الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عفراء الحاي: تأهيل المقبلين على الزواج يحقق الاستقرار العائلي

عفراء الحاي: تأهيل المقبلين على الزواج يحقق الاستقرار العائلي
24 يوليو 2011 19:44
حرص مركز النهضة والاستشارات والتدريب منذ انطلاقه على نشر الوعي بالثقافة الزوجية، لخلق الاستقرار والتماسك في محيط الأسرة، من خلال العديد من البرامج والاستشارات والتدريب للأخذ بيد شرائح المجتمع ككل، وتوجيهها نحو السبل الكفيلة بحياة زوجية متماسكة، ونظرا لتفاقم المشاكل الأسرية وزيادة نسبة الطلاق عند المتزوجين الجدد، الأمر الذي دفع المسؤولين فيها للعمل على احتواء الموقف من خلال البحث والتقصي، لإيجاد برنامج يسهم في الحد من اشتعال فتيلة المشكلات بين المتزوجين، وذلك بوضع برنامج لتأهيل المقبلين على الزواج. فكرة برنامج تأهيل المقبلين على الزواج جاءت من منطلق الاهتمام بشؤون الأسرة، ونتيجة تفاقم المشكلات والقضايا الأسرية وزيادة نسبة الطلاق بين حديثي الزواج، الأمر الذي شكل تهديدا صريحا لتماسك أعمدة الأسرة وثبات كيانها، فتقدم مركز النهضة للاستشارات والتدريب بوصفه جهة اجتماعية، بوضع بعض الأفكار والبرامج التي تستطيع أن تنشئ أسرة متماسكة مستقرة، من خلال تلمس القضايا الأسرية، ورصد المشكلات التي تعاني منها الأسرة مثل الانحراف والتفكك والإدمان. تجربة مصغرة تقول عفراء الحاي، مديرة مركز النهضة للاستشارات والتدريب “وضعنا البرنامج بعد لقاءاتنا مع بعض المختصين في الشؤون الأسرية، ومن خلال التباحث والتشاور في تفاصيل المشاكل الأسرية وكيفية الحد منها، ونتيجة لاطلاعنا على تجارب بعض الدول التي حققت نتائج جيدة في إيجاد استقرار ووحدة أسرية منها تجربة ماليزيا التي كانت أكثر عمقاً ووضوحاً، الأمر الذي دفعنا إلى التعاون مع مختصين ماليزيين في شؤون الأسرة على تطبيق هذه التجربة التي بدأت سنة 2007 تحت رعاية سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة. وتضيف “في بداية إطلاق البرنامج كانت مدته أسبوعين كتجربة مصغرة، وقد تضمن عدة جوانب كندوات دورات ومحاضرات وورش عمل واستشارات، وحرصنا على أن يجمع البرنامج بين الترفيه والتدريب حتى لا ينتاب المتدرب نوع من الضيق والملل من فترة البرنامج، وحتى نجذب المتدرب ونجعله يلتزم بقدر المستطاع بالبرنامج، كما ركزنا على أسلوب الحوار في البرامج التدريبية والخروج عن أسلوب التلقين، فلابد أن يكون هناك نقاش وحوار حتى تصل المعلومة وتعم الفائدة بشكل صحيح”. وتتابع “حرصنا على تغيير المحاضرين الأسريين بين فترة وأخرى، فأحيانا نجلب مختصين من خارج الدولة، أو نستعين بالخبرات الموجودة في الداخل حتى نوجد نمطاً من التنوع في أسلوب المحاضرين الأسريين، كما خصصنا الفترة المسائية لهذا البرنامج حتى تكون الفرصة متاحة للجميع لحضور الدورات، وقد تم تنفيذ بعض المحاضرات للجنسين معاً، إلى جانب دورات خاصة بالنساء فقط، وهذه الدورات عادة ما تختص بالتدبير المنزلي كالطبخ والتزيين”. الاستفادة من التجارب توضح الحاي “بالرغم من نجاحنا في استقطاب عدد لا بأس به من المقبلين على الزواج والمهتمين من الأزواج بالاستفادة من التجارب المطروحة في السنة الأولى من البرنامج، وجدنا أن المشاركين كانت لديهم ملاحظات حول طول مدة الدورة التي تمتد إلى أسبوعين، فحرصنا على الأخذ بهذه التوصيات في الاعتبار وتقليص مدة البرنامج من خلال انتقاء الدورات المهمة للمشاركين، وحاولنا التركيز على احتياجاتهم من الدورات. فكانت الدورات مقتصرة لفترة محدودة في شهر أو شهرين في السنة الأولى من البرنامج، ولكن نظراً للإقبال على الدورات والمطالبة باستمرارها طوال السنة حرصنا على تلبية هذه الرغبة لتعم الفائدة في السنة الثانية من البرنامج”. وتقول “حرصنا على أن تكون الدورات مجانية حتى تستفيد منها كل فئات المجتمع، ولنحقق بها هدف البرنامج. ومن الدورات التي وجدنا الإقبال عليها بشكل كبير، الأنماط الشخصية، وفهم النفسيات، وحل المشكلات، ومفهوم الحوار بين الأزواج، إلى جانب العلاقة الزوجية الخاصة. وقد وجدنا أن الثقافة الزوجية الخاصة كانت من الأسباب المهمة التي تقبع خلف حدوث الطلاق. لذا حرصنا على عرضها من ضمن القضايا الأخرى. كما تمت مناقشة بعض الأمور الصحية، كالأمراض المعدية التي قد تنتقل بالعلاقة الزوجية وكيف يمكن الوقاية منها”. وتضيف الحاي “نظرا لرغبتنا في خلق نوع من المرونة لنشر هذا البرنامج ليستفيد أكبر قدر ممكن من أفراد المجتمع منه، أنتجنا عددا من الأوعية السمعية والمرئية كالكاسيتات والسي دي، والتي تضم عددا من الدورات يتم نشره على المشاركين أو أي فرد يجد صعوبة في الحضور يحاول أن يحصل على هذه الدورات، حتى يستطيع المرء إعادة سماعها بين فترة وأخرى عند الحاجة”. السنة الثالثة تقول الحاي “في السنة الثالثة تم تعميم البرنامج ونشره على مستوى الدولة، وتم تنفيذه في عدد من مدن الدولة، وقد تعاونا مع عدد من الهيئات والمؤسسات والمراكز، كمحاكم دبي والشؤون الإسلامية، كما تعاونا مع مركز زايد للرعاية، ومؤسسة الشيخ راشد، وجمعية المرأة في رأس الخيمة، إلى جانب مراكز التنمية الاجتماعية، في إقامة عدد من الدورات والورش لنصل إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين”. ومن عناصر تميز البرنامج كونه أول برنامج على مستوى الوطن العربي، توضح الحاي أنها تكمن في “استهداف شريحة واسعة من المجتمع، ومجانية البرنامج لجميع الفئات المستهدفة، وتنفيذه بجهود وكوادر وطنية إماراتية مدربة، كما أنه ينفذ بجهود تطوعية، وأيضا شمولية البرنامج حيث يجمع بين التدريب والترفيه، بالإضافة إلى استمراريته إذ تنفذ الفعاليات والأنشطة بشكل دوري، بالإضافة إلى تنوع الأساليب والبرنامج”. وتقول الحاي “أصبحت هناك ثقافة ووعي من قبل المجتمع بوجود مراكز معنية بشؤون الأسرة وأهميتها في رفع مستوى الثقافة الأسرية وتحقيق علاقات مثالية بين أفراده، من خلال أخذ الدورات أو حتى استشارات أسرية، والتي بدأنا بها في 2004 وقد وصلت نسبة الاستشارات فيها إلى مئة استشارة، وفي 2009 قدمنا أكثر من 2500 استشارة، والتي كانت من فئة المقبلين على الزواج، كما استحدثنا خدمة توافق الزواج التي يتم عبرها تقديم الاستشارة قبل الزواج من خلال الجلوس مع المخطوبين، ووضع برنامج خاص لهم يمكن أن يتعرف من خلاله كلا الطرفين على الأنماط الشخصية، وكيف يمكن الوصول إلى نقطة تلاق فيما بينهما، وما هي النقاط التي يمكن أن توقعهما في مشاكل ومشاحنات بعد الزواج، فنحاول أن يتعرف المقلبون على الزواج على بعضهم البعض من خلال تحليل شخصياتهم ووفق التعرف على نقاط التجاذب والتنافر. فتتكون لدى المرء فكرة وافية عن الشخص الذي سيرتبط به”. خدمة التوافق تشير الحاي إلى أن خدمة التوافق هي عبارة عن أربعة اختبارات تقدم للمخطوبين، يقوم أحد المختصين بتصحيح الاختبار، ويحدد به نسبة التوافق والاختلاف بين الطرفين، ويحاول أن يقدم النصائح والإرشادات التي على ضوئها يتحقق التقارب بين المخطوبين. بطريقة علمية مدروسة وفق ضوابط واشتراطات معينة يجب أن يلتزم بها المقبلون على الزواج. وتقول “قدمنا برامج خاصة بالمعاقين حيث حضر ما يقارب 160 شخصا من الصم والمكفوفين وذوي الإعاقات الخفيفة، الذين دخلوا القفص الذهبي بعرس الأمل الجماعي، حيث تم إخضاعهم لبرنامج المقبلين على الزواج فكانوا بمنتهى الروعة وهم يناقشون ويتحاورن، للتعرف على تفاصيل العلاقة الزوجية المثالية وكيف يمكن التخطيط لمستقبل أسري مستقر وآمن”. وتضيف “من الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها من خلال هذا البرنامج، العمل على رفع مستوى الثقافة الأسرية بين أفراد المجتمع، وتأهيل الشباب من الجنسين لتأسيس أسر واعية ومستقرة، وأيضا الإسهام في زيادة حالات الزواج الناجح بين المواطنين وتقليل معدلات العنوسة الإرادية بينهم، وتنمية الوعي بالرقابة الأسرية لتقليل معدل الانحراف السلوكي، والإسهام في حل مشكلات التركيبة السكانية والمحافظة على الهوية المحلية من خلال دعم البرامج الاجتماعية والأسرية، وتوعية الآباء والأمهات بدورهم في إعداد أبنائهم وبناتهم المقبلين على الزواج”. وتتمنى الحاي أن تكون هناك جهة حكومية تلزم فئة المقبلين على الزواج بالالتحاق بهذا البرنامج ليتخرجوا منه بشهادة إنجاز، أسوة بشهادة الفحص الطبي. حتى يكون المرء على دراية تامة بواقع الحياة الزوجية ومتطلباتها والسبيل لحياة أسرية مترابطة ومتماسكة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©