الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الفنان العراقي علي رشيد يفوز بجائزة السمبوزيوم الباريسية

الفنان العراقي علي رشيد يفوز بجائزة السمبوزيوم الباريسية
10 أغسطس 2014 01:30
فاز الفنان التشكيلي العراقي علي رشيد، المقيم في هولندا، بالجائزة الأولى في السمبوزيوم الدولي- باول ريكارد الخامس في فرنسا، بتفرد تجربته الفنية مع ثيمة صياغة المكان واستلهام عناصره والتفاصيل المحيطة به مقارنة بالتجارب الأوروبية الأخرى المشاركة من فرنسا ولوكسمبورج وبولندا وإنجلترا. وقد وجدت لجنة التحكيم في تجربة الفنان رشيد خصوصية في التعامل مع المفردة البصرية وقدرة تجريدية عالية في الاختزال مع تكريس سعة بصرية متفردة تحفز المتلقي ذهنيا في التفاعل والبحث عن الأثر وتحرير بلاغته ماديا ودلاليا. يشتغل الفنان التشكيلي العراقي علي رشيد على اللون الواحد وهارمونيته، لذلك يطغى اللون الأبيض وثنائيته على أغلب أعماله، مع إحالات مستترة تتفاعل مع الفضاء المثقل بالأشكال والكتل والعناصر البصرية الزاهدة والمرمزة بجدلية الثابت والمتحول. يعتمد في ثقافته البصرية التي يشتغل عليها على فكرة الإيحاء والإشارة إلى ما لا يرى والبحث عن المخفي في الكيان المعلن بمواد مختلفة وفلسفة بصرية تحفز الآخر (المتلقي) على بناء أشكاله المفترضة وجعله ملزما وبمسؤولية تعادل مسؤولية الفنان في اكتشاف سعة الأثر التي تعمق الرؤية وتثير الأسئلة. بمثل هذا الجو يرسم الفنان رشيد إطار عالمه الصغير والنوستالجي المسكون بذاكرة من غير صور واضحة أو محددة، وكأنه يسير باتجاه طفولة البشرية من الواقعي إلى التجريدي من عالم الحدود الواضحة إلى عالم بلا حدود وبلا أشكال إلى عالم من المشاعر فقط بطريقة البدايات لحظة اكتشاف حاسة الرسم للتو. لم يهتم الفنان رشيد بحرية ذاتية تتعمق في المجتمع، ولكن بحرية تعود للحق العام ضمن سيرورة لثقافة التفكير وهي نفسها ثقافة الأفراد التي تندمج بوجوه الروح المطلقة والروح الموضوعية بعيدا عن القراءة التقليدية لواقع المحاكاة. في لوحاته ومضات شعرية تتماهى بين رنين الكلمة وتدرجات اللون بما يلغي الحدود الفاصلة بين الأجناس الأدبية المختلفة، وخاصة الشعر والرسم. ورأى الفنان علي رشيد في فوزه بالجائزة الفرنسية في تصريح لـ»الاتحاد» نوعا من التكريم للفنان ولجهده وتجربته، وإشادة بمستوى عمله، وقيمته البصرية وأضاف: سعدت بكل هذا، ولكن ما شدني لهذه الجائزة هو الزهو الذي تملكني كعراقي يفوز بجائزة في وقت نحن (كعراقيين) أحوج فيه لإشعال شمعة مهما كان بصيصها وسط هذا الظلام، والخسارات المتلاحقة التي يعج بها العراق. كان إحساسي بكم الفرح الذي سيعتمر قلوب الأهل، والأصدقاء، والمعارف والناس هناك كفيلا لجعلي أسعد بتوقيت الجائزة، على الرغم من قناعتي بأن فوزي، أو فوز أي فنان بجائزة ما لايعني أن الفنانين الآخرين ممن شاركوا كانو أقل مستوى أو أن أعمالهم لاتستحق الفوز. يتولى الفنان علي رشيد تحرير مجلة «إلى» الإلكترونية التي تعنى بالفن المعاصر والكتابة الجديدة وهي تصدر بأربع لغات، وطموحه الشخصي في تحويلها ورقيا، والعمل على مشاريع لورش فنية سواء في داخل هولندا لطلبة الأكاديميات أو خارجها، وتنظيم دورات في تأصيل المعرفة بالمتغيرات الفكرية والعملية في فن اليوم. ويعمل رشيد على تفعيل مستقبلي لمشروع «كرفان» التشكيلي الذي يشرف عليه مع مجموعة من الفنانين الإيطاليين والإسبان والهولنديين ويتلخص في تفعيل الحوار البصري بين الثقافات المختلفة من خلال إقامة معارض تشكيلية لفنانين من جنسيات مختلفة في بلد معين بمشاركة فنانيها، ثم انتقال المعرض لدولة ثانية لينتمي فنانو تلك الدولة الى المعرض، ويطمح أن تشترك دول أو مؤسسات فنية من العالم العربي في استضافة مشروع «الكرفان» لتفعيل فكرة الحوار التي تأسس من أجلها، في بعده الثقافي البصري والحضاري الإنساني. تخرج الفنان علي رشيد في معهد الفنون الجميلة في بغداد، وأكمل دراسته في الأكاديمية الملكية في لاهاي، ومن ثم الدراسات العليا في الفن والعمارة بكل من أكاديمية تلبرغ (هولندا)، وليستر (إنجلترا)، وغرناطة (إسبانيا). أقام وشارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية في دول عدة عربية وأجنبية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©