الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تفعيل قوة الإرادة أهم طرق تأهيل ذوي الإعاقة

تفعيل قوة الإرادة أهم طرق تأهيل ذوي الإعاقة
24 يوليو 2011 19:48
برامج التأهيل الطبي، والعلاج الطبيعي للأمراض العصبية، وطرق التعامل مع الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية، وأدوار أعضاء فريق الطب الطبيعي، وإعادة التأهيل مثلت محاور لقاء أجرته “الاتحاد” مع الدكتور رضا الباروني، رئيس مركز الطب الطبيعي، وإعادة التأهيل في مدينة الشيخ خليفة الطبية بإدارة كليفلاند كلينيك، إحدى منشآتّ شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة”، وذلك بغرض التعرف إلى عالم التأهيل بما له من دور حيوي ومهم في تفعيل الإرادة والتحدي لأصحاب بعض الحالات المرضية، ما يجعلهم في النهاية أشخاصاً فاعلين بإيجابية في مجتمعهم، ومحققين لآمالهم وأحلامهم الخاصة. يعتبر إنشاء مراكز الطب الطبيعي وإعادة التأهيل خطوة متطورة جدًا على مسار الرعاية الطبية الشاملة والأساسية، حيث إنه إذا تم إنشاء مثل هذه المراكز على الوجه الصحيح والمبني على معايير عالمية دقيقة ومحدَدة ستقوم بتقديم رعاية طبية وخدمات تأهيلية غاية في الأهمية لفئات عديدة ممّن يعانون من خلل في أداء وظائف مختلفة، في الجهاز الحركي أو العصبي (إعاقات) قد تكون قد نتجت بسبب حوادث مرورية، أو إصابات صناعية، أو أمراض وراثية أو أمراض مزمنة أخرى. مبادئ التأهيل حول الكيفية التي يتسنى للمرضى وعائلاتهم الاستفادة بها من هذا النوع من العلاج، قال رضا الباروني، رئيس مركز الطب الطبيعي وإعادة التأهيل في مدينة الشيخ خليفة الطبية إن ذلك يتم بفهم وتطبيق كامل لمبادئ التأهيل الطبي المتعارف عليها عالمياً” وهي: 1 - تحديد عامل زمني دقيق بعد استكمال كافة التقييمات السريرية اللازمة من قبل فريق التأهيل الطبي وذلك حسب نوع الخلل الوظيفي كل حالة على حدة. 2- أن يكون البرنامج المعد من قبل الفريق المعالج يرتكز على أهداف واضحة للمريض وأسرته، على أن تكون هذه الأهداف واقعية وعمليِِّة من الممكن تحقيقها سواء أكان ذلك بغرض الشفاء، أو بغرض تمكين الشخص المصاب من القيام بكلّ أوجلّ الوظائف الحياتية اليومية. 3- من شروط هذه البرامج التأهيلية الطبية أن تتم بطريقة مجديّة من الناحية المالية والاقتصادية بحيث لا يعطى المريض أقل ولا أكثر مما يستحق من الناحية السريرية والعملية البحتة. 4- التعامل مع كل الحالات مهما كانت درجة الإصابة والإعاقة الناتجة بطريقة العمل كفريق متكامل، ومتفاعل مع ضرورة التركيز على أن الشخص الذي يعاني من خلل في وظائف الجسم (إعاقة) وأسرته هم جزء أساسي من مكوّنات فريق التأهيل الطبي المتنوّع التخصصات. واستعرض الباروني أعضاء فريق الطب الطبيعي وإعادة التأهيل، موضحاً دور كل منهم بما يلي: ? المصاب أو المريض وأسرته ودورهم يتمثل في استيعاب نوع ودرجة العجز حسبما يحدّده الفريق المعالج، ومن ثم المشاركة الإيجابية والفاعلة لتطبيق برنامج التأهيل بواقعية وإخلاص. ? ممرض تأهيل متخصص في هذا النوع من الرعاية الصحية، مع التأكيد على أن دور التمريض التأهيلي هو إيجابي تعليمي استشاري أو تقني، وليس دوره خدمياً سلبياً تقليدياً. ? استشاري تأهيل طبي عادة ما يكون متخصصاً في فرع أو أكثر من فروع التأهيل الطبي المتعددة. على سبيل المثال لا الحصر الجلطات الدماغية، وبتر الأطراف، وإصابات الحبل الشوكي، والشلل الدماغي أو الآلام المزمنة، وغالبا ما يقود استشاري التأهيل الطبي الفريق المعالج، وذلك في إطار التحديد الدقيق للتشخيص الوظيفي (التأهيلي)، والعمل على بلورة أهداف البرنامج العلاجي ومتابعتها مع باقي أعضاء الفريق. ? أخصائي علاج أمراض النطق والتخاطب ويكون الدور المنوط به هو توصيف ووضع خطة علاجية، والإشراف على تطبيق لمثل هذه الصعوبات، إضافة لمشاكل أخرى قد تكون مصاحبة لبعض الأمراض والإصابات العصبية لعدم القدرة على البلع والتغذية بصورة آمنة، وأيضاً اضطرابات الصوت إلخ. ? أخصائي علاج وظيفي، حيث يلعب مثل هذا الأخصائي دوراً رئيسياً في إطار تقييم إمكانات الشخص المصاب من ناحية أداء الوظائف الحياتية اليومية، كالقدرة على تغيير الملابس، الأكل، قضاء الحاجة، الاستحمام (إلخ)، أيضاً وصف الأدوات المساعدة أو الكراسي المتحركة. ? أخصائي علاج طبيعي، وهنا يجب التنويه على أن هذا النوع من التخصص قد يساء فهمه على أنه أخصائي تدليك، أو مدرس تربية رياضية، وهذا خطأ شائع، حيث إن العلاج الطبيعي هو تخصص مهم جداً من تخصصات الرعاية الصحية ويعتبر ركيزة من الركائز الأساسية في عملية التأهيل الطبي. ? فني أطراف صناعية وأجهزة تعويضية، ويقوم مثل هذا الأخصائي حينما دعت الحاجة بتصنيع الطرف أو الجهاز الذي يتم وصفه من قبل استشاري التأهيل الطبي أو فريق التأهيل. ? أخصائي اجتماعي وعادة ما يقوم بدور تسهيل خروج المصاب من المستشفى أو مركز التأهيل، وأيضاً العمل على تسهيل بعض الصعوبات التي قد تواجهه في المجتمع. ? أعضاء آخرون، مثل أخصائي نفسي، مدرّب أو معلم مهني. خصوصية التأهيل حول مدى فعالية البرامج العلاجية المتخصصة لكل فئة عمرية أو شريحة مرضية، أجاب الباروني لافتاً إلى أهمية الطرح بقوله: إن السؤال مهم جداً” ولكن للإجابة عليه قد لا يتسّع المجال ولذلك وباختصار شديد، أود توضيح بأن كل عملية تأهيلية طبية تحمل خصوصية وتفاصيل دقيقة تكاد تختلف من شخص لآخر حتى في إطار تشابه الشريحة التشخيصية بمعنى الجلطات الدماغية وتأثيراتها تتباين من مريض لآخر حسب المنطقة المصابة في المخ، وكذلك الحال في إصابات الحبل الشوكي، والإصابات الدماغية، وبتر الأطراف، وعليه من الضرورة بمكان أن يتم “تفصيل” برنامج التأهيل الطبي حسب معايير محددة ومستقاة من التشخيص الوظيفي (التأهيلي) الدقيق لكل حالة على انفراد تام. وعن الخدمات التي يوفرها مركز الطب الطبيعي، وإعادة التأهيل في مدينة الشيخ خليفة الطبية، وكيفية استفادة المريض منها، حددها الباروني فيما يلي: ? الطب الطبيعي وإعادة التأهيل: عادة ما تكون الحالات محوّلة للاستشارة من مختلف التخصصات الطبية لغرض تقييم نوع ونسبة العجز، التشخيص الوظيفي، تحديد الخطوط العريضة للبرنامج العلاجي التأهيلي، وذلك بالعمل جنباً إلى جنب مع باقي أعضاء فريق التأهيل بشرط أن يتقاطع كل ذلك مع حالة المريض وأهدافه الواقعية المرجو تحقيقها. ? برامج التأهيل الطبي متنوّعة ومتدرّجة من حيث المكان (تنويم داخلي، عيادة خارجية، رعاية منزلية، برامج المستشفى النهاري)، والزمان، وذلك حسب تطوّر الحالة أو حدوث مضاعفات تستدعي تدخلات أكثر تعقيداً. ? التخطيط الكهربائي للأعصاب والعضلات: وهو عبارة عن استخدام مبادئ كهربية – فيزيائية في تشخيص حالات كثيرة، من أمراض وإصابات الجذور العصبية أو الأعصاب الطرفية. وهذه تقنية تحتاج إلى تدريب متخصص ودقيق في غالب الأحيان يقوم استشاري علم أمراض الأعصاب أو استشاري إعادة التأهيل الطبي بهذه المهمّة. ومن الأمثلة العملية، التي ينصح فيها بأن يتم فحص المريض بهذا النوع من التقنية التشخيصية التهاب الأعصاب الناتج من مرض السكري، والضغط الغضروفي في الرقبة أو أسفل الظهر على الجذور العصبية. ? علاج الآلام: وجود برامج تأهيلية طبية متخصصة ودقيقة لعلاج الآلام خصوصاً المزمنة منها بما فيها آلام الأعصاب، الصداع، آلام المفاصل والعضلات. ويجب التنويه هنا على تنوع سبل العلاج، بحيث تكون متداخلة أو متدرّجة حسب حالة المريض، وذلك باستخدام أدوية معينة، حقن موضعي بمواد وعقاقير طبية مختلفة، علاج طبيعي نشط، علاج مائي، العلاج باستخدام الترددات الإشعاعية أو أجهزة التنشيط العصبي وغيرها. ? العلاج الطبيعي لأمراض الجهاز العضلي والهيكلي باستخدام تقنيات كهربائية وحرارية مختلفة، وأيضاً عن طريق أشعة الليزر أو الروبوتات. كذلك وصف وتطبيق التمارين العلاجية أو العلاج اليدوي لمختلف الأنسجة العضلية أو الليمفاوية. ? العلاج الطبيعي للأمراض العصبية، ويتم هذا عن طريق عمل المريض كعضو فاعل في فريق التأهيل بهدف مضاعفة القدرة الوظيفية للأطراف خصوصاً السفلية منها كالتدريب على المشي والتوازن وغيرها. ? تصنيع الأطراف الصناعية، والأجهزة التعويضية، ويكون ذلك في إطار برامج تأهيلية تخصصية لحالات سريرية معينة، مثل بتر الأطراف، شلل الأطفال، إسقاط القدم الناتج عن جلطات دماغية أو ضغط في قناة الحبل الشوكي على جذر عصبي معيّن. وبعد أن يتم تحديد التشخيص بصورة دقيقة تكتب الوصفة للمريض التي يتم على ضوئها أخذ القياسات اللازمة لتصنيع الطرف الصناعي أو الجهاز التعويضي وبعد ذلك عمل التعديلات، ومن ثم متابعة العملية التأهيلية والتدريب على استخدامه بالصورة الصحيحة. ? التعامل مع حالات أمراض التخاطب والكلام وصعوبات البلع. وهذا جانب من البرامج التي لا ينبغي التقليل من أهميتها، حيث يلعب هذا النوع من العلاج باختلاف طرقه وتقنياته الدقيقة دوراً “أساسياً” في مختلف الحالات، التي تعاني من مشاكل الصوت، البلع، النطق أو الكلام، إضافة إلى التعامل مع الأطفال التوحديين. نبذة عن مركز الطب الطبيعي وإعادة التأهيل في مدينة الشيخ خليفة الطبية مركز الطب الطبيعي وإعادة التأهيل هو مركز متخصص تطور تدريجياً ليصبح رائداً وطنياً في مجال طب إعادة التأهيل، فبتوفيره منهجاً مرتكزاً على المرضى يستهدف كلاً من المرضى وعائلاتهم، يكون المركز قد تبنى أحدث الطرق العالمية لتقديم رعاية متداخلة التخصصات تهدف إلى إعادة تأهيل الحالات الحادة والتالية للحالات الحادة. ويتألف الفريق الرئيس من أطباء متخصصين في الطب الطبيعي وإعادة التأهيل، وأخصائيي علاج وظيفي، وممرضين، وأخصائيي اضطرابات التخاطب واللغة، وأخصائيي علاج طبيعي، وأخصائيين اجتماعيين، وأخصائيين في الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية، كما يعمل الفريق كذلك عن كثب مع جراحي الأعصاب، وأخصائيي الطب الباطني، وأخصائيي الروماتيزم، وأخصائيي الأعصاب، وأخصائيي طب الأطفال، وجراحي العظام. وباحتوائه على وحدة لإعادة تأهيل الحالات الحادة تضم 21 سريراً، وأماكن للعلاج تابعة له في كل من الجناحين الطبي والجراحي لمدينة الشيخ خليفة الطبية، يوفر المركز خدمات إعادة تأهيل رفيعة المستوى للحالات الحادة والتالية للحالات الحادة للمرضى الذين يعانون من السكتات الدماغية، وإصابات الدماغ البالغة، وإصابات الحبل الشوكي، وإصابات الكسور والمفاصل المتنوعة، وغيرها من المشاكل العصبية والعضلية-الهيكلية الأخرى لكل من المرضى المقيمين والمراجعين. ويلتزم المركز الذي يعتبر الأول من نوعه في الإمارات بإنشاء برامج تدريبية لخريجي الطب والمتخصصين في تخصصات الرعاية الصحية المساندة، كما يشارك أعضاء المركز كباحثين رئيسيين في العديد من مشاريع البحث السريري.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©