضافت: “يكتسب سوق الحب أهمية خاصة بالنسبة إليّ لأنني وجدت فيها زوجاً صالحاً. لكن زائري السوق يعزفون اليوم على الآلات الموسيقية لمجرد الترفيه أو من أجل السياح. ونحن نخسر جزءا من ثقافتنا”. ولفت زوجها إلى أن الشباب اليوم لم يعودوا بحاجة إلى هذه السوق أو إلى الزيجات المدبرة التي هي أيضاً من التقاليد الشائعة في المنطقة. وليست السياحة المسؤولة الوحيدة عن اضمحلال هذه التقاليد، فللتكنولوجيا دور أيضاً، بحسب لي تي مي (54 سنة) التي تعرفت على زوجها في سوق الحب. وتقول لي، المنتمية إلى أقلية همونج: إن “الشاب كان فيما مضى يصفر أمام منزل الفتاة، فتخرج وتصفر بالورقة للإعراب عن اهتمامها”. وتضيف: إن “المسألة باتت أسهل اليوم مع الهواتف الخلوية”. ويقول كريس كارنوفاله من جامعة كابيلانو الكندية، الذي يساعد الجماعات المحلية على استقبال السياح في منازلهم: إن “السياحة تنتشر في المنطقة منذ مئة عام. وليس من الصائب اعتبارها مسؤولة عن تغيير ثقافات الأقليات الإثنية”. لكن أسواق الحب الأصيلة البعيدة عن جذب السياح ما زالت تنظم، بحسب كارنوفاله الذي يرفض الكشف عن مواقع إقامتها، وما زالت مقصداً لشباب يريدون العثور على الشريك. (سابا- أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©