الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سباق عالمي لتصنيع الإيثانول والاستغناء عن البنزين

سباق عالمي لتصنيع الإيثانول والاستغناء عن البنزين
17 أغسطس 2006 01:05
إعداد - عدنان عضيمة: كثر الحديث عن ''الإيثانول'' كمادة بديلة للبنزين تصلح للاستخدام في السيارات، وفضلت بعض دول العالم الأكثر استهلاكاً للمشتقات النفطية، وعلى رأسها البرازيل والولايات المتحدة، الدخول في صلب الموضوع وسارعت لبناء محطات إنتاج ''الإيثانول'' على نطاق واسع·· ويبدو للوهلة الأولى أن البرازيل هي السباقة في هذا المجال بسبب غناها بالمواد الأولية الرخيصة لصناعة الإيثانول وهو قصب السكر فيما تضطر الولايات المتحدة لتحضيره صناعياً من مادة أغلى ثمناً هي الذرة· ويمكن للزائر في إحدى ضواحي مدينة جارنيت الواقعة شرقي ولاية كانساس الأميركية، أن يجد محطة ضخمة تتضمن عشرات الصوامع والأبراج التي تشبه إلى حد ما المنشآت التي نراها في مصافي النفط الخام، ولم يتم بناء هذه المحطة وسط حقل شاسع من الذرة صدفة، فهذا المحصول غني بالنشاء الذي يتم تخميره في الأبراج حتى يتحول إلى ''الإيثانول'' الذي يعد من أنظف البدائل المنتظرة للبنزين· ويعبر عن مدى اهتمام الأميركيين بهذه الصناعة الخطط التي وضعتها وزارتا الطاقة والزراعة في أميركا لبناء العشرات من هذه المحطات لإنتاج الإيثانول بكميات تجارية ضخمة تتفق مع حاجة السوق المحلية· وتندرج هذه المحطة في هذا الإطار حيث أطلق عليها اسم (محطة شرق كنساس لاستخراج الإيثانول الزراعي)· ويتكفل المركب بمعالجة نحو 13 مليون جوال من الذرة (650 مليون كيلو جرام) لإنتاج ما يقارب 130 مليون لتر من الإيثانول كل عام· ويمكن لهذه الكمية أن تسمح بالاستغناء عن نحو 55 ألف برميل من النفط الخام المستورد يومياً، بما يعني أن إنتاج البرميل الواحد من النفط يحتاج إلى 1,2 طن تقريبا من الذرة· وخلال الأشهر الثمانية عشر الماضية تضافرت عدة عوامل لدفع السلطات الحكومية إلى الشعور بالخطر الداهم من نقص مفاجئ في الإمداد بالنفط المستورد من بينها توتر الأوضاع الأمنية في العراق والحرائق التي نشبت في مصافي النفط في تكساس وإغلاق بعض الآبار المنتجة للنفط في خليج المكسيك بسبب إعصاري كاترينا وريتا· يضاف إلى كل ذلك أن ظاهرة الارتفاع المتواصل في أسعار النفط أصبحت تمثل دافعاً قوياً للبحث عن مصادر الوقود البديل للمشتقات النفطية· وكان الرئيس بوش خصص خطاباً في شهر فبراير الماضي أعلن من خلاله إطلاق المبادرات الجادة للبحث عن الطاقات البديلة وأعرب عن أمله في أن يتم إنتاج 30 مليار لتر من الإيثانول وبقية أنواع الوقود الحيوي كل عام بدءاً من عام ·2012 ويمثل هذا الإنتاج زيادة قدرها 90 بالمئة عما يتم إنتاجه من هذه الأنواع من الوقود في الوقت الحاضر· ولو احتكم المرء إلى لغة المختبرات الكيميائية فسوف يلاحظ أن الإيثانول هو بالفعل المتحدي الأكبر والأقوى للبنزين؛ ولقد أصبح يباع بالفعل في بعض محطات الوقود العمومية وهو مخلوط بنسب معينة مع البنزين· وفيما تظهر التجارب المخبرية أن العديد من أنواع الوقود التركيبي تبدو وكأنها تمثل بدائل جيدة للبنزين أو زيت الديزل، إلا أن الأمر يختلف كثيراً عندما يتم ملء خزانات السيارات بهذه الأنواع بهدف الانطلاق بها فوق الطرق· وأفضت هذه الدراسات إلى اعتماد مقياسين مهمين في هذا الصدد هما: الفعالية الميكانيكية والجدوى التجارية· وفيما يتعلق بالمقياس الأول، فإن من المهم قبل اي شيء آخر الحكم على ما إذا كان الوقود البديل قادراً على دفع السيارات بالفعالية الكافية لجعلها تؤدي الوظائف التي صنعت من أجلها· فما فائدة الوقود الذي لا يمكنه أن يدفع السيارة لسرعة تفوق 10 كيلومترات في الساعة؟· وتعني الجدوى التجارية أن يكون سعر الوقود المستهلك لقطع مسافة معينة معقولاً بالمقارنة مع سعر البنزين المستهلك لقطع المسافة ذاتها· وعندما تم تقدير هذه الأمور من خلال التجارب الميدانية تبين أن خليط الإيثانول والبنزين هو الأفضل من بقية أنواع المحروقات البديلة وفق المقياسين المذكورين معاً· ومن المعروف أن السيارات تستهلك أخف نوع من المشتقات البترولية وهو البنزين أو الجازولين· وتحتاج سيارة هوندا سيفيك لقطع المسافة من نيويورك إلى كاليفورنيا إلى 400 لتر من البنزين؛ وتستخلص هذه الكمية من 5 براميل من النفط الخام؛ وهي أرقام تدفع المرء إلى الشعور بضخامة استهلاك السيارات من المصادر النفطية وضرورة البحث عن بدائل أخرى للوقود أقل تلويثاً للبيئة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©