الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

التميمي: عرفات مات مسموماً ونزف لساعات بعد وفاته

17 يوليو 2012
رام الله (د ب أ) - قال قاضى قضاة فلسطين السابق الشيخ تيسير التميمي الذي تولى تجهيز كفن ياسر عرفات وتغسيله أمس إن نزيف دم استمر من رأس الرئيس الفلسطيني الراحل بعد 6 ساعات من إعلان وفاته. وجزم التميمي بأن عرفات، الذي توفى في 11 نوفمبر 2004، تعرض للقتل مسموما. وقال إن الدلائل وحالته الغريبة التي ظهرت حتى بعد وفاته تؤكد ذلك قطعيا. وقال التميمي إنه أشرف على تغسيل جثة عرفات بعد 6 ساعات على وفاته “حيث كان الدم ينزف ولم يتوقف من أجزاء في جسده، خاصة منطقة الرأس والوجه مع وجود بقع حمراء وزرقاء في اليدين والساقين والفخذين”. وأجرى معهد “رادييشين فيزيكس” في لوزان تحليلا لعينات بيولوجية أخذت من مقتنيات شخصية لعرفات استعملها قبل فترة وجيزة من وفاته. وهي أغراض تسلمتها أرملته سهى عرفات من المستشفى العسكري في بيرسي جنوب باريس حيث توفي. وعثر المعهد على “كمية غير طبيعية من مادة البولونيوم” المشعة السامة. ويعد التميمي من أكثر المقربين لعرفات ولازمه خلال تعرضه لحصار إسرائيلي مشدد في رام الله عام 2001. وروى التميمي أن أعراض المرض بدأت تظهر على عرفات قبل 3 أشهر من وفاته “حيث كان يعاني من حالة ضعف شديدة يرافقها تقيؤ وإسهال واضطرابات عضلية في جسده”. وذكر التميمي أن عرفات كان يقاوم في بداية مرضه ويصر على أنه بخير ولا يعاني سوى من الإنفلونزا، لكن صحته استمرت في التدهور بشكل متصاعد، حتى بدأ بتقيؤ أي طعام يتناوله ما أوصله إلى ضعف عام في جسده وهزال شديد. وبينما كان يصر عرفات على استقبال زواره وهو يجلس على كرسيه بشكل طبيعي حتى ساعات الليل المتأخرة لاحظ التميمي أن التدهور في صحته استمر بشكل خطير ما استدعى استقدام وفدين طبيين من تونس ومصر. وأشار إلى أنه نصحه وعدد من المسؤولين الفلسطينيين في بداية “أكتوبر بضرورة السفر إلى الخارج لتلقي العلاج لكن عرفات رفض ذلك بشدة وكان يردد “يريدون إخراجي من فلسطين حتى يتخلصوا مني .. أريد أن أموت في فلسطين وأدفن فيها، أوصيك أن تدفني في القدس بالمسجد الأقصى”. وذكر التميمي أنه ألح على عرفات قبل يوم من سفره إلى باريس لتلقي العلاج، بضرورة الإفطار خلال ما تبقى من أيام شهر رمضان، لكنه كان يرفض ويصر على أنه بخير وقادر على الصيام. وتعرض عرفات لحصار إسرائيلي مشدد في ديسمبر 2001 بعد عام من فشل أبرز جولة مفاوضات مع إسرائيل في كامب ديفيد برعاية أميركية للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي في حينه. وفي “أكتوبر عام 2004 تدهورت الحالة الصحية لعرفات، ونقل إثر ذلك إلى الأردن، ثم إلى مستشفى بيرسي العسكري في فرنسا يوم 29 من الشهر، وذلك بعد تلقي تأكيدات أميركية وإسرائيلية بضمان حرية عودته للوطن. وعن لحظة دخوله غرفة عرفات قبل 24 ساعة من وفاته قال التميمي “كان مشهد الرئيس الراحل مفزعا، رأسه متضخم بشدة والدم ينزف وتنفسه صعبا حتى إنني أغمضت عيناي فزعا”. وبينما أخذ التميمي يقرأ آيات من القرآن الكريم على رأس عرفات لعدة ساعات، لاحظ أنه حرك كتفه ثلاث مرات بشكل لا إرادي، لكنه لم يكن يعي شيئا عن العالم الخارجي. ومع فجر 11 نوفمبر أعلنت وفاة عرفات وتولى التميمي تغسيل جسده بعد 6 ساعات من مفارقته الحياة. وقال التميمي إنه صدم باستمرار النزيف من رأس عرفات حينما بدأ يغسل جسده طبقا لأعراف الشريعة الإسلامية. وأضاف “كانت هناك بقع حمراء وزرقاء في جسده واستمر النزيف بشكل غريب رغم وفاته، لذلك طلبت لاصقا طبيا لوضعه على موطن الدم”. وقال أيضا إنه سأل أحد الأطباء عن سبب النزيف بعد الوفاة، فأوضح أن السبب قد يرجع إلى بعض السموم التي تمنع تجلط الدم وتسبب التميع الذي يؤدي لخروج الدم بغزارة كالعرق من الجلد. وروى التميمي أنه تكفل بتجهيز قبر عرفات الذي أوصى بان يكون مؤقتا لحين التمكن من نقله إلى مدينة القدس. وقال “صنعنا له قبرا لينقل بسهولة إلى القدس في المستقبل بعد التحرير، فقمنا بتجهيز صندوق من الأسمنت المسلح ووضعناه على قضيبين حديديين كقضبان سكة حديد حتى يتم في المستقبل إخراجه داخل الصندوق بشكل سهل”. وبعد مراسم تشييع رسمية جرت في القاهرة بحضور حشد عربي وغربي رسمي كبير نقل جثمان عرفات جوا إلى رام الله، حيث منع الازدحام الشعبي الشديد التميمي من تولى مراسم دفنه. وقال “اضطررت فجر اليوم التالي إلى إعادة نبش القبر ودفنه حسب تعاليم الشريعة الإسلامية، حيث صلينا عليه ووضعناه على شقه الأيمن ونشرت عليه ترابا كنت طلبت إحضاره من المسجد الأقصى”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©