الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

صحافة ألمانيا: أصبحنا نفتخر بـ "الهزيمة المشرفة"!

صحافة ألمانيا: أصبحنا نفتخر بـ "الهزيمة المشرفة"!
18 أكتوبر 2018 00:25

محمد حامد (دبي)

تعيش الكرة الألمانية صخباً لم يسبق له مثيل، بعدما أصبح 2018 هو الأسوأ في تاريخها، وجاءت الهزيمة أمام فرنسا لتثير جدلاً حول دخول مفهوم «الهزيمة المشرفة» للمرة الأولى في قاموس الألمان، فقد أشادت بعض الصحف بالصورة التي ظهر عليها المنتخب رغم الهزيمة، خاصة ما يتعلق بالروح الجديدة، والعناصر الهجومية الشابة التي دفع بها يواكيم لوف لتجديد الطاقة، وضخ الدماء بناء على طلب الجماهير والإعلام، إلا أن ذلك لم كافياً لحماية الألمان من «نقرة الموت» التي تلقوها من منتخب الديوك، وكان لصحيفة «دي فيلت» السبق في رفض ما يسمى بالهزيمة الجيدة، حيث ترى أنها لا تليق بالكبرياء الألماني، على الرغم من الاعتراف ببعض المكتسبات من الهزيمة أمام أبطال المونديال.
الواقع يقول إن هناك «صفر ألماني» في سباق الكرة الذهبية لعام 2018، حيث لم يترشح أي لاعب ألماني للقب الأفضل في العالم ضمن القائمة التي تضمنت أسماء 30 لاعباً، وأن هناك 6 هزائم في آخر 10 مباريات، و4 إخفاقات في آخر 4 مباريات تنافسية رسمية على التوالي، بداية من كارثة السقوط على يد كوريا الجنوبية في ختام مرحلة المجموعات بالمونديال الروسي، والخروج الصاعق من الدور الأول، نهاية بالهزيمة المذلة بثلاثية بيضاء أمام هولندا، والخسارة بهدفين لهدف على يد أبطال العالم منتخب فرنسا في في دوري أمم أوروبا، هذه هي محصلة ما يحدث للكرة الألمانية في عام 2018، والذي سقطت فيه النظرية الاستقرار التي أبهرت العالم على مدار أكثر من 100 عام.
يبلغ متوسط فترة بقاء المدير الفني للمنتخب الألماني على رأس عمله ما يقرب من 10 سنوات، فقد تمت الاستعانة بـ 10 مدربين فقط خلال الفترة من عام 1926 حتى الآن، أي على مدار 92 عاماً، ولم يكن هناك مدير فني في الفترة من 1908 حتى 1926، حيث تمت الاستعانة بلجنة فنية تتولى إدارة شؤون المنتخب دون تسمية شخص بعينه مديراً فنياً، ويفتخر الألمان على مدار تاريخهم الكروي بأنهم الأكثر قدرة على تحقيق النجاح القائم على «نظرية الاستقرار»، حيث لا يوجد ما يمنع من تجديد الثقة في المدرب لفترة طويلة مهما كانت النتائج، وهي الفلسفة التي جعلت ألمانيا تحقق الفوز بالمونديال 4 مرات، وبطولة أمم أوروبا 3 مرات، والأهم أنها تسجل حضورها الدائم في الأدوار النهائية لغالبية البطولات التي تشارك بها.
ويبدو أن نظرية الاستقرار التي صنعت تاريخ الألمان تسقط على نحو مفاجئ، وسط مطالب بضرورة إزاحة يواكيم لوف الذي لم يكن يستحق البقاء عقب الأداء الكارثي في مونديال روسيا 2018، والذي شهد خروج المانشافت من الدور الأول في واحدة من أكبر مفاجآت كأس العالم على مدار التاريخ، حيث يستقر لوف على رأس الجهاز الفني لمنتخب ألمانيا منذ عام 2006، أي على مدار 12 عاماً، وعلى الرغم من أنه حقق نجاحات كبيرة، إلا أنه يواصل رحلة الإخفاق في عام 2018 بصورة لم يسبق له مثيل في تاريخ الكرة الألمانية، فقد تعرض المانشافت للهزيمة في 6 مباريات من أصل 10 مواجهات خاضها، بل إنه تجرع مرارة الفشل في آخر 4 مواجهات رسمية تنافسية على التوالي، حيث استسلم للهزيمة في 3 مباريات، وتعادل في مباراة.
وقد بدأت الصحافة الألمانية في المطالبة برحيل يواكيم لوف، حيث أشارت «بيلد» إلى أن النظريات القديمة لا تصلح بالضرورة في كرة القدم الحديثة، حيث تعاني ألمانيا كروياً على المستويات كافة، فالمنتخب يتراجع بصورة تبعث على الدهشة، ولا يظهر البايرن عملاق الكرة الألمانية بصورة جيدة في الفترات الأخيرة، فالفريق يعاني ارتفاع معدل أعمار اللاعبين، كما أن الدوري الألماني لم يعد جذاباً في ظل افتقاده الأسماء الكبيرة، سواء من المدربين أو اللاعبين.
وأشارت الصحافة الألمانية إلى أن لوف لم يعد لديه ما يقدمه، وكان يتوجب على اتحاد الكرة توجيه رسالة شكر له عقب الإخفاق المونديالي بدلاً من تمديد عقده في خطوة مثيرة للجدل، خاصة أن الإخفاق كان مدوياً، وعلى الرغم من محاولته الاستعانة بعناصر ووجوه جديدة أمام فرنسا، إلا أن الموقف أصبح حرجاً للغاية، وإذا لم تتم إطاحته الآن، فإن سبب ذلك يعود لضيق الوقت، تحضيراً لمواجهة هولندا 19 نوفمبر المقبل.
من ناحيته، اختصر النجم الإنجليزي الشهير جاري لينيكر ما يحدث على الساحة الكروية العالمية في الوقت الراهن بقولة: فرنسا هي ألمانيا الجديدة، في إشارة إلى أن منتخب الديوك أصبح الأفضل على الساحة العالمية، والأكثر ثقة ومقدرة على تحقيق الفوز دون النظر إلى هوية المنافسين، وهو طابع الكرة الألمانية في فترات توهجها وتألقها، كما أصبح أنطوان جريزمان في ليلة الفوز على ألمانيا، وبالثنائية التي سجلها هو القيصر الجديد للكرة العالمية، ويبدو أن يعزز حظوظه في الفوز بالكرة الذهبية، حتى وإن كانت ثنائيته في شباك نوير لا علاقة لها بالتصويت على الجائزة التي تمنحها فرانس فوتبول للاعب الأفضل عالمياً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©