الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العودة الأميركية للعراق.. ومأزق التدخل المحسوب

العودة الأميركية للعراق.. ومأزق التدخل المحسوب
10 أغسطس 2014 01:24
شنّت طائرات حربية أميركية هجمات ضد مسلحين تابعين لتنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ«داعش»، في العراق أول من أمس، إيذاناً بعودة الولايات المتحدة إلى الصراع بعد ثلاثة أعوام على انسحاب آخر قواتها المقاتلة من هناك. وقصفت مقاتلتان أميركيتان أحد مواقع المدفعية التي يستخدمها المسلحون في مهاجمة القوات الكردية التي تدافع عن العاصمة الإقليمية أربيل، حيث يتمركز بعض الدبلوماسيين والقوات العسكرية الأميركية، حسبما أفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» الأدميرال جون كيربي. وسمح الرئيس أوباما يوم الخميس بتوجيه ضربات عسكرية محدودة، وبررها بأنها ضرورية لحماية الجنود الأميركيين والحيلولة دون وقوع مجزرة لأقلية اليزيديين المتمركزة في شمال العراق، بعد أن استهدفهم المسلحون. واحتمى آلاف منهم بأحد الجبال بعد طردهم من منازلهم في بداية الأسبوع الماضي. وقال أوباما يوم الخميس من البيت الأبيض: «كنت حذراً في رفض الدعوات المنادية بالعودة إلى الوراء واللجوء مرة أخرى إلى جيشنا، ولكن عندما تتعرض حياة المواطنين الأميركيين للخطر، علينا أن نتخذ الإجراءات اللازمة». ويأتي تصعيد التدخل الأميركي المحسوب في العراق بعد ستة أعوام من نجاح حملة أوباما الانتخابية التي ارتكزت على خروج الولايات المتحدة من الحرب في العراق، وبعد إشرافه على انسحاب القوات في عام 2011. وحتى الآن، رفض أوباما طلبات من المسؤولين العراقيين والأكراد، وكذلك من أعضاء في الكونجرس، باستخدام القوات الجوية في وقف تقدم مقاتلي «الدولة الإسلامية»، على رغم أنهم قد يهددون الحكومة في بغداد. وفي تصريحاته يوم الخميس، أكد أوباما أنه يفهم مدى قلق الشعب الأميركي من العودة إلى العراق، مشدداً على أن الولايات المتحدة لن ترسل قوات برية. وقد أجبرت الأحداث أوباما على اتخاذ تلك الخطوة، بعد أن سيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على كثير من الأراضي في الأيام الأخيرة، إضافة إلى احتمال موت آلاف اليزيديين المحاصرين في الجبال ما لم تصلهم مساعدات فورية. ويشمل تفويض أوباما استخدام الضربات الجوية، إذا لزم الأمر، لفك الحصار المفروض على الجبال. وفي هذا السياق قال «ستيفين بيدل»، الزميل رفيع المستوى في قسم «السياسات الدفاعية» لدى «مجلس العلاقات الخارجية» الأميركي: «ليس كل ما يريده الرئيس يحصل عليه بالضرورة، فمن الواضح أنه يرغب في تقييد الدور الأميركي، ولكن المشكلة الأساسية هنا أن الأمور التي يتحدث عنها ليس من المحتمل أن تُنهي الحرب». وقد احتل تنظيم «الدولة الإسلامية» مساحات شاسعة في شمال العراق منذ يونيو الماضي، وسيطر خلال الأسبوع الجاري على «سد الموصل»، الذي يعتبر هو الأكبر في البلاد. ويحجز السد مياهاً، إذا فتحت أبوابها، يمكن أن تغرق الموصل، التي تعتبر ثاني أكبر مدن العراق، وقد تسبب دماراً يتجاوز العاصمة بغداد. ويبعد السد نحو 80 ميلاً (130 كيلومتراً) عن أربيل. وليس من الواضح ما إذا كانت الضربات الجوية ستؤثر على نتيجة المعركة. وقد تضاربت التقارير أول من أمس بشأن الأحداث على الأرض. وذكر هشام البرفكاني، عضو مجلس محافظة نينوى، إن مليشيات البشمركة الكردية عادت إلى مدينة «تلكيف» في الموصل واستعادت أيضاً جزءاً من السد. ولكن رئيس لجنة المصالحة الوطنية في المحافظة، زهير الشلبي، نفى ذلك، مشيراً إلى أن التنظيم لا يزال يسيطر على المدن والسد، وهو ما أكده سكان المنطقة أيضاً. وأدى هجوم مسلحي التنظيم، وتهديداتهم بتصفية الأقليات الدينية، إلى بث الرعب في نفوس عشرات الآلاف من الأشخاص، الذين فروا من المدن وتركوها مهجورة. وقد أسقطت الطائرات العسكرية الأميركية مساعدات غذائية ومياهاً لليزيديين، الذين يواجهون تهديد الجوع إذا استمروا على الجبل، أو القتل إذا حاولوا تركه. وأكد «كيربي» المتحدث باسم «البنتاجون»، أن الهجوم الجوي نفذته طائراتان «إف/إيه -18» أسقطتا قنابل موجهة بالليزر زنة 500 رطل على نظام مدفعية متنقل بالقرب من إربيل. وزاد التواجد الأميركي في عاصمة إقليم كردستان العراق خلال الأشهر الأخيرة، إذ اعتبرت الإدارة الأميركية المدينة التي يسيطر عليها الأكراد ملاذاً آمناً نسبياً من تقدم «الدولة الإسلامية». واختارت وزارة الدفاع الأميركية كلاً من أربيل وبغداد كمركزين للعمليات المشتركة حيث يعمل عسكريون أميركيون، من بينهم قوات خاصة، مع نظرائهم العراقيين بهدف الحصول على معلومات تكتيكية تساعد العراقيين على استهداف تنظيم «الدولة الإسلامية». وقد أفاد وزير الدفاع الأميركي تشاك هاجل أن الولايات المتحدة يمكنها التمييز بين المسلحين والمدنيين في حالة محاولة «تنظيم الدولة الإسلامية»، التخفي وسط السكان المدنيين. وقال «هاجل» للصحفيين على هامش زيارة إلى نيودلهي: «إذا هاجمت داعش مصالحنا وقنصليتنا في أربيل أو المنطقة الخضراء في بغداد، أو استهدفت آلاف الأشخاص، فمن الواضح من هم وسيتم تحديد هويتهم وستكون الهجمات الجوية فعالة». ولفت مسؤولون في الإدارة إلى أن تفويض الرئيس بتوجيه ضربات جوية لا يشمل مناطق أخرى يسيطر عليها التنظيم، بما في ذلك سوريا والحدود مع لبنان. وبدورهم ذكر مشرعون أميركيون من كلا الحزبين أنهم يؤيدون قرار أوباما بتقديم مساعدات إنسانية والسماح بتويجه ضربات عسكرية، على رغم انتقاد الجمهوريين لما يرونه افتقار الإدارة إلى خطة في مواجهة المسلحين. وقال زعيم مجلس النواب جون بوينر: «إن تفويض الرئيس بتوجيه ضربات عسكرية جوية أمر ملائم، ولكن مثل كثير من الأميركيين، أشعر بالقلق بسبب غياب استراتيجية في مواجهة التهديد الخطير الذي يمثله داعش على المنطقة». بيد أن عضوي مجلس الشيوخ الجمهوريين، المنتقدين دائماً لأوباما، السيناتور جون ماكين والسيناتور ليندسي جراهم، أكدا في بيان مشترك أن تحركات أوباما لا تكفي. وحضا الولايات المتحدة على توجيه ضربات جوية لتنظيم «الدولة الإسلامية»، وتقديم مزيد من المساعدات العسكرية للقوات الكردية والحكومة العراقية والثوار في سوريا. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©