الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

على خفيف - محمد عيسى

17 أغسطس 2006 01:27
رحيل النويس فارقتنا روحه يوم أمس··· حلقت إلى بارئها في السموات العلا·· عادت الأمانة لصاحبها، ليستوفي المأمون أمانته·· إرتفعت الروح إلى السماء، عادت الى بارئها مخلفة لنا الحسرة والألم والحزن على فراقك··على شخصك··على مكارم أخلاقك··على وعلى وعلى·· فجعنا بخبره المؤلم الذي قطع القلوب، وعصرها مرارة وألم على رحيلك··· ذرفت الدموع من المآقي··وانكسرت القلوب··· فارقتنا فلم نعد نملك إلا أن نرفع أكف الضراعة والتوسل بالدعاء للمولى عز وجل أن يتقبل روح فقيدنا فهد النويس بواسع رحمته، ويسكن فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان·''إنا لله وإنا اليه راجعون''· فارقتنا يوم أمس روح فهد النويس أمس وغيب الموت أحد أبنائنا الرياضيين، بل أحد الرياضيين المميزين، ومن منا لايعرف لاعباً، مميزاً خلوقاً، بل مثالاً يقتدى به، في الأخلاق والتعامل مع الآخرين وحب الناس، لاعباً لم تكن الابتسامة تفارق شفتاه، لاعباً لم يعرف الحقد والكراهية، لاعباً زرع في قلبه الحب والطيبة، تربى على الأخلاق والفضيلة، كان محبوباً مقرباً من الجميع، محبوباً من أقربائه وأصدقائه، ومن من لم يقابلهم ولايعرفهم· إنه إنسان زرع حبه في من حوله من البشر، وكأن الملائكة أحبته استجابة لنداء المولى إني أحببت فلانا فأحبوه، فأحبته الملائكة ومن ثم من الناس، نعم كلنا أحببنا ومازلنا وسنظل نحب الصديق واللاعب والإنسان فهد النويس رحمة الله عليه· وكان رحمه الله بدأ حياته الكروية لاعباً في الجزيرة، وقد أبدع في بيته الأول، وصال وجال مع فرقه العنكبوت، قبل أن يحزم حقائبه وينتقل الى بيته ومحطته الكروية الثانية العين، ليسطع نجمه ويبدع من البنفسج، ويزيد تألقه وإبداعاته ويسهم مع رفاقه في القلعة العيناوية لإضافة كم من البطولات كسبها العين مع النويس، مسطراً اسمه ضمن كوكبة النجوم والأسماء اللامعة ولائحة الشرف العيناوية، ومن خلالها حجز النويس مكاناً له في قلوب الجماهير العيناوية التي لن تنسى أهدافه وإبداعاته الكروية، وبالتأكيد لم يقتصر تألق النويس مع نادييه بل كان كذلك مع المنتخب وإن كان رحمه الله ظهر في وقتاً كانت الساحة الكروية زاخرة بالنجوم والمواهب وهو ما لم يعط النويس الفرصة كاملة مع المنتخب لكن رغم زخم الأسماء والنجوم المهاجمين استطاع رحمه الله حجز مقعد له بين صفوف المنتخب في العديد من المباريات· وفي السنوات الأخيرة وبعد اعتزاله اللعب وقراره الصعب بفراق المستديرة ظل النويس قريباً من وسطه الرياضي الذي قضى أجمل أيام عمره معهم، الى أن ابتلاه الله بمرض عضال ظل يصارعه في السنوات الماضية، الى أن أنهك قواه، ونال من عافيته، وأسكنه السرير لتودع روحه يوم أمس راضية مرضية إلى بارئها، منهية رحلة مريرة للفقيد مع المرض، ولتطوي صفحة من صفحاتنا الرياضية البارزة، منهية حياة أحد نجوم ملاعبنا الخضراء وهو في سن مبكر· وتربطني بالراحل علاقة مميزة وإن كانت لقاءاتنا قليلة، لكن ما في القلوب كبير، وحب النويس أكبر من أن تمحوه الأيام والسنون، وخلال السنوات التي جمعتني به لم أجد منه إلا كل طيب وخلق واحترام وتقدير، ولعل ثمة شيئا مميزا قلما تجده في الناس وجدته في النويس هو إجبارك على أن تحبه، نعم من التقى النويس أحبه، لأخلاقه السامية وطيبته وشفافيته، وصراحته، عفويته، ووضوحه،··· رحمك الله يافهد···وقد خسرناك··وسنفقدك··ولكن لاحول ولاقوة إلا بالله، إنه القدر المحتوم، الذي لانملك حياله شيء سوى أن نقول رحمك الله يافهد النويس· محمد عيسى mohdema@hotmail.com
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©