محمد حامد (دبي)
حصل برشلونة على 12 نقطة في الليجا، بعد أن كان متأخراً أمام الأندية المنافسة منذ انطلاقة الموسم الحالي، وكان آخرها في مواجهة ديبورتيفو ألافيس القادم من إقليم الباسك، وشهدت المباراة حصول برشلونة على 3 نقاط مهمة بفوزه الصعب بهدفين لهدف، بعد أن كان مهزوماً حتى الدقيقة 72، ليستمر على القمة بفارق 11 نقطة مع أقرب الملاحقين أتلتيكو مدريد، و19 نقطة أمام الغريم التاريخي ريال مدريد صاحب المركز الرابع وله مباراة مؤجلة.
عودة البارسا أمام ألافيس أثبتت أنه الأكثر تمتعاً بشخصية الفريق البطل، وهو ما يجعله الأقرب لحسم المنافسة على لقب الليجا، وعلى الرغم من تألق سواريز، وميسي، وأندريس إنييستا ومشاركتهم في تحقيق الفوز وإنقاذ البارسا من فخ الفريق الباسكي المجتهد، إلا أن حكم المباراة فيلانويفا إيجناسيو أثار جدلاً كبيراً بقراراته التحكيمية، التي اشتكى منها لاعبو ألافيس بتصريحات نارية تحت عنوان «البارسا لا يحتاج مساعدة الحكام». وقد تعددت القرارات التحكيمية المثيرة للجدل في موقعة الكتالوني والباسكي، إلا أن أكثرها تأثيراً على نتيجة المباراة يتعلق بالهدف الثاني، الذي سجله ميسي من ركلة حرة مباشرة قبل 6 دقائق من النهاية، وهي الركلة التي سبقها وجود حالة تسلل على باكو الكاسير الذي حصل بدوره على الخطأ، ومنه سجل ميسي هدف الحسم، إلا أن بقية القرارات أثارت جدلاً جماهيرياً رغم صحتها، ومنها مطالبة ألافيس بركلة جزاء على مدافع البارسا صامويل أومتيتي الذي لمست الكرة يده في منطقة جزاء البارسا، ولكنها لمسة غير متعمدة وفقاً لإجماع الصحافة الكتالونية والمدريدية.
وعلق إرنستو فالفيردي على لمسة يد أومتيتي بقوله إنه لم يشاهدها، ولكنه حرص على سؤال اللاعب الذي أكد له أنها كانت عفوية، وأشار المدير الفني للبارسا إلى أنه لا يجب قطع يد المدافع الفرنسي، تجنباً لعدم احتساب ركلة جزاء لفريق ألافيس، فقد اصطدمت الكرة بيده عن طريق الخطأ ولا توجد شبهة تعمد.
وبعيداً عن الإثارة التي صنعتها قرارات الحكام، فقد شهدت المباراة تحقيق عدة أرقام أبطالها فالفيردي، وميسي، وإنييستا، وسواريز، أهمها معادلة رقم جوارديولا، وتفوق ليو على غريمه رونالدو في الركلات الحرة المباشرة، وسيطرة إنييستا على صناعة الأهداف في آخر 15 عاماً بالليجا، واستمرار توهج سواريز تهديفياً للمباراة الثامنة على التوالي.
1 نجاح هادئ
إذا كان بيب جوارديولا لا يستمع إلا لصوت السيطرة والاستحواذ والبحث عن مرمى المنافس في منظومة هجومية لا تعترف بالتدابير الدفاعية، فإن فالفيردي هو أحد أكثر المدربين حرصاً على الأداء المتوازن، وقد تجلت شخصية المدير الفني للبارسا في بداية الموسم، حينما تعرض للسقوط على يد الريال في سوبر إسبانيا عقب رحيل نيمار، ولكنه احتفظ بأعلى درجات الهدوء، وعاد البارسا للتألق على يديه، وهو الآن في حاجة للفوز في المباراة القادمة أمام إسبانيول لضرب رقم «بارسا بيب» بتجنب الخسارة في 22 مباراة متتالية بالليجا، حيث يتساوى الآن مع جوارديولا بـ21 مباراة لكل منهما في البطولة الإسبانية.
2 لدغة عبقري
لم تتجاوز صحافة كتالونيا الحقيقة، حينما وصفت هدف ميسي الذي جاء في الدقيقة 84 من ركلة حرة مباشرة بـ«لدغة عبقري»، فهي تستحق هذا الوصف قياساً بدقة التنفيذ، وتوقيت التسجيل، وبالنظر إلى أنها لدغة أصابت منافسه وغريمه كريستيانو رونالدو، فقد رفع ميسي رصيده التهديفي من الركلات الحرة المباشرة في الليجا إلى 21 هدفاً متفوقاً على رونالدو، مع الوضع في الاعتبار أن «الدون» يخوض موسمه التاسع في الليجا، مقابل 14 موسماً لميسي، وما يميز رقم ليو أنه الأفضل في ربع قرن، حيث لم يتمكن أي لاعب من تسجيل 21 هدفاً من ركلات حرة في الليجا منذ موسم 2003 - 2004.
3 لمسة رسام
منذ قدوم كوتينيو لصفوف البارسا توجهت الأنظار صوب إنييستا، الذي أصبح مطالباً بنسيان تاريخه الكبير مع الفريق الكتالوني، وبدء مسيرة جديدة وكأنه قادم من صفوف الناشئين، حيث يمكن للنجم البرازيلي تهديد عرش الرسام الإسباني، ولم يتأخر إنييستا في بث رسالته التي تقول: لا زلت هنا، فقد صنع هدفاً لسواريز حقق به الفريق الكتالوني التعادل واستعاد به الأمل، وهي اللمسة السحرية الـ69 في مشوار إنييستا بالليجا، مما يجعله اللاعب الوحيد الذي لم يتوقف عن صناعة الأهداف في آخر 15 عاماً بالمسابقة الإسبانية، ليؤكد النجم الملقب بالرسام أنه لا زال في إبداعه بقية، ومن المرجح أن يكون كوتينيو محفزاً له للاستمرار في التألق.
4 انتفاضة هداف
حصل سواريز على المكافأة التي يستحقها بفضل تألقه في المباريات الأخيرة، فقد عاد النجم اللاتيني لممارسة مهام مركزه بتسجيل الأهداف دون توقف، وأسفرت حملته التهديفية عن التسجيل للمباراة الثامنة على التوالي في الليجا، وهو رقم لا يضاهيه فيه أي لاعب آخر في الدوري الإسباني، بل في دوريات أوروبا الخمسة الكبرى، ويمكن لسواريز أن يواصل رحلته بنجاح في المواجهات القادمة، ويرفع رصيده من التسجيل في المباريات المتتالية لما هو أبعد من ذلك، وسجل مهاجم البارسا 11 هدفاً في 8 مباريات متتالية بالليجا رافعاً رصيده إلى 16 هدفاً يلاحق بها رفيق الدرب ميسي الذي يتصدر لائحة الهدافين بالرقم 20.
عدد اليوم
