بيروت-''الاتحاد'' ووكالات الأنباء: عبرت شاحنات الجيش اللبناني أمس نهر الليطاني من عدة نقاط رافعة الأعلام اللبنانية فيما احتشد أهالي الجنوب من العائدين للترحيب بالجنود، في أول عملية لانتشار الجيش اللبناني منذ ·1978
وانطلقت وحدات الجيش عند الساعة السادسة من صباح أمس من نقاط تجمعها وانتشرت عشرات الآليات على الطرقات حيث عبرت قوة عسكرية جسر القاسمية على مصب نهر الليطاني وثانية اجتازت جسر الخردلي إلى الجنوب الغربي من مرجعيون والثالثة انطلقت من مدينة صور باتجاه مدينة بنت جبيل·
وأوضح ضابط كبير في الجيش اللبناني أن هناك ستة آلاف عسكري من ثلاثة ألوية مكلفين بالمرحلة الاولى من الانتشار واتخذ الجيش اللبناني مواقع له في حوالى ثلاثين قرية جنوب نهر الليطاني، وبعضها على الحدود مع اسرائيل· وقال الضابط ان الجيش انتشر في قرى يارون ومارون الراس وعيترون وبليدة على طول الحدود الغربية· ووصلت قطعة بحرية تابعة للجيش اللبناني الى مرفأ صور، بحسب ما افاد صحافي في وكالة فرانس برس، وعلى متنها 210 جنود و8 مدرعات و3 شاحنات عسكرية·
وكانت عملية انتشار الجيش قد بدأت انطلاقاً من منطقة مرجعيون باتجاه كفر كلا والخيام واتخذت قيادة منطقة الجنوب العسكرية من ثكنة مرجعيون مقراً للقوات الجديدة التي ستنتشر خلال عشرة أيام في جميع المناطق الواقعة ما بين الخط الأزرق الحدودي وجنوبي نهر الليطاني بما في ذلك منطقة العرقوب عند تخوم مزارع شبعا في القطاع الشرقي من جنوب لبنان بالتعاون والتنسيق مع قوات ''يونيفل''·وأقام الجيش النقطة الأولى لانتشاره في بلدة وادي جيلو، حيث أقام حاجز تفتيش عند مدخلها وأكملت القوة تقدمها باتجاه الخط الأزرق الحدودي في القطاع الغربي·
ووصلت الدفعة الأولى من اللواء العاشر في سلاح المشاة اللبناني المؤلف من 2500 جندي بالشاحنات إلى ثكنة مرجعيون بتمام السابعة صباحاً· وتدفق طابور يتألف من أكثر من 100 شاحنة وناقلة جند وعربة جيب إلى المدينة،وسط مراقبة عدد قليل من جنود قوات الطوارئ الدولية ''يونيفل''
حيث جرى احتفال بـ''رفع العلم'' اللبناني فوق ثكنة مرجعيون، وتلا قائد اللواء شارل شيخاني أمر قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي جاء فيه: ''اليوم وباسم الإرادة الوطنية الجامعة، تستعدون للانتشار على أرض الجنوب الجريح، إلى جانب مقاومتكم ومع شعبكم الذي أذهل العالم بصموده وثباته وكسر هيبة الجيش الذي قيل عنه أنه لا يقهر''·
وأعلن شيخاني أن اللواء سينتشر خلال 24 ساعة على طول الخط الأزرق، وأوضح أن طلائع القوة التي وصلت أمس ستستكمل بانضمام بقية عناصر اللواء· وقال احد الجنود اللبنانيين لوكالة ''رويترز'' للأنباء ''إننا في غاية السعادة، كيف يمكن لاحد أن ينتشر في أرضه ولا يكون سعيداً''·
ولاحظ المراقبون الأمنيون في الجنوب ورجال الإعلام، عدم وجود أي عنصر مسلح من رجال المقاومة في جميع مناطق انتشار الجيش وأكدوا بأن كل الجنوب تحول إلى ورشة كبيرة لإزالة أثار العدوان وإعادة أعمار الجسور المدمرة بفعل الغارات الجوية·
ومن المقرر أن يصل القوام الإجمالي للقوات اللبنانية إلى 15 ألف جندي ينضم إليها عدد مماثل من قوات الأمم المتحدة الموسعة طبقا للقرار ،1701 وذكر مصدر بالجيش اللبناني أن عملية الانتشار قد تستغرق من 3 إلى 4 أيام·
واستقبل الأهالي قوات الجيش بالأرز والورود والزغاريد تعبيرا عن فرحتهم، وقال لبناني لمراسل وكالة الأنباء الفرنسية '' أنا متأثر جداً برؤية جيشي يمر ويتوجه أخيراً في اتجاه الجنوب''،وقال مواطن آخر'' ليباركهم الله، يأتون لحمايتنا''· وصاحت سيدة لدى مرور الجنود '' الله يحميكم·· نحن لا نؤيد سوى الجيش''·
وقال حسام قاسم الذي يملك محطة بنزين في قرية دبين أحد معاقل ''حزب الله'':'' هذا شيء جيد، كلنا نريد الجيش،وكلنا نريد الاستقرار، في النهاية هذا هو الجيش الوطني وكلنا لبنانيون لا شيء آخر''· وبدأ نفوذ الجيش اللبناني في التراجع بالجنوب منذ الستينيات مع بدء نشاط ''الفدائيين'' الفلسطينيين والذي أعقبه الاجتياح الإسرائيلي في 1978 ثم الاجتياح الثاني في 1982 وصولا إلى بيروت، ثم انتقلت السيطرة إلى ''حزب الله''·
واعتبر وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت أن دخول الجيش اللبناني إلى الجنوب، إنجاز تاريخي للدولة اللبنانية وهو مهم جداً لمستقبل الدولة· وأشار إلى أن الجيش مفوض بشكل كامل بمصادرة أي سلاح يصادفه أو يعثر عليه في المناطق كافة ولا استثناءات في هذا الشأن· وأكد وزير الداخلية بالوكالة بأن سلاح ''حزب الله'' لن يكون متواجداً في منطقة عمل الجيش وقوات ''يونيفل'' إلى الجنوب من الليطاني، وأشار إلى أنه لا سلاح غير سلاح الشرعية سيتواجد على أرض الجنوب لضبط الأمن على الحدود· وأعرب وزير المهجرين نعمة طعمة بدوره عن ثقته بأن ''حزب الله'' سيسهل مهمة انتشار الجيش في الجنوب والى أن مظاهر السلاح لن تكون موجودة إلا من قبل الجيش وقوات ''يونيفل''·
في الوقت نفسه، أعلنت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية سلمت قوات ''يونيفل'' نصف المواقع التي كانت تحتلها في جنوب لبنان على أن تسلمها قوات ''يونيفل'' بعد ذلك إلى الجيش اللبناني· وأوضحت بأن عملية الانسحاب الكامل من جنوب لبنان سوف تستغرق عدة أيام وهي مرتبطة بقدرة ''يونيفل'' والجيش اللبناني على السيطرة على جنوب لبنان بأكمله·
ومن جانبه، توقع نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز أن يستكمل الجيش اللبناني وقوات ''يونيفل'' الانتشار في الجنوب خلال أسبوعين· وحول موعد الانسحاب النهائي للقوات الإسرائيلية رفض بيريز تحديد موعد قاطع·
وصرحت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفيني بأن القوات الإسرائيلية ستنسحب بسرعة مع وصول القوات اللبنانية وقوات ''يونيفل''· وأوضحت ليفيني أنه إذا كانت هناك مناطق يمكن أن تنسحب منها إسرائيل على أن تسد الفراغ فيها قوات الطوارئ الدولية والقوات اللبنانية ستفعل، ولكن إذا استغرق ترتيب القوات الدولية وقتاً سيستغرق انسحاب إسرائيل وقتا بالمثل·
وقال مسؤول أميركي رفيع إنه فور بدء وصول مزيد من قوات الأمم المتحدة إلى لبنان سيكون الانسحاب الإسرائيلي سريعاً·
عدد اليوم
