الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الورطة الليبية... خطة أميركية لتعزيز الحرب الجوية

24 يوليو 2011 21:45
تقوم إدارة أوباما حالياً بدراسة إمكانية إرسال مزيد من الطائرات من دون طيار وغيرها من طائرات المراقبة لدعم وتعزيز الحرب الجوية التي يخوضها "الناتو" في ليبيا، كما أعادت الإدارة فتح نقاش حول ما إذا كان ينبغي إعطاء أسلحة للثوار الذين يسعون إلى الإطاحة بالقذافي، وذلك حسب مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية. ويقول مسؤولون أميركيون وآخرون تابعون لـ"الناتو" إن القادة العسكريين للحلف طلبوا طائرات المراقبة المتطورة بعد أن خلصوا إلى أنهم استنفدوا قائمة الأهداف العسكرية في ليبيا بعد أربعة أشهر من القصف والضربات الصاروخية ضد قوات القذافي العسكرية ومرافق القيادة. ويمثل استعداد "البنتاجون" لبحث إمكانية تقوية قوات حلف شمال الأطلسي في ليبيا تحولاً واضحاً منذ أن تولى وزير الدفاع الجديد "ليون بانيتا" إدارة "البنتاجون" في وقت سابق من هذا الشهر. فقد شدد "بانيتا" على أن الفوز في الحرب في ليبيا، يمثل واحداً من أولى أولوياته؛ هذا في حين كان سلفه "روبرت جيتس" قد حث الحلفاء الأوروبيين على فعل المزيد، وشدد على أن الجيش الأميركي بات يعاني الإجهاد والإنهاك. ويتوق قادة "الناتو" العسكريون بالخصوص إلى الحصول على مزيد من طائرات المراقبة، التي تستطيع البقاء في الجو لنحو اثنتي عشرة ساعة أو أكثر من دون طيار، حيث تقوم بإرسال صور فيديو حية وبيانات استخباراتية أخرى إلى المحللين على الأرض، كما يقول مسؤول رفيع في "الناتو". وتستطيع هذه الطائرات حمل صاروخين جو- أرض. وفي هذا السياق، يقول مسؤول رفيع في "الناتو": "لقد أصبح من الصعب على نحو متزايد إيجاد أهداف للتفجير"، لافتاً إلى أن قوات القذافي بدأت تستعمل على نحو متزايد منشآت ومرافق مدنية لتنفيذ عمليات عسكرية. وأضاف: "إن الطائرات التي من دون طيار تمكّن المرء حقاً من دراسة بعض الأشياء وتكوين صورة عما يجري". وكانت "البنتاجون" قد أرسلت إلى "الناتو" عدداً من الطائرات من دون طيار بهدف دعم العملية الليبية قبل ثلاثة أشهر. ويقول مسؤولون إن من شأن طائرات من دون طيار إضافية أن تتيح توسيع مراقبة المنشآت التي يشتبه التحالف في أن القذافي والمقربين منه يديرون الهجمات انطلاقاً منها. وتعليقاً على هذا الموضوع، يقول مسؤول رفيع في “البنتاجون”: "إننا نبحث حالياً كل الإمكانيات" المتاحة بخصوص إرسال طائرات من دون طيار وطائرات أخرى للمراقبة. وقال المسؤول إن إرسال المزيد من الطائرات بدون طيار، سيتطلب نقلها من مناطق حرب في أفغانستان والعراق، وعمليات محاربة الإرهاب في مناطق أخرى، وإن بعض المسؤولين الأميركيين وكبار القادة العسكريين يعارضون هذه الخطوة. وأضاف المسؤول: "إن السبب الذي يجعل هذا الأمر صعباً جداً هو حقيقة أن كل ما لدينا لديه التزامات ويُستعمل في أماكن أخرى". ويقول "علي العجيلي"، مبعوث الثوار إلى واشنطن إن قيادة الثوار سبق أن تقدمت منذ وقت طويل بطلب للحصول على مساعدة عسكرية أميركية، مضيفاً أن ما يحتاجه الثوار هو أسلحة صغيرة، وأسلحة مضادة للدبابات، ومركبات رباعية الدفع للصحراء، إضافة إلى أجهزة ومعدات لرصد الألغام الأرضية التي تزرعها قوات القذافي. وقال العجيلي: "لا يمكن أن نتخلص من هذا الرجل عبر رشقه بالبيض! هذا وقد قسمت الحرب في ليبيا البلاد إلى نصفين؛ ذلك أن القذافي مازال يسيطر على العاصمة طرابلس وجزء كبير من المنطقة المحيطة في الغرب؛ في حين يسيطر الثوار على المنطقة الشرقية للبلاد. ويمكن القول إن من شأن منح الثوار مساعدة عسكرية لأول مرة أن يؤشر إلى أن البيت الأبيض قد قرر تعميق الدور الأميركي على أمل قلب مجرى الحرب لصالح الثوار. وكانت إدارة أوباما قد زودت الثوار ببدل وأحذية عسكرية، وأجهزة للاتصال اللاسلكي، وخيام، وأدوية ومستلزمات طبية، ومساعدات أخرى غير عسكرية منذ أبريل الماضي. ولكن الولايات المتحدة رفضت تقديم أسلحة ومساعدات عسكرية أخرى، لأسباب من بينها أن واشنطن لم تكن تعترف رسميا بالثوار. غير أن تلك العقبة زالت الأسبوع الماضي عندما أعلنت وزيرة الخارجية أن الولايات المتحدة ستنضم إلى أكثر من 30 دولة أخرى للاعتراف بقيادة الثوار، الذي يعرف بـ"المجلس الوطني الانتقالي"، باعتباره حكومة ليبيا. وتعليقاً على هذا الموضوع يقول مسؤول رفيع في البنتاجون: "اليوم وقد تم الاعتراف، أعتقد أن النقاش" حول توفير مساعدة عسكرية "سيعود إلى الطاولة". والجدير بالذكر أن فرنسا وعدداً من البلدان الأخرى اعترفت بتقديم أسلحة صغيرة ومساعدات عسكرية أخرى للثوار. ويقول مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية إن أي قرار أميركي بشأن إرسال مساعدات سيتم اتخاذه بتشاور مع الحلفاء. القتال في شرق ليبيا بدا جامداً لأسابيع. وفي الغرب، يحرز الثوار في جبال النافوسة ومدينة مصراتة الساحلية تقدماً بطيئاً في زحفهم نحو طرابلس. وفي ظل رفض القذافي التنحي عن السلطة رغم قصف "الناتو"، أخذت إدارة أوباما تعترف تدريجياً بأن حلا للأزمة يمكن أن يشمل السماح له بالبقاء في ليبيا. وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم البيت الأبيض "جاي كارني" هذا الأسبوع إن الإدارة مازالت تعتقد أن القذافي قد فقد الشرعية وعليه أن يتخلى عن السلطة. ولكنه قال إن الولايات المتحدة لن تتخذ قراراً بخصوص المكان الذي ينبغي على القذافي أن يذهب إليه. ديفيد كلاود - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©