الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«فزعة» الإمارات حرمت إيران موطئ قدم باليمن

«فزعة» الإمارات حرمت إيران موطئ قدم باليمن
19 فبراير 2016 09:09
ناصر الجابري (أبوظبي) نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، مساء أمس الأول بمقر المركز في أبوظبي، محاضرة بعنوان «تطورات الأزمة في اليمن» ألقاها معالي الدكتور رياض ياسين وزير خارجية الجمهورية اليمنية السابق، بحضور الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ونخبة من المفكرين، والمثقفين، والمهتمين بالشأن اليمني. وعبر ياسين عن سعادته لكونه بين أهله وإخوانه في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقدم شكره وامتنانه للدكتور جمال سند السويدي، مدير عام المركز، لدعوته لإلقاء هذه المحاضرة، منوهاً إلى اهتمامه الكبير باليمن، خاصة أنه صاحب كتابي «حرب اليمن 1994: الأسباب والنتائج» و«السراب»، اللذين حويا الكثير من المعلومات عن تاريخ اليمن وخلفيات الصراعات فيه، وعن أحداثه المستمرة وتداخلاتها إلى يومنا هذا، مشيداً بالدور الذي يلعبه المركز في إثراء الميدانين البحثي والفكري في المنطقة والعالم، وبجهود الدكتور جمال سند السويدي في إدارة الصرح البحثي العظيم. وأشار إلى أهمية دور دول قوات التحالف العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات، في عمليات إعادة الأمل باليمن دفاعاً عن الحق، والشرعية، مستعرضاً مقطعاً تسجيلياً لزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للجرحى البواسل من قوات الإمارات المشاركة ضمن قوات التحالف العربي باليمن، وكلمة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في القمة العالمية للحكومات «كما أطفأنا حريق الفندق سنطفئ الحريق في اليمن»، مؤكداً أن الأحداث في بلاده بينت البسالة، والشجاعة التي يتمتع بها الجندي الإماراتي، واصفاً إياها «بالفزعة الحقيقية». وأكد رياض ياسين أن المرحلة الحالية هي مرحلة تحقيق الحل السلمي، عن طريق تطبيق قرار الأمم المتحدة 2216، والذي يحتوي على عدة نقاط جميعها ملزمة للحوثيين، منها إلقاء السلاح، وتسليم ما تم نهبه بالتواطؤ مع معسكرات الحرس الجمهوري التابعة لصالح، والانسحاب من المدن التي تسيطر عليها الجماعات الانقلابية. وأضاف: نحن ملتزمون بكل قرارات الأمم المتحدة، لكننا نواجه بتعنت من ميليشيات الحوثي، والآن ننتظر موافقتهم على إجراء الجلسة الثالثة من المفاوضات، وفي تصوري أن هذا لن يحصل، فهم يراهنون على الوقت حتى اليوم. وتساءل : كيف نتحدث عن النوايا الطيبة؟، ونحن نتحدث عن ميليشيات قامت بالانقلاب، واحتجاز رئيس الجمهورية، ونائبه، والوزراء، وعن جماعة اختطفت الشعب اليمني، وبالتالي لا يعقل أن نتعامل معهم معاملة الند بالند، ونمنحهم نصف اليمن، ونصف السلطة، فهذا شيء لا يقبله المنطق، مشدداً على ضرورة عدم حصول الانقلابيين، والمتمردين على أي مكاسب سياسية تحت غطاء دولي. وأشار إلى أنه لا توجد دولة تقوم بدعم الجماعات الإرهابية علناً، سوى إيران، والتي تقدم الدعم الواضح لجماعة الحوثي الإرهابية التي لا تختلف عن الجماعات الإرهابية الأخرى مثل تنظيم داعش الإرهابي، وجبهة النصرة، وجماعة «بوكو حرام». وتابع ياسين: نحن على ثقة أننا في الوقت الحاضر استطعنا تحقيق عدة إنجازات منقطعة النظير، منها منع إيران من أن تضع موطئ قدم في اليمن، كما جنبنا الجمهورية من مصائر دول أخرى مثل أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا، وعلينا النظر أين كنّا قبل عام، وأين أصبحنا اليوم لنلمس حجم النجاح. وأوضح أن الأولوية الأولى للحكومة اليمنية هي بناء المؤسسات، فالرئيس المخلوع صالح طوال فترة حكمه التي استمرت 33 عاماً، عمل على هدم المؤسسات، فلم تكن هناك مؤسسات قوية قائمة، وبالتالي من دون إعادة المؤسسات وبنائها لن يُعاد اليمن، مضيفاً أن جيش صالح استهلك 40% من ميزانية اليمن، ولم تستخدم هذه المبالغ في إيجاد منظومة تعليمية، وصحية، وخدمية قوية تجعل من اليمن بلداً متمتعاً بالثروات الطبيعية، والبشرية معاً. وحول أفق المستقبل، أكد أهمية وجود استراتيجية واضحة تضمن مشاركة الشباب، فما حصل خلال هذه الفترة ينتج عدة دروس من أهمها الانتقال إلى مرحلة جديدة يكون أساسها حق تقرير المصير التنموي في كل منطقة، ثم المراحل السياسية، والتي منها إنجاز الفيدرالية، موضحاً أنه يجب الاتعاظ مما حدث والتعلم منه، والتفكير في عدم اجترار الماضي وشخوصه، والاستفادة من دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وما قدمته من نماذج إيجابية يمكن التعلم منها في بناء الدولة. وأشار إلى أهمية إعادة الأمن سريعاً في عدن، التي كانت مثالاً في فترات ماضية لما يجب أن تكون عليه المدن المتحضِّرة والمتطورة، معتبراً أن وجود التحديات طبيعي، ولابد من تكاتف الجميع، وتشاركهم لتجاوز هذه العقبات، وعلى جميع اليمنيين العمل لأجل تحقيق الأمن الكامل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©