خرجوا في صباح يوم باكر ليستقبلوا مريضا لهم قادما من الوطن المحتل حتى يتم علاجه في الخارج فهو يعاني من ألم في صدره وبحاجة الى علاج حتى يتمكن من العيش في هذا الجو الخانق الذي يحاصره من جراء قوات الاحتلال في كل يوم·
تمكنوا من الحصول على تصريح لنقله في سيارة اسعاف حتى تعبر الجسر ولكن في آخر نقطة تعب من جديد فأعادوه الى مستشفى اريحا وهو في الطريق توفي نتيجة لضيق التنفس لديه فقرروا اعادته الى بلده حتى يدفن فيها وبقى الناس في الانتظار ساعات وساعات على أمل ان يعود مرة اخرى بسيارة الاسعاف فهم لا يعرفون ما الذي حصل بعد هذا الانتظار الطويل لعلمهم ان الاجراءات طويلة وتأخذ وقتا طويلا لما يتعرضون له من ذل وإهانة على يد الجنود الصهاينة على الحدود ولكن ما هي إلا ساعات حتى جاءهم الخبر بوفاة المريض وعاد الى بلده مرة اخرى·
كانت تفصلهم عنه بضع أمتار لم يستطعوا خلالها من رؤيته ولكنهم سمعوا شخصا من الجانب الآخر يقول الله معكم فعرفوا ان كل شيء انتهى واداروا ظهورهم ليعودوا من حيث أتوا، ولكن في اللحظة الاخيرة هبت نسمة باردة من نسمات الوطن على وجه هؤلاء الناس تقول اصبروا إن الله مع الصابرين وان هذا الظلم له نهاية، ولا حول ولا قوة إلا بالله·
هاني سعيد
أبوظبي
عدد اليوم
